يرى محللو حوادث البلقان أن الأيام المقبلة على كوسوفو صعبة، أياً كانت نتيجة التصويت على مصير الاقليم بمجلس الأمن. فالمصالح الدولية في الاقليم متناقضة. فبعض الدول تؤيد مطالب الألبان، وبعضها الآخر الصرب. ويحذر ريتشارد هولبروك، المبعوث الأميركي السابق الى البلقان، من اندلاع الحرب في حال عرقل"الفيتو"الروسي استقلال كوسوفو. وعلى خلاف الاميركيين والاوروبيين، ترى روسيا، ومعظم دول البلقان، أن النزول على رغبات الألبان على حساب الجانب الصربي يبعث المساعي الانفصالية العرقية التقليدية الصربية والبوسنية والكرواتية والألبانية في صربيا ومقدونيا وغيرها من الدول. ويُعرّض، تالياً، استقرار البلقان الى الخطر. ولا تكتم دول المنطقة مخاوفها من تبعات تعديل القرارات الدولية حدود الدول السيدة والمعترف بها. ويخشى المحللون من أن يؤدي اندلاع حرب جديدة في كوسوفو الى تكرار أعمال الابادة. ولا يزال سبعون ألف صربي يعيشون بين الألبان، خارج التجمعات الصربية الكبيرة. وقد يواجه هؤلاء مصير البوسنيين في مجزرة سريبرينيتشا، إذا اندلع العنف وسرت الاضطرابات الأمنية. والحق أن الادارة الدولية وقواتها كفور أسهمت في تنامي الأخطار المحدقة بكوسوفو. فهي لم تلتزم بنداً في قرار مجلس الأمن رقم 1244 الصادر في حزيران / يونيو 1999 ينص على تجريد عناصر جيش تحرير كوسوفو، والجماعات الألبانية الأخرى من السلاح. ونجم عن تقاعس الادارة الدولية، انتشار الأسلحة، على اختلاف أنواعها، في كوسوفو، وتعزيز ميل الجماعات الاثنية الى التطرف. ويبدو أن الحرب واقعة في كوسوفو لا محالة، إذا فشل الأميركيون والروس في الاتفاق على حل واقعي وتوفيقي، يلبي مطالب الألبان والصرب، ويراعي ظروف المنطقة. فتشبُّث الأميركيين بدعم مطالب الألبان دعماً مطلقاً، وتمسك الروس بكل ما يُصر الصرب عليه، يفضيان الى عواقب وخيمة. ولا شك في أن صربيا ستتصدى لإرساء استقلال كوسوفو، وتساند انتفاضة صرب كوسوفو، وتزودهم العتاد العسكري والبشري. وزعمت دول الحلف الأطلسي يوم شنت غاراتها على صربيا قبل 8 سنوات، أنها تسعى الى تحرير الالبان من بطش سلوبودان ميلوشيفيتش وتعسفه. واليوم، بعد بلوغ الحلف مأربه، عليه التزام وعد التحرير هذا، وتجنب تجاوزه الى منح الألبان استقلالاً كاملاً على حساب الصرب. ولن يقيض النجاح لنهج سياسي لا يلتزم مبادئ الأممالمتحدة التأسيسية. عن بوديمير ميلوتينوفيتش ، "غلاس يافنوستي" الصربية، 29/4/2007