احتفل مؤتمر المناخ، الذي ترعاه الاممالمتحدة في جزيرة بالي الإندونيسية، من دون حماسة كبيرة بمرور عشر سنوات على بروتوكول"كيوتو". وشبهت اليابان معاهدة الاممالمتحدة التي تهدف الى خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، بأنها طفل مشاكس. ولم يلتزم عدد كبير من الدول، من بينها اليابان، بالأهداف التي حددتها"كيوتو"للحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، الذي يعرف ايضاً بظاهرة البيوت الزجاجية، والتي تنجم أساساً عن إحراق الوقود الاحفوري. ويشارك في مؤتمر بالي حوالى 10 آلاف مبعوث من 190 دولة، يدرسون سبل تمديد العمل بمعاهدة"كيوتو"الى ما بعد العام 2012. وتلزم معاهدة كيوتو، التي تم التوصل اليها في 11 كانون الاول ديسمبر 1997 في مدينة كيوتو اليابانية، 36 دولة صناعية بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنحو خمسة في المئة عن مستويات عام 1990، بين عامي 2008 و2012. وقال وزير البيئة الياباني اتشيرو كاموشيتا:"ثبت ان اهداف بروتوكول كيوتو صعبة التحقيق، ليس بالنسبة إلى اليابان وحدها، بل بالنسبة إلى دول أخرى ايضاً"، مضيفاً:"عمرها عشر سنوات فقط... عملنا جاهدين لنربي طفلة. حتى في سن العاشرة، يمكن بعض الاطفال ان يكون مراسهم صعباً، وكذلك بروتوكول كيوتو". لكن كاموشيتا قال ان كيوتو"على درجة كبيرة من الاهمية كخطوة أولى"للتحول بعيداً من الوقود الأحفوري، الى مصادر طاقة نظيفة، مثل الطاقة الشمسية او الهوائية، للمساعدة على تفادي مزيد من موجات الحر والجفاف والفيضانات والأمراض، وارتفاع مستويات البحار. ومن المقرر ان يسلم رئيس الوزراء الاسترالي الجديد كيفين راد اليوم، وثائق التصديق على"كيوتو"، للأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، لتصبح الولاياتالمتحدة بذلك الدولة المتقدمة الوحيدة غير الملتزمة بالمعاهدة. ويستمر مؤتمر بالي من الثالث وحتى 14 كانون الاول ديسمبر الجاري، ويحاول بدء محادثات تستمر عامين للتوصل الى معاهدة عالمية تخلف"كيوتو"، وتضم خارجين عليها، مثل الولاياتالمتحدة. جاء ذلك فيما صرح مفاوضون اوروبيون بأن مؤتمر بالي توصل الى اتفاق حول ادارة صندوق التكيف مع التغيرات المناخية. ويقضي الاتفاق بأن يتولى مجلس ادارة خاص، يضم 16 عضواً في صندوق البيئة العالمي الذي يتخذ من واشنطن مقراً له, الإشراف على هذا الصندوق الخاص، الذي كانت الدول الاكثر فقراً تنتظر بفارغ الصبر ان يبدأ عمله. ونص بروتوكول كيوتو على انشاء هذا الصندوق لمساعدة الدول النامية. سيشارك في هذا المجلس ممثلان عن كل من المناطق الخمس الكبرى، الى جانب ممثلين عن الدول الصناعية. وعارضت الدول النامية العام الماضي في نيروبي وصاية صندوق البيئة العالمي، خوفاً من ان يبقى المانحون يتحكمون بالاموال المخصصة لها. وسيمول صندوق التكيف بحسم اثنين في المئة من آليات التنمية النظيفة، التي تسمح للدول الصناعية الملزمة بموجب بروتوكول كيوتو, بتمويل مشاريع للطاقة"النظيفة"في الدول النامية.