قبل محادثاته المهمة مع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، التقى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في القاهرة أمس نائب"اللقاء الديموقراطي"اللبناني أكرم شهيب، كما تسلم رسالة وكذلك الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى من رئيس الهيئة التنفيذية لپ"القوات اللبنانية"سمير جعجع، حملها النائب انطوان زهرا يرافقه جوزيف نعمة. وسيطر موضوع الاستحقاق الرئاسي في لبنان على محادثات المبعوثين اللبنانيين مع المسؤولين المصريين وفي الجامعة العربية. وأكد أبو الغيط"ضرورة احترام الدستور اللبناني ودور المؤسسات الدستورية اللبنانية في الوصول إلى الاستحقاق الرئاسي الذي يواجه البلاد في الفترة المتبقية". وحمل شهيب سورية مسؤولية تعطيل مبادرة موسى، وقال"إن المبادرة العربية لا تزال موجودة وإنما الضغوط السورية على بعض الأطراف اللبنانية عطلتها حتى الساعة"، فيما أكد زهرا عقب لقائه موسى أن"انتخاب رئيس للبنان بأغلبية النصف زائداً واحداً لن نلجأ إليه إلا في حال استحالة التجاوب مع نيتنا في التفاهم الوطني". وقال:"سمير جعجع والقوات اللبنانية ليس لديهما مرشح لمنصب رئيس الجمهورية". وعقب لقائه أبو الغيط قال شهيب:"لبنان يمر اليوم بظرف دقيق وصعب... لذلك كان التشاور مع مصر ضرورياً بالنسبة إلينا تأكيد ثوابت الاستقلال والسيادة والحرية.... التي اتفقنا عليها على طاولة الحوار وفي النقاط السبع والمحكمة الدولية"، مضيفاً:"نحن على مشارف انتخابات رئاسية في لبنان ستجرى في مواعيدها الدستورية وبالطرق الدستورية لذا لا بد من التشاور مع أصدقاء لبنان ومع من هم حريصون على استقرار لبنان وبقائه الدولة المستقلة الحرة". وعن إمكان الوصول لاتفاق في ظل مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال شهيب:"نحن مع كل المبادرات الهادفة إلى وحدة لبنان، ومع أي مبادرة تؤمن ما اتفقنا عليه على طاولة الحوار وفي النقاط السبع وتأمين تنفيذ القرارات الدولية". ووصف مبادرة موسى بأنها"الوحيدة الجدية لمساعدة لبنان". ورداً على سؤال بشأن الانتخابات الرئاسية، قال:"الدستور واضح والأكثرية النيابية موجودة... نحن سنذهب إلى المجلس النيابي في الأوقات المحددة... ولن نصل إن شاء الله إلى فراغ". في غضون ذلك، تسلم موسى في مقر الجامعة رسالة خطية من جعجع حملها زهرا. وقال مدير مكتب موسى السفير هشام يوسف إن الرسالة"تناولت تطورات الأوضاع في لبنان وتصورهم لحل الأزمة". من جانبه، نقل زهرا عن موسى"تفهمه وحرصه على مساعدة كل الفرقاء اللبنانيين والتواصل والتوصل وبأسرع وقت ممكن إلى التفاهمات التي تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية توافقي كأولوية قصوى وضرورة حماية الاستحقاق الانتخابي واحترام مواعيده الدستورية كبديل من عدم التوافق في حال استحالته. وأضاف:"أبلغنا موسى حاجة لبنان إلى اتصالات الجامعة وأمينها العام مع كل الأطراف الإقليمية والمحلية لتسهيل حلحلة الأزمات السياسية المتلاحقة في المرحلة الأخيرة وحل القضية وتحييد وتخليص لبنان من أن يكون ساحة لصراعات الآخرين". وعقب لقائه أبو الغيط قال زهرا:"الوفد لمس اهتماماً جدياً من السياسة الخارجية المصرية بالاستقرار في لبنان ومستقبله الواعد، وانتباهاً كبيراً للمخاطر التي تحيط بالوضع اللبناني الحالي". وأضاف أن وفد"القوات"قدم رؤيته للوضع في لبنان التي لا تنفصل بأي حال من الأحوال عن الرؤية الكاملة لقوى الرابع عشر من آذار". وزاد زهرا"طلبنا من الجانب المصري ممارسة تأثيره على الأطراف اللبنانية لعدم التورط في افتعال ما يعرقل إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده"، وأضاف:"نقلنا رؤية تصر على الحوار الوطني الداخلي وصولاً إلى توافق على رئيس الجمهورية يلتزم المبادئ الوطنية التي تعتنقها قوى 14 آذار والتي تصب في مصلحة كل اللبنانيين والتي يمكن وضعها في إطار الالتزام باتفاق الطائف والقرارات الدولية وبإجماع الحوار الوطني لعام 2006 في المجلس النيابي اللبناني". وقال:"هذا هو توجهنا في انتخابات رئاسة الجمهورية وإذا لم نوفق في الحوار للوصول إلى رئيس توافقي على هذا الأساس فإن الغالبية النيابية اللبنانية تحتفظ بحقها في إيصال رئيس بحسب الدستور وفي الموعد الدستوري قبل انقضاء الولاية الدستورية الحالية للرئيس اللبناني". وشدد على انه سيكون للأكثرية مرشح واحد وپ"سيلتزم به الجميع". من ناحيته، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في مصر حسام زكي إن لقاءي الوزير مع المبعوثين اللبنانيين،"يأتيان في إطار الاتصالات المستمرة التي يطلع بها الوزير أحمد أبو الغيط مع مختلف الأطراف اللبنانية التي تسعى للتواصل مع مصر بهدف تبادل الرأي ووجهات النظر حول تطورات الأوضاع ذات الصلة بالأزمة اللبنانية"، موضحاً أن"تلك الاتصالات واللقاءات ستزداد وتتكثف خلال المرحلة المقبلة في ضوء اقتراب مواعيد الاستحقاقات التي تواجه لبنان".