يجري التيار الصدري، الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر، مفاوضات مع قادة ومسؤولين في المحافظات الجنوبية لبحث امكان تمديد قرار تجميد عمل"جيش المهدي"في ظل تهديد أحد قياديي التيار بعدم تمديد تجميد فترة نشاط"جيش المهدي"مرة اخرى بسبب ما وصفه ب"تبدد مبررات"التجميد. وكان الصدر اعلن تجميد نشاط"جيش المهدي"مدة ستة اشهر بعد اشتباكات مسلحة منتصف آب اغسطس الماضي في كربلاء ادت الى مقتل 52 شخصا واصابة نحو 300 آخرين. وقال المتحدث باسم التيار لوكالة"فرانس برس"صلاح العبيدي ان"معطيات قرار تمديد تجميد جيش المهدي بدأت تتبدد بسبب تمسك الحكومة بعصابات اجرامية داخل الاجهزة الامنية في بعض المحافظات من دون ان تتخذ بحقهم اجراءات قانونية بعد ما ارتكبوه من جرائم". وشدد العبيدي على ضرورة تمسك"جيش المهدي"بالهدوء قائلا:"نؤكد لجيش المهدي الالتزام بالتهدئة والتمسك بالاساليب القانونية والعقلانية لإنقاذ حقوقهم في حالة عدم التمديد". في غضون ذلك، قالت عضو الهيئة السياسية في التيار الصدري اسماء الموسوي ل"الحياة"ان"الهيئة قررت تشكيل وفد رفيع المستوى يضم قياديين ومسؤولي الهيئات السياسية والثقافية والاجتماعية والاعلامية في التيار الصدري، بالإضافة الى المشرفين على جيش المهدي، للبحث في امكان تمديد قرار تجميد جيش المهدي الذي ينتهي في منتصف الشهر المقبل". وأوضحت ان"الوفد سيقوم بجولات في المحافظات الجنوبية وسيلتقي مع المسؤولين الحكوميين وشيوخ العشائر فيها للبحث في مجريات الاوضاع الامنية من خلال الاطلاع عن كثب على واقع هذه المحافظات واثر القرار المذكور في المستويات كافة"لافتة الى الى ان جولة الوفد تأتي في اطار توجيهات تلقاها من السيد مقتدى الصدر. ولفتت الموسوي الى ان"الصدر مستمر حاليا في اعادة تنظيم"جيش المهدي"وتأهيله وطرد العناصر الدخيلة عليه التي ارادت تشوية سمعته بالتورط في اعمال العنف الجارية في العراق"مشيرة الى ان"جيش المهدي جيش عقائدي يسعى الى تخليص العراقيين من مآسيهم التي جاء بها المحتل". وكانت القوات الاميركية حملت"جيش المهدي"المسؤولية عن شن هجمات طائفية ضد العرب السنة والعنف الطائفي في العراق، كما حملت عناصر منشقة منه تتلقى الدعم من ايران مسؤولية شن هجمات على القوات الاميركية داخل البلاد. الى ذلك اعتقلت القوات الامنية في كربلاء امس سبعة عناصر من التيار الصدري عشية ذكرى عاشوراء. وقال الشيخ عبدالهادي المحمداوي ممثل الصدر في المدينة ل"الحياة"ان"عملية الاعتقال لم تكن مبررة كون المعتقلين كانو يمارسون الشعائر الحسينية". ودعا المحمداوي الاجهزة الامنية الى اطلاق سراح المعتقلين للحفاظ على امن المدينة كما طالب اتباع التيار الصدري"بضبط النفس واحترام القانون".