قد تكون كوسوفو من أبرز مناطق النفوذ الأميركي في العالم. وتزامن الاهتمام الاميركي بمنطقة الالبان مع ازدواج طابع قضية كوسوفو. فهي مشكلة محلية ودولية، في آن. ويتذرع الرئيس الاميركي جورج بوش بالازدواج هذا الى حماية ألبان كوسوفو، وتزويدهم بالسلاح. ويرى محللون عسكريون أن هيمنة صربيا على الألبان، وتفوقها العسكري عليهم، أمران يسيران. ولكن صربيا قاصرة عن التفوق على الولاياتالمتحدة بالسلاح. وهذا ما يحمل الخبراء العسكريين على رفض تدخل صربيا العسكري لاستعادة كوسوفو. فمثل هذا التدخل هو خطوة انتحارية تكرر خسارة 1999. ولا ابهام في نية الولاياتالمتحدة اقامة دولة ألبانية جديدة تابعة في كوسوفو، والسيطرة على الألبان في المنطقة كلها، وتحقيق مصالحها من طريقهم. لذا، وتتعمد أميركا ترك السكان على هواهم. ويعم الفساد اقليم كوسوفو، وتنتشر فيه تجارة السلاح والبشر والمخدرات. وهذا يمهد الطريق الى استغلال الولاياتالمتحدة سكان الدولة الجديدة. وعلى رغم علمها بأن نحو مليون ونصف مليون قطعة سلاح نُهبت من المستودعات العسكرية بألبانيا، بحسب تقديرات الأممالمتحدة وحلف شمال الأطلسي، في اضطرابات 1997، وأن ألبان كوسوفو حصلوا على نحو 330 ألف قطعة، تعزز واشنطن قدرات دولة كوسوفو العسكرية. ويتعاظم تأثير كوسوفو في المنطقة على وقع هذا الدعم العسكري. ولكن كوسوفو دولة غير شرعية بحسب القانون الدولي. وبقاؤها هو رهن خضوعها للإدارة الأميركية. ومن الواضح، أن الولاياتالمتحدة لا تريد استتباب الامن والسلام في الإقليم. ويبدو أن اقدام بلغراد على مد صرب كوسوفو بالسلاح يماشي المصالح الاميركية. فالاضطرابات هي طريق واشنطن الى التدخل في المنطقة. وليس في وسع بلغراد الامتناع من تزويد صرب كوسوفو بالأسلحة. فهذا الامتناع يقوض النفوذ الصربي في أوساط الصرب هناك، ويُثير غضب صرب صربيا، ويسوغ تهمة القوميين الحكومة بالتخلي عن"الأشقاء"، الإذعان للرغبات الغربية التي انتزعت الإقليم الصربي قسراً. وعلى صربيا أن تعظم قوتها العسكرية، وتجبه محاولات الاميركيين تغيير التوازن العسكري في منطقة البلقان. ولا مناص لها من تزويد صرب كوسوفو بالأسلحة لضمان ولائهم ودفاعهم عن أنفسهم. عن ديانا ميلوشيفيتش ، "غلاس يافنوستي" الصربية، 22/3/2008