انتهت المفاوضات بين المغرب وجبهة "بوليساريو" حول مستقبل الصحراء الغربية برعاية الأممالمتحدة أول من أمس من دون تحقيق أي اختراق يقرّب في وجهات النظر المتباعدة للطرفين، إذ ظلت الرباط متمسكة بخيار الحكم الذاتي للصحراويين، فيما تمسكت"بوليساريو"بحق تقرير المصير. واتفق الطرفان على إجراء جولة جديدة من المفاوضات في آب أغسطس المقبل. وقالت الأممالمتحدة في بيان وقعه بيتر فان فالسوم الموفد الخاص للأمين العام بان كي مون للصحراء الغربية إن"الجانبين اتفقا على ضرورة مواصلة عملية التفاوض في مانهاست ضاحية نيويورك خلال الاسبوع الثاني من شهر آب 2007". وقالت الناطقة باسم الأمين العام للامم المتحدة ميشال مونتا للصحافيين"إننا نتحدث عن مفاوضات صعبة جداً وهذه بداية لعملية طويلة". ويتوقع أن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقريراً إلى مجلس الأمن عن نتائج المحادثات بحلول 30 حزيران يونيو الجاري. وجدد الوفد المغربي إلى مفاوضات مانهاست، في مؤتمر صحافي مساء الثلثاء، التأكيد بأن مبادرة الحكم الذاتي"تشكل أحسن ضمانة وأحسن صيغة للمصالحة"يمكن تقديمها لسكان الصحراء. وشارك في المؤتمر الصحافي وزير الداخلية شكيب بن موسى، والوزير المنتدب في الخارجية الطيب الفاسي الفهري، والوزير المنتدب في الداخلية فؤاد عالي الهمة، ورئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية خلي هنا ولد الرشيد، والمدير العام للدراسات والمستندات محمد ياسين المنصوري، وممثل المغرب في الأممالمتحدة مصطفى ساهل، والمستشاران التقنيان ماء العينين بن خلي هنا الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية ومحمد صالح التامك والي وادي الذهب الكويرة. وقال بن موسى:"لدينا أمل كبير في أن تشكل المحادثات التي جرت حافزاً للتفكير، وأن يتمكن الطرف الآخر خلال المحادثات التي ستجري في آب من تقدير الجهد الذي أنجز واغتنام هذه الفرصة التاريخية". ونقلت وكالة الأنباء المغربية عنه تعبيره عن أسفه لكون موقف بوليساريو"لم يشهد تقدماً يذكر". وتابع:"إننا نعتبر هذه المفاوضات تاريخية. ونأمل من خلال الحوار والمفاوضات أن يستوعب إخواننا في تندوف المخيمات التي تشرف عليها"بوليساريو"في الصحراء الجزائرية كامل الدلالة التي تنطوي عليها هذه المبادرة المغربية الجريئة". أما الفاسي الفهري فقال إن مبادرة الحكم الذاتي كانت موضع مشاورات مع الأحزاب السياسية كافة و"غالبية الصحراويين الذين يعيشون جنوب المغرب"بهدف"بلورة تسوية لا غالب فيها ولا مغلوب". وتابع:"إننا لا نعتقد، إلى غاية الوقت الراهن، إن الطرف الآخر على استعداد للتقدم ومحاولة التوصل معاً إلى حل سياسي". وقال خلي هنا ولد الرشيد، رئيس المجلس الاستشاري الصحراوي،"إن التوافق معناه التخلي عن المطالب في سقفها الأقصى"، مشيراً إلى أنه يتعين على"بوليساريو"التخلي عن النزعة الانفصالية. وزاد:""البوليساريو ليست حركة استقلالية، إنها حركة انفصالية، لأنها لا تمثل مجموع السكان الصحراويين". لكنه اعتبر مفاوضات مانهاست"إيجابية على اعتبار أننا أجرينا الحوار كإخوة بحضور بلدان الجوار"، في إشارة الى الجزائر وموريتانيا اللتين حضرتا بصفة مراقبين. أما رئيس وفد جبهة"بوليساريو"رئيس البرلمان الصحراوي محفوظ علي بيبة فقال في ختام المفاوضات مساء الثلثاء ان الجبهة"ستشارك في المفاوضات المستقبلية التي من المتوقع أن تعقد خلال الاسبوع الثاني من آب 2007 في مانهاست". وأضاف في بيان إن المحادثات"اثبتت أن هناك حاجة للمتابعة والصبر ... للتوصل إلى حل سياسي مقبول لدى الجميع ويؤمن تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية". وأعرب عن أمله في أن"تواصل الأسرة الدولية والأممالمتحدة تحمل مسؤولياتهما في شأن انجاز عملية ازالة آثار الاستعمار في الصحراء الغربية". ودعا"إخواننا المغاربة"إلى"مواجهة التاريخ سوياً من خلال انتهاز هذه الفرصة التاريخية المتوافرة أمامنا".