يعقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت اليوم لقاء قمة للبحث في العقبات التي تعرقل المفاوضات بين الجانبين، وفي مقدمها خطط التوسع الإسرائيلي الأخيرة في محيط مدينة القدسالشرقية. وقال منسق الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات إن اللقاء سيركز على المشاريع الاستيطانية الإسرائيلية الجديدة التي تشكل عقبة أمام تحرك المفاوضات إلى الأمام. وتعرضت مفاوضات الوضع النهائي الفلسطينية - الإسرائيلية إلى انتكاسة شديدة قبل أن تبدأ، جراء إعلان إسرائيل مجموعة من خطط التوسع الاستيطاني في مستوطنات مقامة على أراضي القدسالشرقيةالفلسطينية. وكان الجانبان اتفقا في مؤتمر أنابوليس الدولي للسلام الذي رعته الولاياتالمتحدة نهاية الشهر الماضي على إطلاق مفاوضات الوضع النهائي التي توقفت قبل سبع سنوات عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية. لكن إسرائيل استبقت الجلسة التفاوضية الأولى التي عقدت في الثاني عشر من هذا الشهر بإعلان إقامة حي جديد مؤلف من 300 وحدة سكنية في مستوطنة"هار حوما"المقامة على أراضي جبل أبو غنيم في جنوبالقدس. وقبل انعقاد الجلسة الثانية الاثنين الماضي، أعلنت إسرائيل خطتين لإقامة 740 وحدة سكنية استيطانية جديدة، 500 منها في مستوطنة"هار حوما"المذكورة، و240 في مستوطنة"معاليه ادوميم"المقامة شرقي المدينة المقدسة. ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية خبراً مفاده أن وزارة الإسكان اعدت خطة لإقامة مستوطنة جديدة بين القدس ورام الله تتسع لعشرة آلاف وحدة سكنية. وسارع وزير الإسكان الإسرائيلي إلى نفي وجود قرار بالشروع في بناء المستوطنة المذكورة، لكنه لم ينف وجود مثل هذه الخطة، ما فسره الفلسطينيون على أنه تراجع تكتيكي يهدف إلى عدم إثارة أزمة على أبواب زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للمنطقة الشهر المقبل. ويرى الفلسطينيون في القرارات الإسرائيلية سعياً إلى حسم نتائج المفاوضات على الأرض من جانب واحد. ويؤكد المفاوضون الفلسطينيون أن أي تقدم لن يتحقق في المفاوضات في ظل الاستيطان. وقال عضو الوفد المفاوض ياسر عبد ربه:"التقدم في العملية السلمية مرهون بوقف التوسع الاستيطاني". لكن القيادة الفلسطينية تتجه إلى مواصلة التفاوض مع اسرائيل، على رغم العقبات التي تضعها في طريق المفاوضات. وقال قريع:"نذهب إلى التفاوض من أجل وقف الاستيطان وإنهاء الاحتلال ... وإذا كان أحد يريد وقف المفاوضات، فلتكن اسرائيل، أما نحن فسنواصل التفاوض من أجل إحقاق حقوق شعبنا". وتعزز الإجراءات الإسرائيلية قوة المعارضة الفلسطينية، خصوصاً حركة"حماس"التي تطالب بوقف المفاوضات. وأظهرت استطلاعات رأي أخيرة محايدة أن شعبية الحركة استقرت عند حدود 30 في المئة من الجمهور الفلسطيني. وظهرت أخيراً دعوات من تيارات الوسط تطالب بوقف المفاوضات والتوجه نحو تعزيز الجبهة الداخلية وتعزيز صمود المواطن الفلسطيني. وذهب بعض هذه الدعوات إلى المطالبة بتغيير التكتيك الفلسطيني من السعي إلى إقامة دولة مستقلة إلى نعي خيار الدولتين وتحويل فلسطين التاريخية لدولة واحدة لكل مواطنيها الفلسطينيين والإسرائيليين وهو الخيار الذي ترى فيه اسرائيل تهديداً لمصيرها.