بقي الغموض يلف الاسباب الحقيقية وراء اشتباكات كربلاء اول من امس، والتي اسفرت عن مقتل 52 شخصاً واصابة اكثر من 300. ولم تكشف الحكومة العراقية خلفياتها ومن تسبب بها، واكتفى رئيس الوزراء نوري المالكي باقالة قائد عمليات المنطقة اللواء الركن صالح خزعل المالكي من منصبه وأحاله على التحقيق"لتقاعسه في اداء واجبه". وكانت المفاجأة اعلان رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر تجميد كل نشاطات"جيش المهدي، ومن ضمنها العمليات ضد قوات التحالف لمدة ستة شهور في وقت سُربت فيه معلومات عن اعتقال عضو مجلس المحافظة عن التيار الصدري حامد كنوش لدوره في الاشتباكات المسلحة. وسارعت واشنطن الى الترحيب بموقف الصدر وباي تحرك من أي جهة أو منظمة نحو الحل السلمي في العراق. راجع ص 2 و3 واتهم بيان اصدره مكتب المالكي"الصداميين"باشتباكات كربلاء. وقال مستشار الامن الوطني موفق الربيعي الذي رافق المالكي ووزير الدفاع عبدالقادر العبيدي الى المدينة حيث لا تزال حالة الطوارئ مفروضة"حتى اشعار آخر"، ان سبب احداث كربلاء"فشل في التنسيق بين الاجهزة الامنية". وجاء الترحيب الاميركي بموقف الصدر على رغم شكوك البيت الأبيض، في تقريره الأخير عن العراق، في مدى نفوذ الصدر واستطاعته السيطرة على التيار والقلق من تغلغل الايرانيين في صفوفه. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون الكولونيل كريستوفر غرافر ان الادارة الأميركية"اطلعت على اعلان التيار الصدري في شأن وقف العنف وأنها تعيد تقويم موقفها الذي يقدر أي فرد، أو منظمة، يريد العمل نحو حل سلمي لمستقبل العراق". ولم يعط غرافر أي تفاصيل في شأن احتمالات تغير في الموقف الأميركي حيال"جيش المهدي"الذي تحمله واشنطن مسؤولية عدد من العمليات ضد قواتها. ولفت مصدر في الخارجية الاميركية ان التيار الصدري جزي من العملية السياسية، مشيرا الى انه يشارك في الحكومة والبرلمان، مكررا ان واشنطن ترحب باي خطوة تساهم في احلال السلام والامن في العراق. وكان كبير مستشاري وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد كشف ل"الحياة"أخيراً وجود"اتصالات بين الجانب الأميركي وتيار الصدر للعمل باتجاه بناء عراق سالم ومستقر". وكان الصدر أصدر بياناً أمس قال فيه:"رأينا من المصلحة تجميد جيش الامام المهدي بلا استنثاء لاعادة هيكلته بصورة تحفظ العنوان العقائدي لمدة اقصاها ستة شهور من تاريخ اصدار هذا القرار". واضاف:"كما نعلن الحداد لمدة ثلاثة ايام واغلاق مكاتب الشهيد الصدر في عموم العراق ولبس السواد واقامة مجالس العزاء احتجاجاً على ما جرى في كربلاء". وتابع"انصح الاطراف الحكومية بالتحقيق في ما حدث على ان يكون تحقيقا عادلا ومحايدا لكي لا تتكرر المأساة ... فالمحتل بيننا وفي بلادنا". وأوضح الناطق باسم الصدر الشيخ احمد الشيباني ان"التجميد الذي اعلنه الصدر يعني توقف جيش المهدي عن اي نشاطات مسلحة سواء ضد قوات الاحتلال او اي جهة اخرى لستة شهور". ونفى عضو الكتلة الصدرية بهاء الاعرجي اي صلة ل"جيش المهدي"بالاحداث، وقال ل"الحياة":"هناك خلل تنظيمي كبير، حيث لم تُنظم الزيارة أمنياً من جانب مجلس محافظة كربلاء ... والاستعدادات الأمنية لها لم تكن بالمستوى المطلوب"، مؤكداً"أن هناك اطرافاً ارهابية وتكفيرية لا تريد الخير للعراقيين كانت لها بصمات في هذه الاحداث مستغلة بعض المشاكل بين بعض الجهات في المحافظة"، مضيفاً أن"هذه الجهات قامت بزرع بذور الفتنة". من جهة ثانية افرجت القوات الاميركية امس عن مجموعة من الرعايا الايرانيين، بينهم موظف في السفارة في بغداد، كانت اعتقلتهم الثلثاء في فندق"عشتار شيراتون"وسط بغداد، بعدما طوقت المنطقة. وأكد لبيد عباوي وكيل وزير الخارجية العراقي ل"الحياة"ان الوزارة"لم تطلع بعد على سبب الاعتقال المفاجىء لاعضاء الوفد الايراني لكنها تدخلت لدى الجانب الاميركي لاطلاقهم بعدما علمت بتوقيفهم". ونقلت"رويترز"عن بيان للجيش الاميركي ان قواته أوقفت اربع سيارات مساء الثلثاء واحتجزت 15 شخصاً ايرانيون وحراسهم من العراقيين وصادرت بندقية"كلاشنيكوف"ومسدسين من الحرس.