ينتظر الوسط السياسي والامني في العراق اليوم الجمعة قراراً من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بتمديد جديد لتجميد نشاطات"جيش المهدي"او الغاء التمديد، فيما يتصاعد الموقف الامني في الديوانية والبصرة، إذ اندلعت في البصرة 400 كلم جنوببغداد اشتباكات بين الجيش العراقي وعناصر منشقة عن"جيش المهدي"فيما اتهم التيار الصدري في الديوانية 160 كلم جنوببغداد عناصر من"المجلس الاسلامي الاعلى"بزعامة عبدالعزيز الحكيم بإحراق منازل للتيار في المدينة. واشتبكت ليل الاربعاء - الخميس وحدات من الجيش العراقي مع فصائل مسلحة خارجة عن"جيش المهدي"في مناطق متفرقة من البصرة على خلفية اعتقال بعض العناصر في منطقة صفوان الحدودية 70 كلم جنوبالمدينة، وسمعت أصوات إطلاق النار في مناطق الحيانية والقبلة والطويسة والجمهورية. وتقول مصادر الشرطة إنها بصدد تنفيذ خطة أمنية واسعة داخل البصرة لقطع الطريق على المسلحين والقضاء على مصادر إطلاق الصواريخ التي يتعرض لها مطار البصرة الدولي بشكل شبه يومي. وكانت وزارة الدفاع البريطانية أعلنت ان"اربعة جنود بريطانيين اصيبوا بجروح طفيفة بانفجارين استهدفا القافلة التي كانوا في عدادها قرب قاعدتهم شمال غربي البصرة"ليل أول من أمس. من جانبه يعزز الجيش العراقي وجوده في المدينة، خصوصاً عند التقاطعات والطرق الرئيسية داخل المدينة لتأمين حركة مركبات الشركات الاستثمارية التي يتوقع دخولها البصرة قريباً لتنشيط حركة البناء والتطوير التي أعلن عنها في مؤتمر هيئة تنمية البصرة أخيراً. وكان الجيش العراقي داهم في وقت سابق مقراً للتيار الصدري في محلة الطويسة 2 كلم عن مركز المدينة واعتقل بعض المطلوبين. ونفى مدير مكتب الصدر في البصرة حارث العذاري ان تكون للمكتب علاقة بالمواجهات التي حصلت مع الجيش العراقي قائلا:"لا علاقة لنا بهؤلاء. فهذه ردود أفعال شخصية، ولا علاقة للمكتب بها". وفي الديوانية 160 كلم جنوببغداد اتهم التيار الصدري"المجلس الاسلامي الاعلى"بزعامة عبدالعزيز الحكيم بإحراق منازل للتيار في المدينة. وقال المتحدث باسم مكتب الصدر الشيخ ابو زينب الكرعاوي في اتصال هاتفي مع"الحياة"ان"مسلحين يستقلون سيارات الشرطة اضرموا النار صباح امس الخميس في اربعة منازل تابعة لابناء الخط الصدري"، واتهم"اللجان الشعبية التابعة للمجلس الاسلامي الاعلى بالمسؤولية عن هذه العملية، بهدف اقصاء التيار الصدري عن العملية السياسية". مشيرا الى"انتقال عدد من ابناء الخط الصدري الى بغداد خوفاً من اعتقالهم او تصفيتهم من بعض الجهات الحكومية". ونوّه الى انه كان على رأس لجنة رفعت توصيات الى مقتدى الصدر تطالبه بوقف تجميد نشاط"جيش المهدي"لتعرض ابناء التيار الى انتهاكات واسعة. ويتوقع ان يعلن الصدر خلال خطبة صلاة الجمعة اليوم قراره بشأن تمديد الهدنة التي اعلنها منذ ستة اشهر او انهائها. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن حازم الاعرجي، احد المقربين من الصدر في مكتبه في الكاظمية ببغداد، ان قرار تمديد تجميد انشطة"جيش المهدي"من عدمه"لا يتخذ بشكل سريع وانما نتيجة دراسة كاملة"، موضحا ان مقتدى الصدر"يرى ما هي المصلحة ومن ثم يقرر". واضاف:"وصلت للصدر تقارير بخصوص جيش الامام المهدي من علماء الدين العراقيين والسياسيين والبرلمانيين، وهو الان يدرس هذه التقارير ثم يعلن النتيجة بخصوص اعادة التجميد او عدمه". وكان مقتدى يسعى من خلال قرار التجميد الى اقصاء العناصر غير المنضبطة التي كانت تنال من صدقية التيار وزعيمه. واوضح الاعرجي"عملنا اولاً على اعادة هيكلة جيش الامام المهدي، وفي الوقت نفسه حصرنا المسيء ومنعناه من دخول جيش الامام المهدي"، مؤكدا ان الامر"كان بمعنى من المعاني استراحة مقاتل لاعضاء جيش المهدي". كما اعتبر لواء سميسم، مسؤول الهيئة السياسية في التيار الصدري في النجف، الهدنة"دعما للعملية السياسية". لكن"جيش المهدي"يعتبر انه لم يجن ثمارا من الهدنة لا من الحكومة العراقية ولا من الاميركيين ولا من خصمه الكبير في الطائفة الشيعية"المجلس الاعلى". واضاف الاعرجي ان"النقاط السلبية هي اننا لم نجد استثمارا جيدا من الحكومة العراقية بخصوص قرار التجميد. فخلال فترة التجميد زج بأكثر من الف معتقل في سجون الاحتلال خصوصا في منطقة الديوانية وكربلاء وبغداد". واعتبر فلاح حسن شنشل النائب في البرلمان عن الكتلة الصدرية في منزله في مدينة الصدر ان حكومة نوري المالكي"لم تحترم الهدنة"، مؤكدا"انهم قتلوا عناصرنا واعتقلوهم وعذبوهم واهانوهم". وقال"عندما يمد لك المرء يداً عليك ان تصافحها وتحترمها ولا تقطعها". واكد ان الانضباط سيد الموقف في"جيش المهدي"وقاعدته ستحترم قرار"السيد". وأكد ان"القاعدة الشعبية ستلتزم بهذا القرار ومن لم يلتزم يعتبر خارج الجيش". واعلن فلاح حسن"سنتسامح لكننا لن ننسى"، محذرا من ان"جيش المهدي"يحظى بشعبية كبيرة تمنحه خيارات اخرى عدا العمل المسلح. وقال"بإمكاننا تنظيم اضراب يشل نشاط بغداد".