شجعت القوانين الاستثمارية المرنة التي وفرتها الحكومة السورية أخيرا عدداً من الشركات العربية والأجنبية على الولوج إلى السوق السورية للاستثمار في القطاع السياحي من بينها مشروعا"تلال الياسمين"و"ابن هانئ"بقيمة 380 مليون دولار اميركي. وكانت الحكومة وضعت خطة تهدف إلى استقطاب 10 ملايين سائح في العام 2010 ورفع عدد الأسرة الفندقية إلى 75 ألف سرير وعائدات تصل إلى خمسة بلايين دولار. وتأتي هذه الخطة في إطار سعي الحكومة إلى جعل السياحة"الرافد الرئيسي للاقتصاد الوطني"، خصوصاً بعد المؤشرات على تراجع إنتاج البلاد من النفط في السنوات الأخيرة. ومن بين المشاريع السياحية الجديدة مشروع"تلال الياسمين"الذي أطلقته شركة"بالميرا للتطوير العقاري"السورية - الإماراتية في منطقة"يعفور"قرب دمشق بكلفة تصل إلى 30 مليون دولار. والمشروع عبارة عن منتجع سياحي من فئة أربع نجوم ويضم نحو 180 فيلا بمساحات مختلفة ومجموعة فنادق تحوي 450 سريراً و450 كرسي أطعام. واعتبر رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري المشروع"ثمرة من ثمار عملية التطوير السياحي في سورية". وقال بعد تدشينه المشروع إن"وجه سورية سيتغير حتى عام 2010 نتيجة الاستثمارات السياحية الكبيرة التي تشهدها حالياً والتي بدأ بعضها يعطي الثمار من خلال دخولها في الاستثمار"، لافتاً إلى الإقبال الكبير من قبل المستثمرين العرب والأجانب خلال السنوات الثلاث الاخيرة للاستثمار السياحي في سورية. وقال المدير التنفيذي للمشروع رجل الأعمال السوري فراس طلاس ل"الحياة":"المشروع يستهدف في الدرجة الأولى جيل الشباب من ذوي الدخل العالي والذين ينشدون الراحة والأمان خارج مدينة دمشق". وتوقع أن ينجز المشروع الذي يقع على 250 دنما ويضم خدمات جديدة ومتكاملة وراقية خلال عامين. وتشير الأرقام إلى أن التطوير السياحي في سورية يتطلب استثمارات بقيمة 15 بليون دولار حتى عام 2012. وكانت شركة"الديار"القطرية أطلقت مشروع"ابن هانئ"السياحي شمال مدينة اللاذقية على الساحل السوري بكلفة تصل إلى 350 مليون دولار، وهو عبارة عن منتجع سياحي من فئة الخمس نجوم، ويضم فندقين يحوي كل منهما على أكثر من 200 غرفة، إضافة إلى شاليهات وشقق فندقية بعدد 1400 سرير ومطاعم وأسواق تجارية ومدينة ألعاب وصالات للسباحة والاستجمام و60 فيلا شاطئية. ويقع المشروع على مساحة 265 دونماً وتقدر فترة تنفيذه بخمس سنوات واستثماره ب 99 عاماً متضمنة مدة التنفيذ. وأكد رئيس مجلس إدارة الشركة المملوكة بالكامل للحكومة القطرية ناصر الأنصاري على أن"المشروع سيكون متكاملاً ووفقاً لأعلى مستويات الضيافة والرفاهية التي تجذب فئة المستثمرين والسياح من المستويات العالية". وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في دمشق:"سيحقق المنتجع نقلة نوعية على مستوى المنتج السياحي السوري من خلال الخدمات السياحية التي سيقدمها وفرص العمل التي سيؤمنها". وأكد الرئيس التنفيذي للشركة غانم آل سعد على أن"الديار"القطرية ستساهم في خلق فرص عمل وإعادة تطوير السياحة التي كانت من أعمدة الاقتصاد السوري لعقود. وعبر عن أمله في أن يساهم المشروع والمشاريع الأخرى التي تنوي الشركة اقامتها مثل بناء ميناء حديث وقرية مخصصة للصيد في دعم الحياة الاقتصادية في محافظة اللاذقية. يذكر أن"الديار"القطرية تنفذ حالياً بالشراكة مع محافظة العاصمة مشروع"ديار دمشق"وهو عبارة عن مجمع سكني وتجاري راقي. وأضاف الأنصاري:"سيساهم المشروع في مسيرة الازدهار والعمران وفي إعادة تحديد مدينة دمشق وبزوغها على الصعيد الدولي كوجهة أولى للمسافرين العالميين". وتوقع أن يزداد حجم الاستثمار القطري في سورية خلال السنوات المقبلة ليصل الى 12 بليون دولار. وتشير أرقام وزارة السياحة السورية إلى أن عدد المشاريع السياحية قيد الإنشاء وصل إلى 376 مشروعاً وان حجم الاستثمارات بلغ العام الماضي نحو 61 بليون ليرة سورية، وان 55 في المئة من قيمة الاستثمارات السياحية حالياً يعود إلى مستثمرين خليجيين و37 في المئة الى مستثمرين سوريين و 8 في المئة الى مستثمرين أجانب. ويسمح القانون السوري للعربي تملّك عقارات في المناطق السياحية ومناطق الاصطياف.