اتفاقية لخدمات النقل الجوي بين كوسوفا والمملكة لتسهيل نقل الحجاج والمعتمرين    ضبط (21370) مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    السعودية تعرب عن قلقها إزاء استمرار القتال في السودان الشقيق وتصاعد أعمال العنف التي طالت المدنيين من نساء وأطفال    مرثية مشاري بن سعود بن ناصر بن فرحان آل سعود    الشيف الباكستانية نشوى.. حكاية نكهات تتلاقى من كراتشي إلى الرياض    الفرصة لاتزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    المملكة "برؤية طموحة".. جعلتها وجهة سياحية عالمية    في الجوف: صالون أدب يعزف على زخات المطر    مثقفون يناقشون "علمانيون وإسلاميون: جدالات في الثقافة العربية"    دبي.. رسالة «واتساب» تقود امرأة إلى المحاكمة    معدل وفيات العاملين في السعودية.. ضمن الأدنى عالمياً    آلية جديدة لمراجعة أجور خدمات الأجرة عبر التطبيقات    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على ارتفاع    "الأرصاد": أمطار على منطقة المدينة المنورة    جمعية البر بالجنينة في زيارة ل "بر أبها"    أمانة القصيم تقيم المعرض التوعوي بالأمن السيبراني لمنسوبيها    انطلاق فعاليات "موسم التشجير السنوي 2024" ، تحت شعار "نزرعها لمستقبلنا"    هيئة الهلال الاحمر بالقصيم ترفع جاهزيتها استعداداً للحالة المطرية    الكلية التقنية مع جامعة نجران تنظم ورشة عمل بعنوان "بوصلة البحث العلمي"    ضمك يتعادل إيجابياً مع الرياض في دوري روشن للمحترفين    تن هاج يشكر جماهير مانشستر يونايتد بعد إقالته    الهلال يكتب رقم جديد في تاريخ كرة القدم السعودية    الشؤون الإسلامية في جازان تطلق مبادرة كسوة الشتاء    الخليج يتغلب على الرائد برباعية في دوري روشن للمحترفين    ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار سقف محطة قطار في صربيا إلى 14 قتيلاً    وقاء جازان ينفذ ورشة عمل عن تجربة المحاكاة في تفشي مرض حمى الوادي المتصدع    أروماتك تحتفل بزواج نجم الهلال "نيفيز" بالزي السعودي    ماسك يتنبأ بفوز ترمب.. والاستطلاعات ترجح هاريس    المذنب «A3» يودِّع سماء الحدود الشمالية في آخر ظهور له اليوم    تصعيد لفظي بين هاريس وترامب في الشوط الأخير من السباق للبيت الابيض    الحمد ل«عكاظ»: مدران وديمبلي مفتاحا فوز الاتفاق    الرياض تشهد انطلاق نهائيات رابطة محترفات التنس لأول مرةٍ في المملكة    سعدون حمود للقدساويين: لا تنسوا أهدافي    حائل: إطلاق مهرجان هيئة تطوير محمية الملك سلمان بوادي السلف    الدفاع المدني: استمرار الأمطار الرعدية على مناطق المملكة حتى الاثنين القادم    البدء في تنفيذ جسر «مرحباً ألف» بأبها    وكيل إمارة الرياض يحضر حفل سفارة جمهورية كوريا بمناسبة اليوم الوطني لبلادها    مبدعون «في مهب رياح التواصل»    الطائرة الإغاثية السعودية السابعة عشرة تصل إلى لبنان    أمير المدينة يرعى حفل تكريم الفائزين بجوائز التميز السنوية بجامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز    ما الأفضل للتحكم بالسكري    نقص الصوديوم في الدم يزداد مع ارتفاع الحرارة    صيغة تواصل    هاتف ذكي يتوهج في الظلام    الدبلة وخاتم بروميثيوس    أماكن خالدة.. المختبر الإقليمي بالرياض    السل أكبر الأمراض القاتلة    نورا سليمان.. أيقونة سعودية في عالم الموضة العالمية    «الرؤية السعودية» تسبق رؤية الأمم المتحدة بمستقبل المدن الحضرية    الأنساق التاريخية والثقافية    هوس التربية المثالية يقود الآباء للاحتراق النفسي    عمليات التجميل: دعوة للتأني والوعي    المرأة السعودية.. تشارك العالم قصة نجاحها    عن فخ نجومية المثقف    خادم الحرمين وولي العهد يعزيان ملك إسبانيا إثر الفيضانات التي اجتاحت جنوب شرق بلاده    مدير هيئة الأمر بالمعروف في منطقة نجران يزور مدير الشرطة    أمير منطقة تبوك ونائبه يزوران الشيخ أحمد الخريصي    لا تكذب ولا تتجمّل!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لقاء مع السفير الأميركي الذي شهد اغتيال الحريري و"ثورة الأرز" والانسحاب السوري وحرب تموز . جيفري فيلتمان : رفيق الحريري كان سيستند الى البرلمان للخروج من نفوذ دمشق استيعاب "حزب الله" هو خلافنا التكتيكي مع باريس ولا نضع أموالنا في محكمة تصبح صفقة 1 من 2

قبل ثلاثة أيام من مغادرته بيروت منهياً مهمته كسفير للولايات المتحدة في لبنان أجرت "الحياة"، مع السفير جيفري فيلتمان الذي انتقل الى واشنطن نائباً أول لمساعد وزيرة الخارجية للشرق الأدنى، مراجعة للأحداث التي عايشها في بيروت على مدى ثلاث سنوات ونصف السنة. وجرت المقابلة بعد أسبوع على التفجير الذي استهدف سيارة تابعة للسفارة.
لم يسمح الوقت الذي استغرقته المقابلة ساعتين إلا ربع الساعة باستعراض كل الأحداث وتغطية الأسئلة كافة، فضلاً عن أن انتقال فيلتمان الى منصب يبقيه على صلة بالوضع اللبناني قد يكون عنصراً دافعاً الى بعض التحفظ في الإفصاح عن بعض خبايا المرحلة...
إلا أن السفير، الذي انقسم حوله القادة السياسيون اللبنانيون بمثل ما انقسم اللبنانيون حول الأزمة التي تعصف بهم منذ التمديد للرئيس اميل لحود، في 3 أيلول سبتمبر أي بعد أيام قليلة على وصول فيلتمان الى بيروت، قدم انطباعات عن تلك المرحلة وما تبعها، وكشف بعضاً من الوقائع عن القرار 1559 والموقف من سلاح المقاومة، وقدّم تقويمه للعلاقة مع عدد من الزعماء والقادة اللبنانيين...
واعتبر فيلتمان ان التوازن في لبنان مال لمصلحة القرار اللبناني"ولا أوافق على أن حلفاء سورية باتوا أقوى"، لكنه أوضح أن"التدخل الخارجي يبقى مشكلة لكن تحديده أمر صعب".
ينشر الحوار في حلقتين وهنا الحلقة الأولى:
كيف ترى التطورات في لبنان وأنت على وشك مغادرته؟
- أرى مدى صعوبة الأمور وتفاقمها مقارنة مع ما كانت عليه في ربيع 2005. في بداية تلك السنة وقبل ذلك كان من السهل جداً تحديد التدخل الأجنبي من خلال تلاعبه بالنظام السياسي اللبناني.
كان في الإمكان القول إن عنجر أو فندق بوريفاج مركزي الاستخبارات السورية، في البقاع /الرئيسي/ وبيروت، كانا من المظاهر الواضحة لهذا التدخل. وكانت القوات السورية لا تزال منتشرة في الجبل خارج بيروت، مما كان يشكل مظهراً واضحاً آخر للتدخل الخارجي في لبنان. إذاً، كان من السهل تحديد رموز التدخل الخارجي ووضع استراتيجية تساعد اللبنانيين على مقاومته، أما اليوم فالأمر ليس بهذه السهولة.
عندما وصلت الى لبنان في صيف عام 2004 كانت توجد على الكورنيش صورة للرئيس الأسد وسورية، وفي عين التينة كانت هناك صورة أخرى تمجد حافظ الأسد، وكانت كل المظاهر تشير بوضوح الى مصدر التدخل الخارجي في لبنان. أما الآن فلم تعد هناك مظاهر مماثلة، علماً أنني على قناعة بأن التدخل الخارجي يبقى مشكلة كبيرة، لكن تحديده بوضوح أمر صعب بسبب زوال رموز الاحتلال السوري. وهذا تحد.
أنت توافق إذاً على ما قال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، من أن حلفاء سورية في لبنان أقوياء أكثر من الفترة التي كانت فيها القوات السورية في لبنان؟
- لا أوافق على ذلك، فهم ليسوا أقوى، لكن ما أقصده هو أن التدخل الخارجي غير المناسب، لا يزال موجوداً في لبنان. فهناك مسافة حتى الآن تفصلنا عن القول إن المؤسسات اللبنانية تعمل لأجل اللبنانيين. وفي إمكاني القول إنه منذ ثلاث سنوات فإن التوازن مال لمصلحة القرار اللبناني، في حين لم يكن هناك قرار لبناني في السابق.
إذا أخذنا مثلاً الحكومة الحالية، هناك جدال حول ما إذا كان ينبغي تعيين وزير ليخلف الوزير الراحل بيار الجميل، هذا نقاش لا أعرف ما سيؤول إليه ولا أتدخل فيه، وهو نقاش قائم بين الوزراء اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية، مع الأخذ في الاعتبار عدم وجود رئيس للجمهورية في بعبدا، وحساسية البطريرك الماروني وكيفية تأثير ذلك على الساحة السياسية في لبنان.
لكن اللبنانيين يناقشون أمر تعيين خلف للوزير الجميل أولاً، في حين أنه قبل ثلاث سنوات لم يكن مثل هذا النقاش ممكناً بين اللبنانيين، إذ كانت هذه النقاشات تجرى في عنجر أو غيرها، ولم يكن في وسع الوزراء الغوص في هذه الأمور.
في أيلول سبتمبر 2004، استقال أربعة وزراء نتيجة قرار الحكومة التمديد للرئيس إميل لحود، ولم يتبع ذلك أي نقاش حول ما إذا كان سيتم تعيين بديلين. فالنقاش كان يدور في مكان آخر، وفي النهاية فإن الرئيس رفيق الحريري أجبر على الاستقالة. أما الآن فالقرار اللبناني في شأن لبنان أقوى مما كان عليه قبل ثلاث سنوات.
لو لم يتم اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كيف كان وضع لبنان والقرار اللبناني، وكيف كنت تتصور لبنان في عهده؟
- لا أعرف من قتل الحريري وما أقول هو من قبيل التقويم الذي لا يستند الى براهين وشهادات. ولكن، في إمكاني الاعتقاد أن من قتل الحريري، فعل ذلك لأنه لم يرغب برؤياه للبنان. هذه الرؤيا كما شرحها لي خلال الأشهر الستة التي كان لي الشرف أن أعرفه خلالها، مماثلة لرؤيا اللبنانيين الذين خرجوا في آذار مارس 2005 للتظاهر.
أنا مستعد لتقبل ما يصدر عن المحكمة الدولية، وإن كان مخالفاً لاعتقادي، لكن ما أراه هو أنه كان هناك من يتخوف من قيادة الحريري للبنان سيد ومستقل، وهو الاتجاه الذي كان الحريري يتحرك نحوه. وبموته فإن الحريري يكون طوّر لبنان الى بلد يملك فيه اللبنانيون قرارهم. وما نرى اليوم هو حكومة صنعت في بيروت لا في عنجر، وهذا ما كان الحريري عازماً على تحقيقه على طريقته الخاصة المختلفة جداً عن أسلوب التظاهر، فلا أتصور أن الحريري كان شارك في تظاهرات 14 آذار، إذ لم تكن هذه طريقته، لكن أهدافه كانت مماثلة لأهداف متظاهري 14 آذار.
منذ متى كنت تعرف أنه يعمل من أجل القرار 1559؟
- جئت الى لبنان في منتصف آب أغسطس، ومجلس الأمن تبنى القرار 1559 في 2 أيلول، فكانت لدي مشاورات واسعة في نيويورك قبل وصولي الى لبنان حول سير الإعداد لهذا القرار.
والمحادثات التي أجريتها في واشنطن كانت تتمحور أكثر حول الشراكة الفرنسية ? الأميركية. إذاً، من الأفضل توجيه السؤال للفرنسيين حول مشاركة الحريري في وضع القرار 1559، لأننا عملنا مع الفرنسيين في شكل وثيق.
صرح الرئيس جورج بوش لصحيفة"لوفيغارو"بأن الرئيس الفرنسي جاك شيراك تحدث معه عن العمل على القرار في حزيران يونيو عندما جاء الى فرنسا للمشاركة في احتفالات النورماندي؟
- أعتقد بأن الشراكة الفرنسية - الأميركية من أجل الدفاع عن القرار 1559 بدأت في مطلع صيف 2004، ولكن، أنا لا أعرف عن مساهمة الحريري في هذا القرار.
وهل تعتقد أن الحريري قتل بسبب القرار 1559؟
- لا أعرف لماذا قتل الحريري، واعتقادي هو أن القرار 1559 كان جزءاً من الصورة لكن القرار نفسه لم يكن الصورة الكاملة لسبب قتله، فهذه الصورة تكمن في إطار رؤيته للبنان مستقل وسيد نفسه، وهذا ما كان يحاول دفعه وما أراد بعضهم وقفه. لكن مقتله أدى الى عكس ذلك إذ انه سرّع تنفيذ رؤيته.
هل تعتقد أنه لو كان القرار 1559 تعاطى فقط مع التدخل الخارجي من دون التطرق الى نزع سلاح"حزب الله"لكان الوضع مختلفاً عما هو عليه الآن؟
- لا أدري. تحليلي هو أن الجزء الذي قد يكون ساهم في اغتيال الحريري هو ذلك المتعلق باستقلال لبنان والانسحاب السوري وانتخاب رئيس للجمهورية، بحسب الدستور اللبناني، من دون تدخل خارجي.
أما الجزء المتعلق بأسلحة الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية فينبغي ألا يكون موضع جدال، فأي دولة عليها أن تكون الطرف المحتكر للقوة المسلحة، وأي شعب يريد قوات مسلحة مسؤولة أمامه ليحاسبها. هذا الجزء من القرار أعتقد أن أي لبناني يرحب به. ولا أرى ان لهذه المسألة الوطأة نفسها مثل قرار صادر عن مجلس الأمن ويدعو الى انتخابات رئاسية عاجلة لم تتم في الأيام اللاحقة.
القرار 1559 بدفع لبناني
قوى 14 آذار طلبت صبراً من المجتمع الدولي في ما يتعلق بسلاح"حزب الله". كيف توصلت الى الموافقة على التروي وإقناع إدارتك باعتماد الموقف نفسه حيال نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية؟
- هناك وهم لدى الصحافة اللبنانية الحليفة لسورية مفاده أن الولايات المتحدة وربما فرنسا، وضعتا أجندة القرار 1559، لكن الواقع أن اللبنانيين هم الذين وضعوها، وهم الذين قالوا لنا ان سلاح"حزب الله"موضوع ينبغي معالجته ولكن ليس فوراً، والقليل من اللبنانيين طالب بتدخل دولي لنزع سلاح الميليشيات.
في المقابل فإن معظم اللبنانيين الذين أجروا محادثات مع الإدارة الأميركية أكدوا أن الموضوع مهم جداً، لكن لا يمكن القيام بأي عمل يسرّع عدم الاستقرار الداخلي. ونظراً الى احترامنا خيار اللبنانيين سرنا على مبدأهم، فهم الذين وضعوا الأجندة والأهداف ونحن التحقنا بما أرادوا.
لكن المبدأ ينبغي أن يكون واضحاً فلبنان، مثله مثل أي دولة في العالم، ينبغي أن تكون قواته المسلحة مرتبطة بالحكومة المركزية وتكون قابلة للمحاسبة.
جلسات الحوار
لكن المعارضة تقول ان بعض القيادات اللبنانية طلب من الولايات المتحدة حض إسرائيل على مهاجمة لبنان لنزع سلاح"حزب الله"، فما رأيك وأن بعضهم طالب بذلك خلال اجتماعه بنائب الرئيس ديك تشيني؟
- هذا ببساطة غير صحيح، إذا تذكرون، أن الحرب جرت خلال فترة الحوار الوطني قبل أن يطرح موضوع سلاح"حزب الله"للمناقشة. وكان هذا الموضوع سيطرح مبدئياً في جلسة الحوار الوطني التي كانت مبرمجة لتموز يوليو. وكنا مؤيدين كلياً للحوار الوطني بطلب من اللبنانيين الذين قالوا إنها فرصة للجلوس بهدوء ومناقشة مواضيع تهمنا. وكان هناك تقدم في جلسات الحوار على صعيد الالتزام مثلاً بنزع سلاح المخيمات الفلسطينية، ولم ينفذ ذلك. لكن مناقشات مهمة جرت خلال الحوار وكنا مؤيدين لها كلياً.
عندما كان رفيق الحريري يعمل مع الرئيس جاك شيراك لمنع الاتحاد الأوروبي من وضع"حزب الله"على لائحة الإرهاب الأوروبية، ماذا كان موقفك، وماذا قلت للحريري في هذا الشأن؟
- نحن لا يمكننا مطالبة فرنسا أو أوروبا بذلك. ففرنسا بلد سيد وكذلك دول أوروبا.
ولكن كان هناك ضغط أميركي على عدد من الدول الأوروبية لوضع"حزب الله"على لائحة الإرهاب، والحريري أوقف ذلك بواسطة شيراك، فما هو موقفك؟
- موقفنا من"حزب الله"هو أن نشاطه المسلح وعدم شفافية تمويله وتسلحه وأساليبه وتاريخه يجعله منظمة إرهابية. ونعتقد أن شركاءنا يقرون بأن لبنان في حاجة الى حكومة واحدة، لكي يكون قوياً وليس الى حكومتين.
لكن فرنسا كانت دائماً على خلاف معنا حول أفضل أسلوب لاستيعاب"حزب الله"كجزء شرعي من الحكومة في مقابل إبقاء هذه المنظمة خارج الشرعية كمنظمة إرهابية. وخلافنا مع فرنسا هنا يتناول التكتيك وليس الهدف.
ماذا قال لك الحريري عن علاقته مع سورية وپ"حزب الله"؟
- عرفته لمدة ستة أشهر وكان شخصاً متحفظاً ويعمل على مستويات عدة في الوقت نفسه. أعتقد أنه كان يثق في إمكان عمله مع الأحزاب اللبنانية بما فيها"حزب الله"لدفع رؤيته لهذا البلد. ولست متأكداً من انه كانت لديه القناعة نفسها بالنسبة الى العمل مع سورية.
وخلال لقاءاتي معه، أعتقد أنه رأى التهديد المباشر على القرار اللبناني السيد، آتياً من دمشق.
هل كان هناك في تلك الفترة حوار بين واشنطن ودمشق حول لبنان جعلها تعتقد أنها يمكن ان تقوم بالتمديد للحود مقابل شيء آخر...؟
- لم يكن هناك حوار مع سورية في تلك الفترة، وربما شكّل هذا إحباطاً للسوريين الذين توقعوا أن تكون هناك صفقة معهم، ورأوا في القرار 1559 إمكانية تتيح المجال لصفقة معينة لكن هذا لم يتم. كما ان الولايات المتحدة بدأت تنظر الى لبنان بصفته بلداً مستقلاً ولم تعد تراه من منطلق علاقتها بسورية.
وأتذكر أن وليام بيرنز زار دمشق في أيلول سبتمبر 2004، عندما كان مساعداً لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، ثم زار نائب وزير الخارجية ريتشارد ارميتاج دمشق في كانون الثاني يناير 2005. ومثلت الزيارتان فرصة لنا لإجراء محادثات مع سورية حول مواضيع عدة تخص البلدين. لكننا كنا نريد من سورية ضمانات في شأن مغادرتها للبنان، ولم نحصل على هذه الضمانات. ونحن لا نعرف من أطلق هذه الاعتداءات، ولكن، علينا التساؤل عما إذا كانت هناك علاقة بين زيارة بيرنز الى دمشق ومحاولة اغتيال الوزير مروان حمادة.
وبعد زيارة أرميتاج الى دمشق حدثت عملية اغتيال رفيق الحريري في شباط فبراير 2005. فقد لا تكون هناك علاقة بين هذه الأحداث، لكن هناك بالتأكيد ما يمكن التفكير فيه الى أن يتم الكشف عن حقيقة الاغتيالات.
هل حذرت الولايات المتحدة الحريري من احتمال تعرضه للاغتيال؟
- لا، ليس في شكل واضح. فخلال أحاديثي مع الحريري كانت لدي أسئلة حول ما إذا كان يأخذ في الاعتبار كل النتائج التي ستترتب على تحركه، وما إذا كان يفكر بهذه النتائج. كانت هذه هي الأسئلة التي دارت بيني وبينه.
رؤيا الحريري للبنان
هل بدأ يتكلم عن تنفيذ رؤيته منذ وصولك الى لبنان؟
- كان لدي الانطباع انه يركز على الانتخابات الاشتراعية لكي يحصل على حصة أكبر في البرلمان بحيث لا يكون تحت مظلة رستم غزالة. لم يكن لديّ انطباع في حينه انه يعيد النظر بالرئاسة. ربما كان يفعل، لا أدري، لكنه لم يتطرق معي لموضوع إعادة النظر بالرئاسة. فكان يكرّس عمله في كيفية استخدام الانتخابات الاشتراعية للحصول على أكبر عدد ممكن من النواب للعمل خارج النفوذ السوري. وكان يمارس سياسته في شكل حذر جداً، فلم يحضر يوماً"تجمع البريستول"، على رغم مشاركة أشخاص قريبين منه في هذه الاجتماعات.
أين كنت في 14 آذار؟
- كنت في السفارة وشاهدت التظاهرات عبر التلفزيون مثلما شاهدها العالم كله، ولم أر، مثلي مثل أعضاء السفارة، انه من المناسب لأحد من سفارة أجنبية أن يكون على مقربة من مكان هذه التظاهرات، لكي لا يكون ذلك عرضة للاستغلال، الكل في سفارتنا شاهد التظاهرات على شاشة التلفزيون.
ماذا عن زيارة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الأولى الى لبنان حيث التقت الرئيس لحود والعماد ميشال عون؟
- في تلك الفترة أي في تموز 2005، كان يتم وضع اللمسات الأخيرة على الحكومة اللبنانية الجديدة. وكان الأمل بأن تعترف سورية بواقع جديد هو قيام حكومة لبنانية من صنع لبنان وانتخاب مجلس نيابي من صنع لبناني أيضاً، علماً أن سورية كان لديها بالتأكيد أصدقاء في البرلمان والحكومة.
كان يمكن لسورية أن تعترف أخيراً بإمكان أن يكون لبنان مستقلاً وأيضاً صديقاً. وزيارة رايس للحود كانت من منطلق الأمل بأن يستخدم علاقته مع سورية لتتيح للحكومة وللبرلمان الجديد أن يعملا لمصلحة لبنان.
لكن أملنا خاب، بعد اجتماع رايس بلحود، لأن تصرف سورية تجاه لبنان ازداد سوءاً مع الحصار الاقتصادي الذي فرضته وقطع التيار الكهربائي. السوريون لم يظهروا في ذلك الصيف، ما يشير الى تسهيل تطور جارهم لبنان، بل أساؤوا إليه. ولكن، كان الأمل بعد تشكيل الحكومة ومشاركة أعضاء من"حزب الله"فيها، عقب الانتخابات الاشتراعية، أنه يمكن للبنان ان يكون مستقلاً من دون أن يهدد ذلك سورية.
اللقاء مع عون
هل تعتقد بأن لعون دوراً في القرار 1559، كون علاقته واسعة بالكونغرس الأميركي، وماذا عن لقائه رايس في تلك الفترة؟
- كان للقاء رايس مع عون آنذاك معنى، إذ كانت لعون علاقات جيدة مع عدد من أعضاء الكونغرس، وقد تقلصت الآن. وكانت علاقته سيئة جداً بالإدارة الأميركية لسبب يعود الى الماضي عندما حاصر السفارة الأميركية عام 1989، وأغلقت بسبب ذلك. وبقيت العلاقة سيئة، خصوصاً أن الجيش الذي كان تحت قيادته رفض حماية السفارة.
وعندما عاد من المنفى، كان هناك نقاش بيني وبين إدارتي حول ما إذا كان سيسمح لي أن ألتقيه، لأن أعضاء الإدارة لم يجتمعوا معه. فكان يزور واشنطن ويلتقي أعضاء في الكونغرس وموظفين في الإدارة على مستوى منخفض جداً في وزارة الخارجية. وقلت آنذاك أن على السفارة الأميركية التحدث إليه مثلما تتحدث مع آخرين، وهكذا طورنا علاقة معه ومع مؤيديه.
وأوصيت رايس بالاجتماع مع عون لدى زيارتها الى لبنان، لأن الانتخابات الاشتراعية كانت أظهرت أنه يمثل شريحة مهمة من الشعب المسيحي. وكانت قناعتنا أنه ينبغي الاستماع الى آرائه، ولا أظن أن رايس كانت التقته لو علمنا أنه سيكون على العلاقة التي تربطه حالياً بپ"حزب الله". ولكن أرى أنه كان مناسباً ومصيباً أن تلتقي رايس عون وأن تعطيه فرصة لعرض رؤيته حول لبنان نظراً لأهمية التأييد الشعبي له، وفقاً لما ظهر بعد الانتخابات.
كيف كان اللقاء بينه وبين رايس؟
- لا أتذكر التفاصيل. ولكن عندما يزور كبار المسؤولين الأميركيين دول العالم فإنهم لا يلتقون فقط المسؤولين في الحكومة والأكثرية لكنهم كثيراً ما يلتقون أيضاً قيادات داخلية. ولدى عون دور مهم في البرلمان كونه قائد إحدى مجموعات الأقلية. وكنت تمنيت لو كان في إمكانه أن يستخدم دوره في البرلمان، وأن يفتح هذا البرلمان ويعمل لكي يتمكن عون من العمل من داخله بدلاً من الشارع.
ما الذي جعل العلاقة بين الولايات المتحدة وعون تتدهور؟
- هذه السفارة مستمرة في العلاقة مع عون ومؤيديه ولدينا اتصالات واسعة بدءاً به ومروراً بمستشاريه ومؤيديه. ولكن، بصراحة، نحن لا نفهم لماذا يسمح باستخدام نفسه لتغطية حلفاء سورية وإيران، فعلاقاتنا به تأثرت بقوة من جراء حلفه مع"حزب الله".
هل تعتقد أن لديه علاقة مباشرة مع سورية؟
- لا أدري ما إذا كان ما يفعله متعمداً أم طارئاً ولكن، أرى أن كل ما يقوم به يخدم مصلحة سورية.
برز خلال فقرة معينة تباين بين 14 آذار والولايات المتحدة وبعض الدول الغربية حول العلاقة مع"حزب الله"، خصوصاً بعد انتخابات 2005، واختيار نبيه بري رئيساً للبرلمان، فكانت الإدارة الأميركية وفرنسا تعارض ذلك وأيضاً تعيينات بعض المسؤولين الأمنيين، فماذا عن ذلك؟
- طبعاً سيكون هناك تباين، عندما تتحدث مع قوى 14 آذار أو مع عون فهؤلاء لبنانيون ونحن أميركيون ولن نكون دائماً على اتفاق ولا نتوقع أن نتفق على الدوام وخصوصاً على التفاصيل. ولكن، بالنسبة الى المبادئ، يمكننا الاتفاق على لبنان قوي مستقل سيد وحر. وعندما نتطرق الى مواضيع معينة، مثل شخص رئيس البرلمان، فهذه مسألة تخص اللبنانيين ولا تخص لا دمشق ولا طهران ولا باريس ولا واشنطن ولا القاهرة.
وأتذكر أنه كان هناك مرشح واحد لرئاسة البرلمان، ربما كان هذا سيئاً وكان ينبغي أن تكون هناك انتخابات حقيقية لرئيس البرلمان.
لم يكن التباين بيننا وبين"14 آذار"بالمستوى الذي تحدثت عنه لأنه لم يكن هناك مرشح آخر لرئاسة البرلمان.
ماذا عن تعيين مديري الأمن؟
- تم تعيينهم بالتوافق ولم يكن هناك تباين بهذا الشأن.
ماذا عن الاغتيالات، من محاولة اغتيال مروان حمادة الى اغتيال الحريري ثم سمير قصير وجبران تويني وجورج حاوي ومحاولة اغتيال مي شدياق والياس المر ولاحقاً اغتيال بيار الجميل ووليد عيدو وأنطوان غانم، فهل ترى أنها تمثل نموذجاً واحداً من إعداد طرف واحد؟
- لا أدري. نحن نقدم مساعدة تقنية للبنانيين في اغتيال سمير قصير وجورج حاوي ومحاولة اغتيال مي شدياق، ولم تكن لنا سلطات تحقيق مستقلة ولم نحاول القيام بتحقيقات.
ليست لدينا معلومات تربط أو لا تربط بين هذه الاغتيالات، لكن تقارير الأمم المتحدة تشير الى أن أسلوب تنفيذ هذه العمليات مشابه لعملية اغتيال الحريري، وملامح profile من تم اغتيالهم مشابه أيضاً.
وفي اعتقادي بأن هناك ترابطاً بين كل الاغتيالات. ويحزنني أن بعض السياسيين في هذا البلد يكرسون جهودهم للتهجم على ما يزعمون حول علاقة هذه الحكومة بالولايات المتحدة بدل التهجم والتشهير بمن يقتل الشخصيات السياسية والثقافية والآن العسكرية.
هل ترى أن شخصيات مثل سعد الحريري ووليد جنبلاط وفؤاد السنيورة وأمين الجميل وسمير جعجع عرضة للتهديد نفسه؟
- لا أرى أن هذا التهديد افتراضي فهو مؤكد، فالحريري كان الشخصية التي تحظى بأقصى قدر من الحماية في هذا البلد، وتم اغتياله.
وفي الأسبوع الماضي تحول التهديد ضد الولايات المتحدة من الافتراض الى الواقع. ليست لدينا معلومات معينة، ولكن أعتقد بأن هؤلاء السياسيين الذين يبذلون جهداً كبيراً لدفع استقلال لبنان هم مهددون.
المحكمة آتية
هل تعتقد بأن المحكمة الدولية ستحاكم المجرمين إذا حدّد القاضي الذي خلف براميرتز البراهين، وهل تعتقد بأن هذه المحكمة ستصبح عملية سريعاً، أم ان هذا الأمر سيأخذ وقتاً طويلاً، أو انها ستجمد لأسباب سياسية وأمنية؟
- الهدف الأساسي من المحكمة الدولية أن تكون عملية، للاستجابة لكل من طلب الحقيقة في ربيع 2005، ونحن لا نضع أموالنا في محكمة تصبح موضوع صفقة أو تتجمد.
ولكن، يقال إن المحكمة ستتطلب سنوات قبل أن تبدأ عملها؟
- يبدو أنها ستتشكل في وقت أسرع من المحاكم الدولية الأخرى، فلجنة التحقيق القضائية تنهي مدتها في حزيران يونيو المقبل، ولا أعرف ما إذا كانت المحكمة ستكون جاهزة عندئذ، وما إذا كان على مجلس الأمن أن يجدد اللجنة، هذا لا أعرفه. ونحن على رغم تمويلنا المسار نبقى بعيدين عن هذه المسألة.
إذا عرضت سورية على الولايات المتحدة صفقة على غرار ما حصل مع ليبيا حول قضية طائرة لوكربي، ماذا يكون موقف الإدارة الأميركية؟
- الإدارة الأميركية تتوقع أن تكون هذه المحكمة دولية ولها صدقية وأن تحاكم الذين اغتالوا لبنانيين وطنيين.
* غداً حلقة ثانية أخيرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.