تسعى أكثر دول العالم إنتاجاً للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، في اجتماع يبدأ اليوم في اليابان، إلى إيجاد سبل للحد من انبعاثات الكربون من المصانع وتمويل مشاريع للطاقة النظيفة في الدول الفقيرة. وتنتج مجموعة العشرين، التي تضم دولاً من الملوّثين الكبار مثل الولاياتالمتحدةوالصين وإندونيسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا، نحو 80 في المئة من الغازات الصادرة عن البشر والمسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وتتزايد الضغوط على هذه الدول، للتوصل الى اتفاق عالمي لوقف أثر الانبعاثات المتزايدة من ثاني أكسيد الكربون ومن ثم خفضه، وهو الغاز المسؤول في شكل رئيس عن ارتفاع درجة حرارة الأرض. ويتزامن اجتماع المسؤولين عن البيئة والطاقة في دول مجموعة العشرين، الذي يستمر ثلاثة أيام في تشيبا قرب طوكيو، مع موافقة دول العالم في جزيرة بالي الاندونيسية في كانون الأول ديسمبر الماضي، على بدء محادثات لمدة عامين بقيادة الأممالمتحدة حول اتفاق عالمي للمناخ. ويجب التوصل الى اتفاق يستبدل بروتوكول"كيوتو"في 2009 ، يهدف الى محاربة إحداث مزيد من الجفاف الحاد وارتفاع منسوب البحار وتلف المحاصيل. وتدعم اليابان التي تستضيف قمة دول مجموعة الثماني الرئيسة أيضاً هذه السنة، خفض الانبعاثات 50 في المئة بحلول 2050. وفي اجتماع عُقد في فيينا في آب أغسطس الماضي، اتفقت الدول الغنية على البحث في خفض الانبعاثات بنسب تراوح بين 25 و40 في المئة قياساً الى مستويات عام 1990، كنقطة بداية غير ملزمة لعملهم في شأن التوصل إلى اتفاق عالمي لتمديد بروتوكول كيوتو بعد 2012. وتحبط دول كثيرة، لا سيما الفقيرة، فكرة وضع أهداف ثابتة من الانبعاثات. وأكدت وجوب أن تتولى البلدان الغنية القيادة في هذا الصدد، بخفض انبعاثاتها بمقدار أكبر، وتمويل مشاريع الطاقة النظيفة التي لا تستطيع الدول النامية تحمل تكاليفها. واليابان الدولة المضيفة لاجتماع مجموعة العشرين، وخامس أكبر الدول إصداراً للغازات المسببة للاحتباس الحراري، رأت أن جزءاً من الحل يكمن في تأييد تحديد سقوف للانبعاثات الناجمة عن صناعات مثل الصلب والطاقة. أما الصين، ثاني أكبر الدول في هذا المجال بعد الولاياتالمتحدة، فهي عارضت في السابق تحديد سقوف. لكن مصدراً صناعياً، لفت الى اجتماعات عُقدت أخيراً مع مسؤولين، أبرزت استعداد بكين للموافقة على تحديد سقوف الانبعاثات لصناعات محددة. ومن المقرر أن يناقش الاجتماع أيضاً، تأسيس صندوق متعدد الجانب لمساعدة الدول النامية على مكافحة التغير المناخي. وتعهدت الولاياتالمتحدة وبريطانيا واليابان تقديم دعم للصندوق. وأشارت جماعة المراقبة"دبليو دبليواف"، ان الولاياتالمتحدة، وهي الدولة الصناعية الوحيدة التي لم تصادق على بروتوكول كيوتو، ما زالت عقبة. لكن إدارة الرئيس بوش، أكدت دعم الأهداف بخفض ملزم للانبعاثات، في حال أيدها كل الأطراف، ما يعد تحولاً في موقفها الرافض حتى مناقشة مثل هذه الأهداف.