يصل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى بيروت اليوم لاستئناف مساعيه لحل الأزمة السياسية في لبنان، فيما حذرت مصر من انزلاق الأوضاع إلى مواجهات في الشارع بفعل استمرار حال الفراغ القائمة وتكريسها. وعرض مدير مكتب موسى، السفير هشام يوسف، على الأمين العام نتائج زيارته لبنان ولقاءاته مع الساسة اللبنانيين، وقالت مصادر في الجامعة إن يوسف أشار إلى أن المعارضة ربطت قبولها المثالثة في حكومة الوحدة بعدم السماح للوزراء المفترض أن يسميهم رئيس الجمهورية بالتصويت عند الخلاف. وأوضحت أن موسى سيحدد النقاط التي ستطرح على النقاش في لقاءاته مع اللبنانيين وفقاً لما عرضه يوسف، لافتة الى أنه سيغادر بيروت قبل الثلثاء لحضور الاحتفال بتأسيس مؤسسة الشهيد ياسر عرفات الخيرية المقرر أن تستضيفه الجامعة. وقال موسى في تصريح أمس إن الاجتماع الرباعي الذي يضم إلى جانبه النائب سعد الحريري والرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل والنائب ميشال عون سيعقد في موعده اليوم، مضيفاً أنه سيتم خلال الزيارة استكمال محادثاته السابقة مع الأطراف اللبنانية المختلفة والبناء على ما تمت مناقشته من قبل. وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط التقى أمس النائب عن"اللقاء الديموقراطي"اكرم شهيب الذي صرح بأن محادثاته مع وزير الخارجية تناولت"الوضع الدقيق الذي يمر به لبنان"وسبل إنجاح المبادرة العربية لحل الأزمة في لبنان"والوصول إلى تنفيذ البند الأول فيها انتخاب الرئيس"، واصفاً المبادرة بأنها متكاملة. وقال شهيب إن"المحور السوري - الإيراني يسعى مع بعض حلفائه في الداخل لتعطيل هذه المبادرة وتعطيل انتخاب رئيس جمهورية في لبنان ومن هنا تأتي أهمية وضرورة التواصل مع الدول العربية الحاضنة للبنان وبالخصوص مصر والسعودية". ورداً على سؤال عن إعلان زعيم"حزب الله"السيد حسن نصر الله عزم الحزب الانتقام من إسرائيل لمقتل القيادي فيه عماد مغنية، وهل لبنان على استعداد لتحمل تكاليف حرب جديدة مع إسرائيل، قال شهيب:"لا أرى أن الوضع الدقيق الذي يمر به لبنان يسمح بقيام حرب جديدة في لبنان في الوقت الذي ما زلنا نضمد فيه جروح حرب تموز يوليو 2006"، مشدداً على أنه"لا يحق لأي شخص في لبنان أن يعلن منفرداً الحرب في الداخل أو على أي دولة خارجية، فموضوع قرار الحرب والسلم يجب أن يكون موضع اجماع الشعب اللبناني وقراراً للدولة اللبنانية وليس قرار ميليشيا أو حزب". ورداً على سؤال عما اذا كانت هناك بادرة أمل بانتخاب رئيس للبنان في الجلسة المقبلة للمجلس النيابي المقررة بعد غد الثلثاء، قال شهيب:"أتمنى ذلك كما نتمنى نجاح المبادرة العربية ولكن وفقاً لما يلوح في الأفق في ضوء ما نسمعه من خطب نارية، أعتقد بأن موضوع الرئاسة ما زال بعيداً". وأوضح شهيب أنه"لا يجوز في القرن الحادي والعشرين أن تكون هناك دولة تفكك مؤسساتها من قبل دولة مجاورة لها وهذا خارج إطار الإجماع العربي والقرار العربي الذي صدر عن وزراء الخارجية العرب في القاهرة في ما يتعلق بضرورة انتخاب رئيس للبنان". من جانبه، صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي بأن اللقاء"يأتي في إطار الحرص المصري على التشاور المستمر مع مختلف السياسيين اللبنانيين الذين يتواصلون مع مصر لشرح تطورات الأزمة اللبنانية وتبادل الرأي حول فرص واحتمالات تسويتها". وأوضح أن الوزير أبو الغيط استعرض مع النائب شهيب آخر مستجدات الأزمة في ضوء المواقف التي اتخذها فريقا الاكثرية والمعارضة، مضيفاً أن أبو الغيط أكد لشهيب أن مصر"لا تزال تأمل بتمسك الفرقاء اللبنانيين بما من شأنه الإنهاء السريع لحالة الفراغ في سدة الرئاسة في إطار تفعيل مؤسسات الدولة اللبنانية وعدم السماح بانزلاق الأوضاع إلى مواجهات في الشارع أو باستمرار حالة الفراغ القائمة ولا بتكريسها من خلال بعض السيناريوات المطروحة". وأضاف زكي أن"أبو الغيط أكد لشهيب أيضاً أن مصر مستمرة في مساندة الدولة اللبنانية والمؤسسات اللبنانية وفي تشجيعها للسياسيين اللبنانيين في إطار حرصها على دعم سيادة لبنان والحفاظ على استقلال هذا البلد العربي الفريد".