أكدت الهيئة السياسية للتيار الصدري استمرار سريان قرار تجميد"جيش المهدي"بشكل كامل، نافية ما تردد عن توجيهات بالاستعداد لمواجهات محتملة مع الأجهزة الأمنية والقوات المتعددة الجنسية، فيما رفع حظر التجول في الكوت بعد يومين من فرضه إثر الاشتباكات بين القوات الاميركية والعراقية من جهة ومسلحين من جهة ثانية نفى التيار الصدري انتماءهم الى"جيش المهدي". وقال رئيس الهيئة السياسية في التيار الصدري لواء سميسم ل"الحياة"إن"الصدر لم ينقض قرار التجميد ولم يصدر أية توجيهات تتعارض وهذا القرار بشكل مباشر أو غير مباشر"، مشيراً الى ان ما تردد اخيراً عن تراجع الصدر عن قراره"لا أساس له من الصحة". ولفت الى ان"عدداً من انصار التيار استفتى الصدر حول قضية الدفاع عن النفس عند التعرض الى الأذى"، مشيراً الى ان"هذه قضية شرعية ومشروعة كفلتها الشرائع السماوية والارضية". وأكد سميسم ان الصدر شدد على جواز استخدام الشخص لهذا الحق في حال التعرض الى ظلم"بعنوانه الشخصي وليس العقائدي"، ما يعني عدم استخدام الشخص المعتدى عليه صفته كأحد ابناء التيار الصدري او"جيش المهدي". وقال رئيس الهيئة السياسية ان"نص الرد على الاستفتاء اشار الى ان الصدر غير مسؤول عن المعتدي والمعتدى عليه"وشدد على ان"الاعتداء على عناصر الجيش والشرطة العراقيين محرم تماماً، وان الفتوى المشار اليها تسري على القوات المحتلة حصراً". ولفت سميسم الى ان"جيش المهدي، الذي ينهض بأدوار عدة بحسب الظرف الذي يمر به، ينهض بدور اجتماعي وثقافي وقت السلم، لكنه وفي ظروف معينة توجب العمل العسكري يتخلى عن أدواره السابقة وينهض بالعمل العسكري". وكانت أنباء تحدثت عن قيام عدد من قياديي"جيش المهدي"بحض اتباعهم على الاستعداد لمواجهات عسكرية محتملة مع الأجهزة الأمنية العراقية والقوات الاميركية استناداً الى تعميم اصدره الصدر يفيد بحق افراد"جيش المهدي"الدفاع عن انفسهم في حال تعرضهم الى اعتداءات من جانب الاجهزة الامنية العراقية والقوات الاميركية. في غضون ذلك، رفع حظر التجول في مدينة الكوت 175 كلم جنوب شريق بغداد، الذي كان فرض الثلثاء والأربعاء اثر المواجهات المسلحة التي اندلعت بين القوات الاميركية والعراقية ومسلحين مجهولين، قالت الأجهزة الأمنية العراقية انهم من عناصر"جيش المهدي"وأسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص وجرح 28. وكان لافتاً ان هذا التصعيد جاء بعد يوم واحد من نشر اعلان مقتدى الصدر عدم تحويل"جيش المهدي"الى منظمة مدنية وجواز الدفاع عن النفس، الأمر الذي حاول البعض تفسيره وكأنه تراجع الصدر عن تمديد تجميد عمل"جيش المهدي". وقال الشيخ محمد الخاكاني، من مكتب الصدر في الكوت في اتصال هاتفي مع"الحياة"، ان القوات الاميركية والعراقية تفتعلان ازمة في محافظة واسط لضرب التيار الصدري هناك، وأشار الى"اندلاع اشتباكات الثلثاء بين القوات المحتلة وبعض قوات الشرطة والجيش العراقي من جهة، ومسلحين مجهولين من جهة أخرى استمرت أكثر من خمس ساعات في 7 أحياء متفرقة من الكوت"، وأضاف انه"لم تعرف هويات المسلحين ولكنهم من ابناء المدينة وليسوا من جيش المهدي". وتابع الخاكاني ان البيان الأخير لمقتدى الصدر"هز مضاجع القوات المحتلة والمتعاونين معها ما دفعها الى مهاجمة الاماكن التي يوجد فيها الصدريون مثل الكوت والديوانية ومدينة الصدر". وأفاد شهود في الكوت"ان"القوات الامنية انسحبت من مركز المدينة وتحصنت داخل مراكزها الامنية فيما سمعت اصوات قصف بمدافع الهاون وتبادل للأعيرة النارية بين الطرفين"، وأكدوا انتشار الجثث في بعض الشوارع لصعوبة وصول المسعفين اليها بعد قصف المروحيات الاميركية بعض الاحياء السكنية في المدينة. وكان مصدر في محافظة واسط أفاد بمقتل أربعة طلاب في منطقة العزة في الكوت نتيجة القصف الجوي الاميركي فضلاً عن مقتل مواطنين مدنيين كانت تقلهما سيارة في منطقة أنوار الصدر وسط المدينة. وكان مصدر طبي في الكوت أعلن مقتل 17 شخصاً، بينهم خمسة اطفال وطالبة جامعية، في تلك الاشتباكات.