اتهم مبعوث الاتحاد الأوروبي الى كوسوفو الهولندي بيتر فيث بلغراد بالعمل على تمزيق العلاقات بين الغالبية الألبانية في الدولة التي أعلنت استقلالها أخيراً والأقلية الصربية في تحرك"يقترب من التقسيم". ونقل عنه تلفزيون بريشتينا أمس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس حكومة كوسوفو هاشم ثاتشي، قوله:"هناك محاولة لقطع الاتصالات بين الصرب والحكومة المركزية، وأعتقد بأن صربيا تقترب بشدة من التحريض على التقسيم". وأضاف فيث:"إن مهمة بعثة الاتحاد الأوروبي المقررة لكوسوفو، التي يشارك فيها 15 بلداً اعترفت بالاستقلال، تتضمن رسالة قوية مفادها ان هذه المجموعة لن تسمح بمحاولات التقسيم". من جهته قال ثاتشي:"إن الأقلية الصربية في كوسوفو ستتمتع بضمانات كبيرة جداً تفوق ما عرضته دول الاتحاد الأوروبي"، وأكد انه"لا يمكن تقسيم الإقليم"، متعهداً بتبني توجيهات البعثة الأوروبية من أجل تقدم سكان كوسوفو جميعهم. ويرأس فيث، إضافة الى مهمته مبعوثاً للاتحاد الأوروبي الى كوسوفو، مجموعة دولية للتوجيه، شكلها 15 بلداً اعترفت بالإقليم، الأسبوع الماضي، إلا أن بلغراد وروسيا عارضتا تشكيل هذه اللجنة، وقالتا:"إنها غير شرعية". وقال فيث:"إن هذه المجموعة تدعم الخطة التي أعدها الوسيط الدولي السابق مارتي اهتيساري، والتي تشترط روابط مميزة بين صرب كوسوفو وصربيا". لكن روسيا عرقلت إقرارها في مجلس الأمن، لأنها توفر لكوسوفو الاستقلال تحت إشراف دولي. على صعيد آخر، أعلن الناطق باسم شرطة حكومة كوسوفو فيتون إلشاني، ان"150 ضابط شرطة من صرب كوسوفو أوقفوا عن العمل، لرفضهم تلقي الأوامر من السلطات في العاصمة بريشتينا، لذا حجزت أسلحتهم وشاراتهم، ولكنهم سيستمرون في نيل رواتبهم ريثما تتحذ تدابير إضافية بحقهم في حال استمرارهم في عدم الخضوع للسلطة". وأضاف:"إن هؤلاء محصورون بمنطقة غنيلاني جنوب شرقي كوسوفو، المجاورة للحدود مع بلديتي بويانوفاتس وبريشيفو في جنوب صربيا، وان السلطات لا تزال تتفاوض معهم". ويرفض أفراد الشرطة الصرب تلقي الأوامر من حكومة كوسوفو التي يهيمن الألبان عليها، وقد تجمع حشد منهم في مدينة غراتشانيتسا الصربية، 15 كلم جنوب شرقي بريشتينا، حيث مقر الزعيم الديني والسياسي لصرب كوسوفو المطران أرتيميا وپ"طلبوا ان يوضعوا بإمرة الادارة الدولية قوات كفور وليس تحت سلطة الحكومة الألبانية التي أعلنت الاستقلال"، وتبين كذلك ان ضباط الشرطة في المناطق الصربية الأخرى، شمال إقليم كوسوفو ووسطه، يرفضون الامتثال للأوامر الصادرة اليهم من حكومة كوسوفو ويصرون على تلقي الأوامر من سلطات الأممالمتحدة فقط. ويوجد حوالى 700 عنصر شرطة صربي في صفوف شرطة كوسوفو البالغ عددها سبعة آلاف شخص، والتي أنشأتها الإدارة الدولية. وكانت سلطات بلغراد التي تريد التحكم في مناطق صرب كوسوفو أعلنت، انها ستعمل على تشكيل مؤسسات حكومية في هذه المناطق وتتولى الصرف عليها، ومن ضمنها وحدات الشرطة. وأعلنت ألمانيا انها سترسل كتيبة جنود إضافية الى كوسوفو قريباً، للمساعدة في إرساء الاستقرار. ونقل تلفزيون بلغراد عن ناطق ألماني أمس، ان"الكتيبة الألمانية ستتألف من 400 عسكري، وتعزز بتعبئة نحو 200 جندي نمسوي، وستشارك في صورة واسعة في البعثة الأمنية والقضائية الأوروبية المواكبة لاستقلال كوسوفو". ويبلغ عدد الجنود الألمان الموجودين حالياً في كوسوفو، ضمن القوات الدولية كفور 2800 عنصر، ويتمركزون في جنوب الإقليم.