أحيت فرقة "تريو جبران" الفلسطينية للعود، حفلتين في كل من مونتريال وأوتاوا، في إطار جولتها على عدد من مدن أميركا الشمالية. ولفتت الفرقة المؤلفة من الاخوة وسام وسمير وعدنان بمشاركة عازف الايقاع الفلطسيني يوسف حبيش، في زيارتها الأولى للمدينتين، الجمهور العريض من العرب والكنديين. وتميّز ال"تريو"المتحدّر من عائلة فلسطينية يسبقها اسمها في مجال صناعة العود والعزف عليه، بتقديم لوحات موسيقية عربية خالصة فيها رائحة الأراضي المحتلة. وأثار إحساس الإخوة الثلاثة أثناء العزف، والتقنية المتطوّرة التي يستخدمونها، إعجاب المهتمين والصحافة. فكتبت جريدة"لودوفوار"عن الفرقة معتبرة إياها"أول ظاهرة فنية وخطوة ثورية في عالم الموسيقى الوترية". قدم الاخوة جبران البومهم الجديد"مجاز"وهو الخامس في رصيدهم الفني والاكثر انتشاراً في أسواق الموسيقى العالمية. ويستوحي موسيقاه من قصائد الشاعر محمود درويش عن القضية الفلسطينية التي كانت تتردد اصداؤها بقوة على مسامع الحاضرين. فحين كانت تخفت نبرة العود يحبس الجميع أنفاسهم، ليستفيقوا بعد لحظات على هدير عاصفة من الالحان كأنها قادمة من خلف المحيط، من هناك، من فلسطين القضية والارض والانسان . وعن هذه الأجواء الانفعالية أوردت صحيفة"لا بريس""أنها أشبه بحوار موسيقي يهدأ حيناً ويشتد حيناً آخر، كأن القضية الفلسطينينة هنا صدى لما يجري في المحافل الدولية". وفي هذا السياق ينوه سمير بموسيقى"مجاز"ذات النكهة الخاصة والشخصية الفنية الفريدة"المستوحاة من الوجود الفلسطيني ومن الألم الذي يعتصر الانسان ويصنع الفنان غير العادي"، ويقول:"إن الموسيقى التي نؤديها اليوم هي فلسطينية المنشأ تستوحي المقام العربي والفولكلور الفلسطيني. وهي ليست تقليدية او غربية او اندلسية او اسبانية. ولا نستعمل فيها لعبة التقنيات الاوروبية. لذا نحن نستوحي الموسيقى التي تؤثر فينا ونتفاعل معها في كل الظروف والمناسبات". وكعادته في الحفلات التي يحييها في المدن الاوروبية والاميركية اكثر من 200 حفلة، يحرص سمير كبير إخوته، على تقديم رسالة يؤكد فيها هويته الفلسطينية على رغم حيازته الجنسية الاسرائيلية ويعلن مؤازرته كفاح الشعب الفلسطيني من اجل العودة والحرية والاستقلال. وصرّح لجريدة"لا برس"أنه يتوق الى أن يكون موسيقيا حراً،"لأنني حتى اليوم لا اقدم نفسي فناناً فلسطينياً في انتظار أن تتحرر فلسطين من الاحتلال ويعاد الحق الى اصحابه".