حذّرت مصادر مطلعة على سير المفاوضات حول الصحراء الغربية من أن مسار الحل السياسي سيصبح مهدداً، في حال لم يتخذ المغرب وجبهة"بوليساريو"مواقف نهائية إزاء القضايا المطروحة على الجولة الرابعة من مفاوضات مانهاست التي تواصلت أمس في ضواحي نيويورك، في حضور مندوبين عن الجزائر وموريتانيا. ولمحت إلى أن"الطابع الوفاقي قد يكمن في استبدال الحديث عن تقرير المصير بخطة الاستفتاء التي تصر عليها"بوليساريو"، والإشارة إلى الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب على أنه يتسم بالجدية والصدقية". غير أنها شدت على أنه"في حال عدم إحراز تقدم يذكر في الجولة الرابعة، فإن ذلك سيؤدي إلى معاودة تقويم المواقف إزاء مبدأ المفاوضات في حد ذاته". وأكدت أن"أي مفاوضات تتطلب القدرة على اتخاذ القرارات، خصوصاً أن مجالات اتخاذ القرار في ما يتعلق بقضية الصحراء تبدو واضحة، وهي تخص مرجعية الحل السياسي وفق قاعدة لا غالب ولا مغلوب". ورأت أنه"من دون مشاركة الجزائر، فإن أحد الأركان الأساسية في بناء الثقة وتعزيز مسار المفاوضات يظل غائباً". وأشارت مصادر في الأممالمتحدة إلى أن الموفد الدولي إلى الصحراء الغربية بيتر فان فالسوم الذي يرعى المفاوضات"يبذل جهوداً مضاعفة لحصر النقاش الدائر حول مرجعية قرارات مجلس الأمن"، وتحديداً القرار 1784 الذي يحض الأطراف على التفاوض بحسن نية حول مرجعية الحل السياسي الذي تتفق عليه. وأعربت مصادر قريبة من الوفد المغربي إلى مانهاست الذي يضم وزيري الداخلية شكيب بن موسى والخارجية الطيب الفاسي الفهري ورئيس"المجلس الاستشاري الصحراوي"خلي هنا ولد الرشيد والمدير العام للدراسات والمستندات الاستخبارات الخارجية محمد ياسين المنصوري، عن اعتقادها بأن الرباط ستبقي على سياسة اليد الممدودة. وأبدت تفاؤلها بإمكان"الانتقال إلى جوهر الإشكالات التي تتعلق بمجالات التسيير الذاتي وتوزيع الموارد وآليات المشاركة السياسية المفتوحة في وجه السكان المتحدرين من أصول صحراوية المقيمين في الاقليم أو الذين تأويهم مخيمات تيندوف"في الجزائر. لكنها اعتبرت أن"إثارة قضايا لا تنص عليها قرارات مجلس الأمن يعكس المخاوف لدى"بوليساريو" من الدخول في جوهر التفاصيل". ورأى العضو المؤسس لجبهة"بوليساريو"الذي انشق عنها في ثمانينات القرن الماضي عمر الحضروي أن"المفاوضات لا تعني أن الغالب يأخذ كل شيء والمغلوب لا يأخذ شيئاً، ولكنها تحتم تقاسم الأدوار والتنازلات والتفاهم لبناء السلام"، موضحاً أن جولة مانهاست الرابعة"تشكل اختباراً لإرادة التفاوض من هذا المنطلق. وطرح الرباط خطة الحكم الذاتي القابلة للنقاش يشكل حلاً وسطاً لتقريب وجهات النظر المتباعدة". وقال إن"الأنظار تتجه إلى موقف بوليساريو التي لم يفلح مؤتمرها الأخير في بلورة إرادة الذهاب نحو الحل، وكذلك إلى الجزائر المنشغلة باستحقاقات الرئاسة". وأكد أن حض الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة"بوليساريو"على الانخراط في المفاوضات"يعكس تطوراً مهماً يتعين سحبه على واقع المفاوضات كي لا تظل عديمة الجدوى تنمو في اتجاه سلبي". ورهنت المصادر مستقبل المفاوضات التي ستظل عسيرة وشاقة بنتائج"مانهاست 4"التي باتت نفسها تطرح منعطفاً ينفتح على مختلف الاحتمالات، بما فيها العودة إلى نقطة الصفر. وكان القيادي في"بوليساريو"محمد سيداتي حذر أمس من أن"استمرار رفض المغرب لمبدأ حق تقرير المصير وإصراره على فرض خيار الحكم الذاتي أمر ستكون نتائجه سلبية على المنطقة بالكامل، وسيدفع الصحراويين إلى ابتكار أساليب جديدة للدفاع عن أنفسهم، بما في ذلك العودة إلى الكفاح المسلح". وأضاف في تصريحات صحافية نقلها موقع"بوليساريو"على الإنترنت أمس، أن الجبهة تدخل المفاوضات"بنية صادقة ورغبة جادة في التوصل إلى حل متفق عليه بين الطرفين يسمح للصحراويين بحق تقرير المصير، لكن المغرب للأسف أدار ظهره للقرارات الأممية ويريد فرض أطروحة الحكم الذاتي".