دعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي إلى فكر إسلامي عصري نظرا للحاجة الماسة إليه وذلك في زخم التطورات العديدة التي طرأت على الفكر الإنساني لافتا إلى أن هذا الفكر يجب أن يتم التعبير عنه بخطاب يراعي المتغيرات وبروح علمية اجتهادية تستند إلى ثوابت الشرع ومقتضيات العقل. جاء ذلك في كلمته التي ألقاها أمام مؤتمر علماء الأمة في دكار الاثنين؛ حيث قال إنه بات من الضروري على المسلمين إجراء دراسات جدية وايجابية لموقعهم في العالم في النواحي السياسية والاقتصادية والفكرية من واقع زمانهم وبالنظر إلى المستقبل بفكر متنور. كما أشاد أوغلي في العاصمة السنغالية دكار والتي شهدت انعقاد القمة الإسلامية الحادية عشرة لعام 2008، والإعلان عن الميثاق الجديد للمنظمة، والذي كان من فضائله أن منح المنظمة منهاجا جديدا يستشرف آفاق المستقبل ويتحلّى برؤى جديدة لافتا إلى أن برنامج العمل العشري الذي أقرته القمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت في مكةالمكرمة في 2005 قد تضمّن خططا عملية محددة لنهضة العالم الإسلامي في شتى مرافق الحياة. وعلى صعيد آخر أشار أوغلي إلى الاضطرابات التي وقعت في بعض الدول الإسلامية في الآونة الأخيرة للاحتجاج على غياب الحكم الرشيد وكتم الحريات الأساسية واستشراء الفساد، معربا عن أمله أن تؤتي ثمارها في إطلاق الحريات العامة والتمسك بأصول الحكم الرشيد وسيادة القانون والقضاء على الفساد. وأكد أن رياح التغيير التي شملت أجزاء من العالم الإسلامي أثبتت حقيقة أنه لا مناص من إطلاق الحريات العامة والالتزام بالحكم الرشيد والتحرر من قيود التخلف والانخراط في منطق العصر. بحث خلال جولة أفريقية أحداث ليبيا وتحضيرات مؤتمر كازاخستان واختتم أوغلي الثلاثاء جولة أفريقية شملت كلًا من بنين وتوغو وسيراليون وغينيا بيساو والسنغال والنيجر بحث خلالها مواقف الدول الأفريقية الأعضاء في المنظمة إزاء الأوضاع الحالية في ليبيا والجهود التي تعتزم المنظمة القيام بها خلال الفترة المقبلة.كما بحث أوغلي في جولته التحضيرات لعقد مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي في كازاخستان 28 الشهر الجاري والقضايا المطروحة على جدول أعماله.كما تناولت الجولة جملة المشاريع التنموية التي تقوم بها المنظمة في الدول الأفريقية. ووجه الأمين العام الشكر والثناء والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للدعم الذي أسداه لمؤتمر علماء الأمة وللرعاية الكريمة التي يقدمها لأنشطة المؤتمر الإسلامي وللعمل الإسلامي المشترك.