سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التحالف يقترب من غالبية كافية لسحب الثقة من الرئيس ... ويتمسك بإعادة القضاة المعزولين . باكستان : زرداري وشريف يبرمان اتفاقاً على تقاسم السلطة بمعزل عن مشرف
ابرم زعيما حزب الشعب و "الرابطة الإسلامية" في باكستان آصف علي زرداري ونواز شريف اتفاقاً مبدئياً لتقاسم السلطة بمعزل عن أنصار الرئيس برويز مشرف، وتشكيل الحكومة المقبلة سواء على مستوى فيديرالي او في الأقاليم. واتفق الزعيمان المناهضان لمشرف على الخطوط العريضة لتقاسم الحكم، ما شكل تحدياً جديداً من الحزبين الفائزين في الانتخابات للرئيس الباكستاني الذي بات يشعر بتنامي المعارضة لنظامه بعد خسارة الحزب المؤيد له الانتخابات البرلمانية الشهر الماضي. واتفق الجانبان على إعادة القضاة الذين عزلهم مشرف عشية فرض حال الطوارئ في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، وكذلك ضمان نزاهة واستقلالية المؤسسة القضائية بعيداً من السلطة التنفيذية، ما اعتبر تحدياً لقرارات الرئيس وإصراره على استحالة إعادة الاعتبار الى القضاة الذين عزلهم ليتمكن من الفوز بولاية رئاسية ثانية. وجاء الاتفاق بين الحزبين تحت عنوان"شراكة من اجل بناء باكستان ديموقراطية"بعد أيام من إعلان لجنة الانتخابات الباكستانية النتائج النهائية للاقتراع، والتي أظهرت تمتع الحزبين الرئيسيين ومؤيديهما بغالبية كاسحة في البرلمان الجديد. ويقضي الاتفاق الذي وقعه رئيس الوزراء السابق وزوج الزعيمة الراحلة بينظير بوتو في منتجع مري قرب إسلام آباد، بتشكيل حكومة في غضون شهر من التئام عقد البرلمان الجديد الذي قال مشرف إنه سيدعوه للانعقاد خلال أسبوع. وتراجع شريف بذلك عن قراره عدم اشتراك حزبه في حكومة مركزية في عهد مشرف. وكانت النتائج النهائية للانتخابات أظهرت حصول حزب الشعب على 120 مقعداً في البرلمان في مقابل 91 مقعداً ل"الرابطة، و13 مقعداً ل"الحزب القومي البشتوني"حليفهما الثالث. ويحتاج التحالف إلى ستة مقاعد إضافية للحصول على غالبية الثلثين في البرلمان التي تمكنه من تعديل الدستور وحجب الثقة عن الرئيس وعزله. وكان الشيخ فضل الرحمن زعيم"جمعية علماء الإسلام"أعلن بعد لقاء زرداري عن دعم حزبه للقوى الثلاث، ورغبته في المشاركة في الحكومة الجديدة، علماً ان"الجمعية"حصلت على ستة مقاعد في البرلمان. كما أبدى أعضاء في الحزب الموالي لمشرف رغبتهم في الانضمام الى التحالف المناهض لمشرف. وفي محاولة لتأكيد قدرته، كرر الرئيس الباكستاني نفي وجود أي هوة بينه وبين الجيش الذي يعتبر العامل الحاسم في الحياة السياسية. وقال مشرف في خطاب في مدينة ملتان جنوب إقليم البنجاب إن معارضيه"يبثون إشاعات"عن خلافات. وأكد رغبته في العمل مع أي حكومة جديدة، لكنه حذر في الوقت ذاته، الأحزاب الفائزة في الانتخابات من التصعيد وخوض معارك سياسية. في غضون ذلك، استبعد مراقبون ترشيح القيادي في حزب الشعب مخدوم فهيم أمين لرئاسة الحكومة المقبلة، خصوصاً ان أنصار شريف يعترضون على تولي سياسي قريب من مشرف المنصب. ورجح المراقبون اختيار تشودري أحمد مختار القيادي في حزب الشعب، لرئاسة الحكومة. وتعمد زرداري"تغييب"مخدوم فهيم أمين عن الاجتماع مع شريف أمس. واعتبر محللون باكستانيون اتفاق زرداري وشريف تأكيداً على مطالبه تنحية مشرف من خلال إعادة القضاة المعزولين إلى مناصبهم، تمهيداً للعمل على عزل مشرف بقرار قضائي يطعن في دستورية انتخابه كونه ترشح وهو لا يزال في منصبه العسكري قائداً للجيش.