أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض امس ان لقاء فلسطينياً - اسرائيلياً سيعقد بعد غد برعاية اميركية للبحث في تطبيق المرحلة الاولى من"خريطة الطريق". وقال فياض أمس في رده على سؤال ل"الحياة"في هذا الشأن عقب لقائه المبعوث الخاص للجنة الرباعية الدولية توني بلير في رام الله، ان اللقاء سيبحث تطبيق الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي التزاماتهما بموجب المرحلة الاولى من"خريطة الطريق". واضاف:"بدأت العملية في اجتماعات منفصلة مع رئيس اللجنة الثلاثية الاميركية - الفلسطينية - الاسرائيلية المكلف الاشراف على تطبيق خريطة الطريق الجنرال الاميركي وليام فريزر، وقدّم له كل طرف تقاريره عن مدى تطبيق الطرف الآخر التزاماته". من جانبه، قال رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض احمد قريع امس في مؤتمر صحافي في رام الله ان الاتصالات مع الجانب الاسرائيلي لم تنقطع، لكن انطلاقة جدية للعملية التفاوضية ما زالت مرهونة بوقف الاستيطان ووقف الاعتداءات الاسرائيلية. وقال قريع في رده على سؤال عن القرارات الاسرائيلية الاخيرة لبناء 750 وحدة استيطانية في مستوطنة"غفعات زئيف"والشروع في تسجيل ما اطلقت عليه اسرائيل اسم"الممتلكات اليهودية"في البلدة القديمة من مدينة القدس، ان"الاجراءات الاسرائيلية تقوض الجهود الفلسطينية والعربية والدولية االرامية لتحقيق السلام". وأضاف:"اسرائيل تفتح ملف الاستيطان بدلا من ان تفتح ملف المفاوضات". وتوقع قريع التوصل الى اتفاق للتهدئة بين اسرائيل وحركة"حماس"في المحادثات الجارية في مصر، مشيرا الى ان ملامح هذا الاتفاق بدأت تتبلور وقد يعلن رسميا الاسبوع المقبل. وقال ان المفاوضات الجارية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لم تحقق اي تقدم يذكر، وان الطواقم التفاوضية لم تستكمل بعد. وكان الجانبان اتفقا في مؤتمر انابوليس على إطلاق المفاوضات النهائية لكن الجانب الاسرائيلي، وهو الطرف الاقوى في العملية التفاوضية، لم يبد حتى الآن استعداده للشروع في بحث جوهري للقضايا الست موضع التفاوض وهي: الدولة والحدود والمستوطنات واللاجئين والعودة والمياه والعلاقات المستقبلية. وترافقت العملية التفاوضية مع سلسلة مشاريع توسع استيطاني شملت 11 مستوطنة مقامة على اراضي مدينة القدس، وهو ما اعتبره الفلسطينييون حسماً لنتائج المفاوضات على الارض. وامتنع الجانب الاسرائيلي ايضا عن تخفيف القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين الداخلية والخارجية. وتقيم اسرائيل منذ انطلاق الانتفاضة قبل اكثر من سبع سنوات، مئات الحواجز العسكرية آخر الاحصاءات تحدث عن 640 حاجزا تفصل بين التجمعات السكانية في الضفة الغربية. وتفرض اسرائيل كذلك حصارا مشددا على قطاع غزة منذ سيطرة"حماس"على القطاع في حزيران يونيو الماضي. وقال فياض ان مؤتمر انابلويس قرر ايجاد الظروف المناسبة لتقدم المفاوضات، مشيرا الى ضرورة وقف الهجمات الاسرائيلية وازالة الحواجز وووقف الاستيطان. واعرب بلير عن رأي مماثل، قائلا:"اذا لم يلحظ الفلسطيني العادي حدوث تغيير جدي في حياته، فإنه لن يثق في العملية السلمية". واضاف:"ما لم ير الفلسطينيون تقدما حقيقيا على الارض، فمن الصعب ان تنجح هذه المفاوضات". وتابع انه سيثير امر القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين في لقاء يعقده اليوم مع باراك.