رفضت ايران مسبقاً أمس أي قرار جديد لمجلس الأمن يفرض بموجبه عليها عقوبات جديدة، على خلفية برنامجها النووي، قبيل الاجتماع المقرر لمجموعة"الستة الكبار"الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا المقرر في واشنطن غداً، بعد صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي انتقد نقص التعاون الإيراني. وقال الرئيس محمود أحمدي نجاد ان تقرير الوكالة انتصار على الغرب الذي يتهم ايران بالسعي لامتلاك قنابل نووية. وبث التلفزيون الايراني ان الرئيس"هنأ الزعيم والامة الايرانية على هذا النصر التاريخي للامة الايرانية في القضية النووية في أكبر مواجهة سياسية مع قوى الاستكبار بعد انتصار الثورة الايرانية. جاء ذلك أ ف ب، فيما أعلنت اسرائيل ان"اقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها لم تتمكن من تحديد الطبيعة الحقيقية للبرنامج النووي الإيراني أمر شديد الخطورة"، مطالبة بضرورة فرض عقوبات جديدة. وقال الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية آفي بازنر إن"هذا يظهر أن إيران تتمكن من اخفاء نياتها الحقيقية، حتى بعد خمس سنوات من التحقيق، حول طبيعة برنامجها النووي. وهذا لا يؤدي الا الى تعزيز الشكوك التي تساورنا حول النيات الحقيقية لإيران، ألا وهي تطوير سلاح نووي". ورغم محاولة طهران إظهار تقرير المدير العام للوكالة الدولية محمد البرادعي على أنه"انتصار"لها في مواجهة الضغوط الغربية، والمطالبة بسحب الملف من مجلس الأمن وإعادته إلى الوكالة، سمعت أصوات إيرانية خافتة نسبياً، تحذّر من"ازدواجية التقرير". الناطق باسم الحكومة غلام حسين إلهام، وعلى غرار سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، بارك"النصر النووي"الذي"حققته الحكومة كممثلة للإرادة الشعبية المنسجمة"، مضيفاً"أن إيران سعيدة لأنها تمكنت الى جانب دفاعها عن حقوق الشعب الإيراني المشروعة، من صون شأن المؤسسات القانونية الدولية في مواجهة ضغوط القوى التسلطية وغطرستها"، معتبراً في ذلك"خدمة للمجتمع الدولي". ووصف تقرير البرادعي ب"الإيجابي"، معبراً عن استعداد بلاده"للحوار حول كل القضايا في اطار التوجهات العالمية، مع كل الدول، ما عدا الكيان الصهيوني". ورأى إلهام أن لا داعي للحوار مع مجموعة"الستة الكبار"في الملف النووي بعد تقرير البرادعي، مؤكداً استمرار التعاون مع الوكالة. وقال إلهام، رداً على تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي قالت إن واشنطن ستستمر في مساعيها لفرض عقوبات جديدة، ان هذه التصريحات"تشكل اعترافاً واضحاً بأن تدخل مجلس الامن جاء بضغوط سياسية، وهو يفتقد لأي اسس قانونية". وقال مندوب إيران لدى الوكالة الدولية علي أصغر سلطانية، إن"الديبلوماسية الإيرانية اسقطت الحجج الأميركية". ورأى عضو الفريق المفاوض مساعد سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي جواد وعيدي، أن التقرير يؤكد إجابة إيران على كل الأسئلة العالقة"ما يمهد الى عودة الملف الى مسيرته العادية". في غضون ذلك، أكد موقع"تابناك"الالكتروني المقرّب من قائد الحرس الثوري السابق محسن رضائي، ان التقرير"يدل على مهمة جديدة للبرادعي وفرق التفتيش من قبل الاستخبارات الغربية، تقتضي الحصول على معلومات عسكرية سرية عن إيران، وهو ما تلمح اليه الفقرتان 37 و42 من التقرير". وقال ان هاتين الفقرتين تأتيان نتيجة معلومات قدمتها أميركا للوكالة أخيراً، تشمل ما قيل إنه خرائط وتنصت على اتصالات، ومعلومات حول نشاط إيران الصاروخي، نفت إيران صحتها. ويمهد ذلك لمواجهة بين الجانب الإيراني والضغوط الغربية، وتحديداً الأميركية، دخلت مرحلة جديدة أساسها الملف النووي، وموضوعها الصواريخ التي اختبرت إيران أحدها أخيراً، عندما أطلقت صاروخاً الى الفضاء تمهيداً لإطلاق قمر اصطناعي. وقال وزير الداخلية الإيراني مصطفى بورمحمدي إن بلاده ليست بصدد التوسع العسكري، وليست من دعاة الحرب، مؤكداً أن العمل على تطوير بنيتها العسكرية هدفه دفاعي بحت. وكرّر موقف بلاده من أنها ليست في حاجة الى قنبلة ذرية، وقال:"ان التفوق العسكري لا يعد عاملاً لاكتساب القوة في العالم".