شهد اليوم السادس من المواجهات بين القوات الحكومية و"جيش المهدي" الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، مشاركة برية لقوات"التحالف"بقيادة الولاياتالمتحدة في النزاع في منطقة البصرة الغنية بالنفط، اضافة الى الغارات الجوية التي بدأت بتنفيذها قبل أيام قليلة. ولا يزال حظر التجول سارياً في مدينتي بغدادوالبصرة مع دخول المواجهات يومها السادس وسقوط مئات القتلى والجرحى من الطرفين. وفي بغداد، أُقفرت الشوارع لليوم الثالث على التوالي بعد تمديد منع التجول التام المفروض منذ يوم الخميس الماضي بسبب المواجهات العنيفة، على رغم أن الحظر الذي يشمل الآليات والمشاة كان يجب أن يرفع عند الخامسة فجر أمس الأحد. لكن القيادة العسكرية قررت ليل أول من أمس تمديد حظر التجول لفترة غير محددة. وقُتل حوالي 260 شخصاً منذ 25 آذار مارس الماضي في المعارك التي اندلعت في مدينة البصرة، وامتدت الى مدن أخرى في الجنوبوبغداد، بحسب حصيلة أعدتها وكالة"فرانس برس"، استناداً الى ارقام الاجهزة الامنية. وللمرة الأولى منذ اندلاع المواجهات، أعلن الجيش الأميركي أن قوة اميركية برية دعمت"القوات العراقية الخاصة"خلال مواجهات مع الميليشيات الشيعية في البصرة، ما أسفر عن مقتل 22 مسلحاً. وأفاد الجيش أن العملية العسكرية تضمنت قصفاً جوياً استهدف"معقلاً للمجرمين في غرب البصرة"، لافتاً الى أن"القوات العراقية الخاصة تعرضت الى اطلاق نار عندما اقتربت من المنطقة المستهدفة، وتمكنت من قتل أربعة مسلحين لدى اقتحامها أحد المباني. كما تعرضت مرة أخرى الى اطلاق نار من أسطح المنازل، فتمكنت من قتل مسلحين اثنين آخرين". وتابع البيان أن"القوات العراقية الخاصة والقوة الأميركية الداعمة لها، تعرضتا الى نيران معادية من عناصر مجرمة في منطقة أخرى". يذكر أن هذه هي الاشارة الأولى إلى وجود قوات برية أميركية تساند القوات العراقية في البصرة. وأكد أن"دعماً جوياً استدعي لملاحقة القوى المعادية ... ما أسفر كحصيلة أولية عن مقتل 16 مجرماً". وقال الناطق باسم الجيش البريطاني الميجور توم هولواي إن"القوات البريطانية انتشرت خارج قاعدتها في البصرة لدعم القوات العراقية ... قواتنا لا تخطط لدخول البصرة، إنها تقدم أشكالاً أخرى من الدعم". ويشمل الدعم الاسناد الجوي والمراقبة إضافة إلى الدعم اللوجستي، وتزويد المروحيات بالوقود وكذلك التجهيزات الطبية. وشاركت بريطانيا في اجتياح العراق قبل خمسة أعوام. وما زال حوالي 4100 جندي بريطاني في مطار البصرة. ومن المفترض تقليص عددهم إلى 2500 في حلول ربيع عام 2008. وأفاد شهود أن القوات البريطانية اقتربت من البصرة لكن ناطقاً عسكرياً بريطانياً قال إنها لا تنوي بعد استعادة السيطرة على ثاني أكبر المدن العراقية. وقال شهود إن القوات البريطانية التي كانت تستقل ما بين ثماني وعشر عربات مدرعة أقامت نقطة تفتيش عند جسر الزبير جنوبالمدينة، وتفتيش السيارات المتجهة الى البصرة. وعلى الصعيد الأمني أيضاً، قُتل 15 شخصاً بينهم عقيد وتسعة من رجال الشرطة وخمسة من قوات مجالس"الصحوة"، في هجمات إحداها انتحاري بواسطة سيارة مفخخة. وقال مصدر في شرطة الموصل إن"اشتباكات وقعت بين مسلحين وقوات الشرطة أدت الى مقتل العقيد زياد قاسم وأحد عناصر شرطة المدينة". وأضاف أن"الاشتباكات وقعت فجراً لدى تنفيذ الشرطة عملية دهم على منزل في منطقة السحاجي وسط". وفي بعقوبة، أعلنت الشرطة مقتل اثنين من عناصرها في انفجار عبوة استهدف رئيس مجلس المحافظة ابراهيم باجلان. وأوضحت أن"الانفجار استهدف موكب رئيس مجلس محافظة ديالى على الطريق الرئيسي عند بلدة السعدية شرق بعقوبة". وفي سامراء، قال النقيب في الشرطة عماد أحمد إن"ستة من عناصر الشرطة قتلوا في هجوم مسلح استهدف دوريتهم صباحا على الطريق الرئيسي جنوب بلدة الضلوعية 70 كلم شمال بغداد". وأضاف أن احد القتلى"ضابط برتبة نقيب". وتتعرض نقاط التفتيش والحواجز الامنية على هذه الطريق لهجمات مماثلة من حين إلى آخر. وفي تكريت، أفادت الشرطة ان ما لا يقل عن خمسة أشخاص من قوات"الصحوة"قُتلوا وأُصيب تسعة آخرون في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مقراً لهذه القوات جنوب بيجي شمال بغداد. وقال ضابط في شرطة بيجي إن"خمسة أشخاص على الأقل قُتلوا وأُصيب حوالي تسعة آخرين في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدفت قوات الصحوة". وأوضح ان"الهجوم استهدف مقر قوات الصحوة في بلدة الصينية جنوب بيجي". يشار الى أن الصينية تعتبر من أبرز معاقل المتطرفين الاسلاميين في المنطقة. وتحارب قوات"الصحوة"عناصر تنظيم"القاعدة"بدعم مادي من الجيش الاميركي.