انسحبت الشرطة الالبانية أمس الاول الثلاثاء من الشطر الشمالي الذي يهيمن عليه الصرب بدولة كوسوفو التي أعلنت استقلالها مؤخرا في ظل تصاعد التوتر والعنف. وقال بسيم هوتي المتحدث باسم الشرطة الاقليمية لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) "لقد قمنا بسحب زملائنا الالبان من الشمال ...لدواع أمنية". ورغم أن الصرب يمثلون أقلية واضحة في كوسوفو إلا أنهم يشكلون غالبية عريضة في أقصى الجزء الشمالي من الاقليم. وتعهد زعماؤهم المحليون وبلغراد بعدم قبول الاستقلال الذي أعلنته حكومة كوسوفو يوم الاحد الماضي وهي الحكومة التي يتولى إدارتها الاغلبية الالبانية التي تشكل 90في المئة من سكان الاقليم. وقوة الشرطة تتألف من عناصر عرقية متنوعة ويهيمن عليها الصرب نظرا لان المنطقة التي تتولى حراستهايشكل الصرب فيها الغالبية. وتقع هذه المنطقة شمال بلدة كوسوفسكا ميتروفيتشا المقسمة الواقعة على بعد 40كيلو مترا شمال غربي العاصمة بريشتينا. شرطة كوسوفو والشرطة الدولية انسحبت من نقطتين حدوديتين مع صربيا بعد قيام مجموعة غوغائية من الصرب الغاضبين بإضرام النار في إحدى نقاط التفتيش ونسف الاخرى بالمفرقعات. بعد ذلك قامت بعثة حفظ السلام بقيادة حلف شمال الاطلسي (ناتو) ( كفور) والتي تتولى حماية كوسوفو منذ عام 1999بإرسال تعزيزات وتمكنت من السيطرة على المنطقة بينما قامت إدارة الأممالمتحدة في بريشتينا بإغلاق المعبرين المستهدفين حتى أمس الاربعاء. وحذرت "كفور" من أنها سوف ترد على أي استفزازات أخرى وشددت على أن قرار إغلاق الحدود جاء نتيجة الاضرار التي لحقت بنقاط التفتيش الحدودية. من ناحية أخرى، اعلن الهولندي بييتر فيث الذي سيتولى رئاسة المكتب المدني الدولي للاتحاد الأوروبي الذي سيواكب استقلال كوسوفو، الاربعاء انه بدأ مهمته كمبعوث خاص للاتحاد الأوروبي في كوسوفو الذي اعلن استقلاله الاحد. وقال فيث للصحافيين بعد لقائه رئيس كوسوفو فاتمير سيديو "اقمت مكتبي الآن كممثل خاص للاتحاد الأوروبي ونقيم مكتب الممثل المدني الدولي". وسيتولى فيث رئاسة المكتب المدني الدولي الذي سيواكب استقلال كوسوفو منهيا بذلك مهمة بعثة الأممالمتحدة التي كانت تتولى ادارة كوسوفو منذ 1999.وسيكون الجنرال الفرنسي ايف دو كرامبون قائد بعثة الشرطة والقضاء التابعة للاتحاد الأوروبي ( 1900شرطي وخبير قانوني). ولم يحدد فيث موعد بدء عمل المكتب المدني الدولي. وقال ان بعثة الشرطة والقضاء "ستبدأ الانتشار في الاسابيع المقبلة". وقال "سيكون هناك فترة انتقالية من حوالي اربعة اشهر يتولى خلالها الحلف الاطلسي والأممالمتحدة السيطرة العملانية". من جهة ثانية، اعترفت المانيا الاربعاء باستقلال كوسوفو على ما افاد ناطق باسم الحكومة في ختام اجتماع لمجلس الوزراء. واعربت الحكومة الالمانية كذلك عن استعدادها لاقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة الجديدة التي اعلنت استقلالها عن صربيا من جانب واحد الاحد. كما قالت تايوان أمس الأربعاء أنها ستعترف بكوسوفا وهي خطوة من المؤكد انها ستغضب الصين التي عارضت بشدة استقلال هذا الإقليم عن جمهورية صربيا. وقالت وزارة الخارجية في تايوان في بيان مستخدمة الاسم الرسمي للجزيرة "أعلنت كوسوفو استقلالها في 17من فبراير/ شباط وجمهورية الصين (تايوان) اعترفت رسمياً بكوسوفو بأثر فوري". وتقول الصين التي تدعي السيادة على تايوان انها تساورها "شكوك عميقة" بشأن استقلال كوسوفو وهونت من شأن حديث تايوان عن الاعتراف بها