تسعى وزارة السياحة السورية عبر برامجها الترويجية التي أطلقتها في عدد من الدول العربية والأوروبية إلى استعادة السياح وإقناعهم بزيارة البلاد الواقعة في قلب منطقة الشرق الأوسط المضطربة، في الوقت الذي تعلق فيه الحكومة آمالاً عريضة على السياحة في السنوات القادمة كقطاع نمو حيوي خصوصاً بعد المؤشرات عن انخفاض إنتاج النفط في البلاد. ورغم أن سورية تملك الكثير من مقومات السياحة إلا أنها لا تزال تواجه نوعية من الخدمات لا ترقى إلى مستويات المقاصد السياحية الأكثر تمرساً في هذا المجال خصوصاً ما يتعلق بالبنية التحتية من طرقات ومنافذ حدودية. وأظهر تقرير صادر عن وزارة السياحة أن عدد السياح القادمين إلى البلاد وصل العام الماضي إلى 4.6 مليون سائح بخلاف زوار اليوم الواحد. وأوضح التقرير أن عدد السياح بخلاف العراقيين بلغ نحو 3.2 مليون، لكنه أشار إلى أن عدد السياح مع زوار اليوم الواحد وصل إلى ستة ملايين سائح أنفقوا من دون السوريين نحو 142 بليون ليرة سورية الدولار يساوي حالياً نحو 48 ليرة سورية. لكن تقرير ل"المجلس الدولي للسياحة والسفر"حول الوضع الاقتصادي للسياحة السورية في العام الماضي بيّن أن إيرادات السياحة الدولية الوافدة وصلت إلى 2.7 بليون دولار أميركي وستصل خلال العام 2017 إلى 6.9 بليون دولار. وأظهر أن إيرادات السياحة الداخلية بلغت نحو بليون دولار وتوقع أن تصل في الفترة نفسها من العام 2017 إلى 2.2 بليون دولار. وأشار إلى أن مساهمة صناعة السياحة في الناتج المحلي تصل إلى أكثر من 5.8 في المئة وتساهم في تأمين 28 في المئة من القطع الأجنبي وتوفر 14 في المئة من العمالة. وأكد أن تدفق الاستثمار السياحي بلغ نحو 600 بليون دولار. وقال وزير السياحة سعد الله اغة القلعة إن وزارته تواجه جملة من التحديات خلال الأعوام الثلاثة القادمة تتمثل في استكمال تنفيذ المشاريع السياحية قيد الإنشاء وإطلاق العمل على إنشاء مناطق التطوير السياحي الكبرى وتوفير أراض للمشاريع السياحية في دمشق وتحفيز الاستثمار السياحي في المحافظات التي لم تحظ باستثمارات كافية، إضافة إلى توفير الأطر المؤهلة للعمل في المنشآت السياحية ومواجهة التأثيرات الإقليمية والحملات السياسية والإعلامية التي تعيق القدوم السياحي إلى سورية. وبيّن القلعة في مؤتمر صحافي أن عدد المشاريع السياحية قيد الإنشاء وصل إلى 376 مشروعاً وان حجم الاستثمارات بلغ العام الماضي نحو 61 بليون ليرة سورية. وتوقع أن يصل حجم الاستثمار في العام الجاري إلى 54 بليون ليرة وان يرتفع عدد الأسرّة الفندقية في العام 2010 إلى أكثر من 66 ألف سرير وكراسي الإطعام إلى 34 ألف كرسي من خلال المشروعات الحالية التي تستفيد من الإعفاءات الضريبية السخية. وكانت وزارة السياحة أطلقت خلال النصف الأول من العام الماضي حملة واسعة للترويج السياحي شملت عدداً من الدول العربية والأوروبية أدت إلى ارتفاع عدد السياح القادمين من هذه الدول إلى سورية في النصف الثاني من العام نفسه كما تقول الوزارة، حيث ارتفع عدد السياح الكويتيين من 42 ألفاً إلى 64 ألفاً، والإماراتيين من 11 ألفاً إلى 21 ألفاً والقطريين من ستة آلاف إلى ثمانية آلاف والبريطانيين من ثمانية آلاف إلى 11 ألفاً. وأشار تقرير وزارة السياحة الى أن عدد نزلاء الفنادق من دون السوريين بلغ 1.8 مليون نزيل وعدد الليالي الفندقية من دون السوريين وصل إلى أكثر من 78 مليون ليلة وعدد الليالي الفندقية 10 ملايين ليلة. ويرى القيمون على السياحة في سورية أن بلادهم عبارة عن جزيرة في منطقة مضطربة بالأزمات السياسية من لبنان إلى العراق مروراً بالأراضي الفلسطينية، ويعتقدون بأن زيادة عدد السياح القادمين إلى البلاد تحتاج إلى بذل جهود جبارة لتغيير الصورة التي خلفتها الأحداث لدى السياح بأن المنطقة غير آمنة ومن بينها سورية، وهذا ما دفع وزارة السياحة إلى رفع ميزانية التسويق من 1.5 مليون دولار إلى 5.5 مليون دولار العام الماضي. وتسعى الوزارة الى ميزانية حجمها 10 ملايين دولار في عام 2008. وتشهد الفنادق الفاخرة القليلة في كبريات المدن السورية خصوصاً دمشق وحلب واللاذقية معدلات إشغال عالية، ويصعب على العديد من السياح العثور على غرفة في هذه المحافظات خلال الموسم السياحي. ولمواجهة هذه المشكلة يعتزم مستثمرون معظمهم من دول الخليج إقامة مشروعات بقيمة 3.4 بليون دولار لتلبية الطلب المتوقع من السياح الذين ينمو عددهم بنسبة 15 في المئة سنوياً.