تعقد في العاصمة السنغالية دكار اليوم وغداً القمة ال11 لمنظمة المؤتمر الإسلامي، بحضور قادة دولها ال56 او ممثلين عنهم. وتكتسب هذه القمة أهمية، إذ يتوقع ان تتبنى الدول الأعضاء ميثاقاً جديداً للمنظمة يسهم في وضع معايير جديدة للانضمام إليها وتحديث آلية اتخاذ القرار داخلها باعتماد نظام الغالبية بدل الإجماع. والى جانب البحث في الأزمات في العالم الإسلامي، يتوقع ان تطاول المناقشات قضايا تتعلق بحق الشعوب في تقرير المصير ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى. وعشية القمة، أعلن وزير الخارجية السنغالي شيخ تيديان غاديو إحراز تقدم"تاريخي"في شأن تعديل ميثاق المنظمة التي تتخذ من جدة مقراً لها. وأشار غاديو، بعد اجتماع وزراء الخارجية تمهيداً للقمة، الى"تقدم"في المناقشات يتيح فرصة كبيرة لاعتماد ميثاق جديد خلال القمة. وقال:"انه تقدم تاريخي وممتاز. وخرجنا من القاعة متفائلين، كوننا أنجزنا عملاً تاريخياً يتمثل في انه بعد 36 عاماً من العمل بموجب الميثاق القديم نجحنا تقريباً في إنجاز توافق عام حول الميثاق الجديد لمنظمة المؤتمر الإسلامي". وأضاف الوزير خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام ل"المؤتمر الإسلامي"اكمل الدين إحسان اوغلي:"هناك احتمال بنسبة 99.99 في المئة لتبني الميثاق في قمة دكار". واعترف غاديو بنقاط خلاف ظلت عالقة، تتعلق"بمسألة العضوية ومعايير الانضمام الى المنظمة والموقف من مبدأ تقرير المصير وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وأيضاً تحديث عمل المنظمة في اتجاه اعتماد نظام الغالبية في التصويت على القرارات بدلاً من الإجماع". وأظهرت نسخة عن مشروع ميثاق المنظمة ان الخلاف يتمحور أساساً حول موضوع العضوية، وتحديداً معايير قبول أعضاء جدد وهل يشمل ذلك"أي بلد عضو في الأممالمتحدة وذات غالبية مسلمة" أو"أي بلد ذات غالبية مسلمة"مثل قبرص التركية، وقبول العضوية بغالبية ثلثي الأعضاء أو بالإجماع. وتلح باكستان على ضرورة ألا يكون للدولة التي تطمح الى عضوية المنظمة"خلاف"مع دولة عضو فيها، في إشارة الى الخلاف الباكستاني - الهندي. وترغب إيران واليمن في إضافات تتعلق بالتعامل مع تهديدات قد تطاول دولاً أعضاء في المنظمة. وفي بند دعم حق الشعوب المستعمرة في تقرير المصير، يصر المغرب على إضافة"دون المس بسيادة الدول الأعضاء ووحدة أراضيها"، في حين تريد الجزائر إضافة عبارة:"في إطار الحدود المعترف بها دولياً"، وذلك على خلفية قضية الصحراء الغربية. في الوقت ذاته، أشار أوغلي الى ان وزراء الخارجية تطرقوا في اجتماعهم أيضاً الى موضوع الخوف من الإسلام الاسلاموفوبيا في الغرب، موضحاً انه خلال الأزمة الأولى للرسوم المسيئة للإسلام"كانت هناك وعود من الدول الأوروبية من اجل وقف هذه الحملة غير المفهومة. لكن للأسف الشديد لم يتم التزام ذلك". وأضاف ان"مرصد كراهية الإسلام"التابع للمنظمة قدم، للمرة الأولى، تقريراً في هذا الشأن سيعرض على القمة. وعن مسألة الديون، أكد الوزير السنغالي ان القمة تتجه الى اعتماد تخفيف الديون عن الدول الفقيرة داخل المنظمة وليس إلغاءها. وعن صندوق مكافحة الفقر الذي أنشئ في أيار مايو 2007 على أمل ان يبلغ رأسماله 10 بلايين دولار، أشار الأمين العام للمنظمة الى ان المبالغ التي توافرت الى الآن تزيد على 2.5 بليون دولار. واستكمل وزراء الخارجية أمس النظر في النقاط العالقة في مشروع ميثاق المنظمة الجديد، وأيضاً في مشروع البيان الختامي، لعرضهما مع بقية مشاريع القرارات والتوصيات على القادة اليوم وغداً.