تزايدت الضغوط الخارجية على القوى الباكستانية المختلفة، خصوصاً حزبي الشعب والرابطة الإسلامية، لعدم تصعيد الموقف في وجه الرئيس برويز مشرف بما يؤدي إلى تقليص صلاحياته أو عزله من منصبه. وبدأ سفراء البلدان الغربية في اسلام اباد، وفي مقدمهم السفيران الأميركي والبريطاني، لقاءات مع قيادات في الحزبين لإقناعها بعدم اللجوء إلى عزل مشرف وضرورة التأقلم معه على رغم خسارة الحزب المؤيد له الانتخابات النيابية. وشددت الولاياتالمتحدة في تصريحات على لسان ريتشارد باوتشر مساعد وزيرة الخارجية لشؤون جنوب آسيا ووسطها على دور لمشرف، حليف واشنطن في الحرب على الإرهاب، ضمن التركيبة السياسية الجديدة في باكستان، غير أنه لفت الى ان تقاسم الصلاحيات بين رئيس الوزراء الجديد ومشرف يعتبر مسألة داخلية باكستانية. وكانت السفيرة الأميركية في باكستان أني باترسون التقت آصف زرداري، زوج بينظير بوتو، للمرة الثانية منذ إعلان نتائج الانتخابات، وحضر اللقاء الثاني أعضاء في الكونغرس يزورون باكستان، واجتمعوا مع مشرف في وقت سابق. وأشار فرحت الله بابر الناطق باسم الحزب إلى ان الموفدين، خصوصاً الأميركيين والبريطانيين، هدفوا من لقاءاتهم مع زرداري الى الإطلاع على الخطوات المقبلة. ولم يمارسوا أي ضغط على قيادة الحزب لاتخاذ قرار باتجاه مشرف. لكن صديق الفاروق الناطق باسم رئيس الوزراء السابق نواز شريف حذّر من الضغوط على الحزبين، وأشار إلى ما سماه مؤامرة كبرى تحاك لمنع الشعب الباكستاني من ممارسة حقه واختياره الدستوري. وتحدّث الفاروق عن ضغوط قوية تمارسها بلدان غربية، من دون أن يسميها، على حزبي الرابطة والشعب للاتفاق مع مشرف وعدم تقليص صلاحياته أو عزله من منصبه. وإزاء ذلك، أرجأ حزب الشعب الإعلان عن مرشحه لرئاسة الوزراء إلى الأسبوع الأول من آذار مارس المقبل. وتتمحور الاتصالات على نائب رئيس الحزب مخدوم فهيم أمين لتولي المنصب. ويسعى نواز شريف الى تحقيق غالبية الثلثين للحكومة من خلال إقناع أصدقائه في الحزب القومي البشتوني في بيشاور، وحركة المهاجرين القومية بالتحالف مع حزب الشعب. غير أن هناك من يطرح إمكان لجوء زرداري الى التحالف مع مشرف والحزب الحاكم الذي خسر الانتخابات، على أمل أن يستميل الرئيس حركة المهاجرين القومية والمستقلين وأحزاب صغيرة أخرى لدعم الحكومة الجديدة. ومن شأن هذا التحالف إن تحقق، وهو مستبعد، ضمان عدم حصول الحكومة وأنصارها على ثلثي المقاعد في البرلمان بما يؤهلها حجب الثقة عن الرئيس، وكذلك عدم تأييد الثلثين لشريف في مساعيه لإطاحة مشرف. ومن شأن هذا التحالف أيضاً، اجبار حزب الشعب على التنازل في إقليم السند لمصلحة حركة المهاجرين القومية. علماً أنه لا يحتاج لتأييدها نظراً الى امتلاكه الغالبية التي تمكنه من تشكيل حكومة مستقرة. وربط الحزب القومي البشتوني تعاونه مع حزب الشعب بموافقة الأخير أو غض الطرف عن إعادة تسمية ولاية الحدود باسم بشتونستان، ما يثير مخاوف المؤسسة الباكستانية الحاكمة وغضبها، ومشاعر البشتون بضرورة توحدهم مع"أقاربهم"في أفغانستان وانسلاخهم عن باكستان.