سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أوروبا قلقة وموسكو تربط التدهور باستقلال الإقليم وبلغراد تدعو إلى تجنب استخدام القوة . كوسوفو : مواجهات بين القوات الدولية والصرب و"الأطلسي" يتوعد بالحزم لمنع تفاقم العنف
شهدت كوسوفو أمس اشتباكات بين القوات الدولية كفور ومحتجين من الصرب، هي الأولى من نوعها منذ إعلان الغالبية الألبانية استقلال الإقليم عن صربيا، ما ينذر بتصعيد دموي للصراع. وأسفرت المواجهات التي وقعت في الشطر الصربي من مدينة ميتروفيتسا شمال كوسوفو عن سقوط مئة جريح من الجانبين. وأبدى حلف شمال الأطلسي الذي يقود القوات الدولية في كوسوفو عزمه على التعامل بحزم مع العنف، داعياً طرفي النزاع الألبان والصرب الى الاعتدال في مواقفهما. واعتبرت موسكو التصعيد"نتيجة مباشرة"لاستقلال الإقليم من جانب واحد، ودعت الى اعادة ملف الأزمة الى"الأطر القانونية الدولية"، في إشارة الى قرارات مجلس الأمن التي تحظر اعتراف الغرب باستقلال كوسوفو كونه جزءاً من الأراضي الصربية. وفي وقت أبدت المفوضية الأوروبية"قلقاً كبيراً"من الوضع في ميتروفيتسا، دعا الرئيس الصربي بوريس تاديتش القوات الدولية في الإقليم الى تجنب استخدام القوة. وبدأت المواجهات في الشطر الشمالي الصربي من ميتروفيتسا شمال غربي كوسوفو فجرا، عندما اقتحمت وحدات من"كفور"مبنى المحكمة الدولية في المدينة الذي ما زال محتجون من الأقلية الصربية يحتلونه منذ الجمعة الماضي تعبيراً عن رفضهم سيادة حكومة بريشتينا التي تمثل الغالبية الألبانية. واستخدمت القوات الدولية العربات المدرعة والمروحيات، في مواجهة مئات المحتجين الصرب الذين ردوا برشقها بالحجارة ثم لجأوا الى القنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة، ما أسفر عن جرح 33 جندياً دولياً معظمهم بولنديون، في مقابل 80 جريحاً صربياً، بينهم اثنان بحال خطرة استدعت نقلهم الى بلغراد. وتمكن المحتجون الصرب من إطلاق 21 صربياً كانت القوات الدولية تعتقلتهم، في حين اضطرت عناصر الشرطة المحلية الى الانسحاب من ميتروفيتسا، ومعها 32 معتقلاً صربياً نقلتهم الى العاصمة بريشتينا. وبقي في الشطر الشمالي من ميتروفيتسا عدد من جنود"كفور"الذين اتخذوا وضعية القتال تحسباً لمزيد من الهجمات. ونقل تلفزيون بريشتينا عن الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة كوسوفو فيتون إلشاني ان"الصرب أحرقوا عربة للشرطة التي سحبت عناصرها بسبب تصاعد أعمال العنف وإطلاق النار عليهم من أماكن متفرقة". ووصف الناطق باسم الإدارة الدولية لكوسوفو ألكسندر ايفانكو الوضع في التجمعات الصربية في الإقليم بأنه"غير مريح"، وتجري محاولات للتهدئة من خلال مفاوضات مع الوزير الصربي لشؤون كوسوفو سلوبودان سامارجيتش. وأفاد سامارجيتش بأنه"أوضح للمسؤولين الدوليين ان من الصعب تحقيق التهدئة من دون إطلاق كل الصرب المعتقلين وإعادة الموظفين القدامى في المحكمة الذين فقدوا أعمالهم فيها منذ وضع الإقليم تحت الإشراف الدولي العام 1999". وفي بلغراد، عززت السلطات الحكومية الحراسة في محيط سفارات الدول الغربية، خشية هجمات عليها بسبب حوادث ميتروفيتسا ومناسبة مرور اربع سنوات على الصدامات الدموية التي وقعت في كوسوفو يومي 17 و18 آذار مارس 2004، وأسفرت عن مقتل ثمانية صرب وجرح مئات آخرين وإلحاق أضرار بحوالى 35 ديراً وكنيسة صربية و800 منزل للصرب وإرغام الألبان أصحابها على النزوح عنها. ونظمت الأحزاب القومية الصربية تجمعات في بلغراد أمس، ودعت الى استعادة الإقليم، رافعة شعار:"كوسوفو قلب الأرض الصربية".