طلبت واشنطن امس من الرئيس الفلسطيني محمود عباس المزيد من الوقت لمواصلة جهودها لدى الجانب الاسرائيلي لاقناعه بتجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. لكن الجانب الفلسطيني اعتبر القرارات الاسرائيلية الاخيرة، القاضية ببناء مئات الوحدات السكنية الجديدة في مستوطنات في شرق القدسالمحتلة، رداً واضحاً على رفض تل أبيب الشروع في مفاوضات حقيقية. وطالب الادارة الاميركية بالاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية. وصرح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة، في ختام لقاء في رام الله بين الرئيس عباس والقنصل الاميركي العام في القدس دانييل روبنشتين، بأن «الجانب الاميركي أبلغنا بأن مشاوراته واتصالاته المكثفة ستستمر في الأيام المقبلة مع كل الأطراف». واضاف ان روبنشتين لم يحمل رداً أميركياً نهائياً على الطلب الفلسطيني بوقف اسرائيل الاستيطان شرطاً أساسياً لاستئناف المفاوضات المباشرة، مشيراً الى انه طلب المزيد من الوقت. وأبلغ عباس القنصل الاميركي رفضه تجميداً للاستيطان لا يشمل القدسالشرقية، معتبراً ان «المشاريع الاستيطانية التي أعلنت عنها اسرائيل أخيراً تؤكد عدم جديتها في المضي بعملية التفاوض». واتهم تل أبيب ب»المماطلة وتضييع الوقت». وصرح صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية ل»الحياة»، بأن «الاجراءات الاسرائيلية على الارض تنسف كل اسس العملية السلمية، وتجعلنا في غير حاجة لانتظار أي رد من اية جهة بشأن جهود وقف الاستيطان واعادة اطلاق المفاوضات». واعتبر عريقات ان «الاجراءات الاسرائيلية يجب أن تحفز الجانب الاميركي على اعلان اعترافه بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967». وكانت اسرائيل اعلنت امس المصادقة على مشروع لاقامة 625 وحدة سكنية في مستوطنة «بسغات زئيف» شمال القدسالشرقية، وذلك بعد يوم من اعلانها مشروعاً آخر لاقامة 130 وحدة سكنية في مستوطنة «غيلو» في جنوبالقدس، ومشروع ثالث لاقامة سكة حديد تربط مجمع مستوطنات «ارئيل» جنوب نابلس باسرائيل. وكان عباس اعلن أول من أمس ان الرد الاميركي على الطلب الفلسطيني الخاص بوقف الاستيطان سيصل الخميس (امس). واستبقت اسرائيل موعد الرد الاميركي باعلانها استئناف بناء مئات الوحدات السكنية في مستوطنة «بسغات زئيف». وشكّل الاعلان الاسرائيلي عن سلسلة المشاريع الاستيطانية في القدسالشرقية رفضاً لاقتراح اميركي سابق يقضي بوقف الاعلان عن عطاءات بناء جديدة في المدينة مع مواصلة بناء العطاءات القديمة، وذلك على رغم تقديم واشنطن «رزمة حوافز» امنية وسياسية هائلة الى اسرائيل لحملها على تجميد موقت للاستيطان لثلاثة أشهر. ويرى الفلسطينييون ان الحوافز الاميركية لا تفعل سوى فتح شهية اسرائيل على مزيد من المطالب.