يبدأ الموفد الدولي في نزاع الصحراء بيتر فان فالسوم اليوم زيارة للمغرب تقوده أيضاً إلى مخيمات تندوف ثم العاصمة الجزائرية فموريتانيا لاجراء محادثات حول سبل دعم المفاوضات لايجاد حل نهائي لقضية الصحراء. ومن المقرر أن يبحث مع المسؤولين المغاربة في أفق الانتقال إلى مفاوضات جوهرية خلال جولة مانهاست الرابعة التي تبدأ في الحادي عشر من الشهر المقبل. في غضون ذلك، أعلن مندوب المغرب في الأممالمتحدة مصطفى الساهل أن بلاده تحدوها الرغبة في التزام"مفاوضات جدية ذات مضمون هادف"لتجاوز المأزق الراهن وتجنيب منطقة شمال افريقيا مخاطر التصعيد وانعدام الأمن والاستقرار. وتعتبر زيارة فالسوم الأولى من نوعها إلى المنطقة منذ انطلاق المفاوضات المباشرة العام الماضي بين المغرب وبوليساريو في حضور الطرفين غير المباشرين الجزائر وموريتانيا، كون قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1783 يطلب من دول الجوار دعم المفاوضات. غير أن الجزائر وموريتانيا اكتفيتا بحضور جلسات افتتاح مفاوضات مانهاست السابقة من دون المشاركة في المحادثات التي جرت في جلسات مغلقة، لكن الجانب الموريتاني أبدى موقفاً داعماً لصيغة الحل السياسي وفق منظور الحكم الذاتي الذي عرضه المغرب في نيسان ابريل من العام الماضي. ويسود اعتقاد داخل أوساط الأممالمتحدة أن مشاركة الجزائر وموريتانيا من شأنها أن تدفع قدماً نحو إحراز التقدم في حال كان التعاون كاملاً ومن دون شروط مسبقة، كما في صيغة القرار الدولي. الى ذلك عرض بيان لمجلس الأمن صدر في ختام مناقشة تطورات قضية الصحراء، أول من أمس، إلى تقدم المفاوضات، معبّراً عن ارتياح المجلس إزاء التزام الأطراف المعنية المضي على طريق اجراء مفاوضات"تتمحور حول الجوهر في شكل أكبر". كما أعرب عن الارتياح لقبول الأطراف ودول المنطقة الاجتماع خلال الفترة ما بين 11 و13 آذار مارس المقبل في مانهاست. وقال السفير البانامي ريكاردو البيرتو أرباس إن مجلس الأمن يحيي تجديد الأطراف تأكيدها التحلي بالارادة السياسية والتفاوض. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عرض في تقريره إلى مجلس الأمن الى اتفاق الأطراف على ضرورة الدخول في مرحلة مفاوضات أكثر كثافة"تركز على الجوهر"، في إشارة فُسّرت في الرباط بأنها تعني الدخول في مضمون الحل السياسي الذي يلغي ما قبله من اقتراحات ورؤى. لكن بان لم يشر الى ذلك صراحة، تاركاً للأطراف المعنية الاتفاق على صيغة الحل النهائي عبر المفاوضات. وشدد، في المقابل، على أن مواقف الأطراف"ما زالت متباعدة"حول سبل المفاوضات التي تقضي التوصل الى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الأطراف كافة، مؤكداً انه خلال مفاوضات مانهاست ما بين السابع والتاسع من كانون الثاني يناير الماضي"قامت الاطراف بتبادل موسع لوجهات النظر"بخصوص تنفيذ قراري مجلس الأمن الرقم 1783 و1754، ما يعني برأي مراقبين استمرار الخلافات بين الطرفين الرئيسيين. وفيما يرى المغرب أن صيغة الحكم الذاتي تعتبر أرضية المفاوضات، تصر جبهة"بوليساريو"على صيغة الاستفتاء حول خيارات الاستقلال أو الاندماج مع المغرب أو الحكم الذاتي. غير أنها المرة الأولى، في رأي مراقبين، التي يصبح فيها الحكم الذاتي مطروحاً للمفاوضات، وإن كان واحداً من خيارات عدة من وجهة نظر"بوليساريو". وكان لافتاً عشية بدء جولة الموفد بيتر فان فالسوم إعلان صحراويين من بينهم منتسبون الى"بوليساريو"تشكيل تيار جديد تأسس في جزر لاس بالماس المقابلة للساحل الصحراوي على المحيط الأطلسي وأطلق على نفسه اسم"الجماعة الصحراوية المستقلة"يدعو إلى تغليب خيار السلم والديموقراطية. وتضم هذه الجماعة تياراً كان انشق عن"بوليساريو"لدى عقد مؤتمرها الأخير في تيفاريتي المنطقة العازلة في الصحراء ونفذ اعتصامات في منطقة الحجيجمات قرب تيفاريتي على بعد حوالي 80 كلم شرق الجدار الأمني.