بحث وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ونظيره الفرنسي برنار كوشنير والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، في الاستحقاق الرئاسي في لبنان والحيلولة دون انزلاق الوضع إلى الفوضى. وسئل أبو الغيط خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر وزارة الخارجية عن أسباب الركود في المحور العربي الثلاثي السعودي - السوري - المصري فأجاب:"الحرب اللبنانية - الإسرائيلة من ناحية والوضع اللبناني من ناحية أخرى، أديا إلى رؤى مختلفة في كيفية التعامل". ونفى أن يكون هناك حديث عن استضافة مصر القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في شهر آذار مارس، وقال رداً على سؤال حول ما إذا كانت مصر ستستضيف القمة"لا نبحث في هذا الموضوع ولا يجب أن نتناول هذا الأمر بأي حال من الأحوال". وأوضح أبو الغيط ردا على سؤال عن العلاقات بين القاهرة ودمشق:"هناك علاقة لا شك فيها بين مصر وسورية لأن سورية من وجهة نظر مصر عنصر أساسي للاستقرار في هذا الإقليم، ومصالح سورية يجب أن تحظى برعاية مصر"، وأضاف:"وعلى الجانب الآخر لا يجب أن يسمح طرف عربي لقوى خارجية أن تؤثر على بعض الأوضاع في هذا الإقليم بشكل يضر بالمصالح العربية في مجملها من وجهة نظر مصر". وحول ما إذا كان المثلث المصري - السوري - السعودي يمكن أن يعود مرة أخرى، قال أبو الغيط إن"هذا المثلث لا يختفي، والدول الكبيرة والوحدات الرئيسية في هذا الإقليم موجودة وتتعامل مع بعضها البعض بهذا القدر من الاحترام والتعاون والتنسيق والتفاهم، وقد يتوقف جهد لبعض الوقت ولكن ذلك لا يعني انزواءه". وعبر أبو الغيط عن أمله في أن"ينجح القادة اللبنانيون الذين يتعين عليهم أن يسعوا للحفاظ على استقرار لبنان وأمنه ومستقبله"، وقال إن"الكثير يقع في يد القادة وفي يد الجماعات والتوجهات اللبنانية الداخلية". ونبه إلى أن"القوى الخارجية تسعى للحفاظ على مصالحها أو ما تتصوره مصالحها، ولكن على اللبنانيين أن يعزلوا المصالح الأجنبية عن تحركاتهم الداخلية"، آملاً في أن"تشهد الأسابيع القليلة المقبلة تقدماً"، ورأى أن"الأمر لا يزال يحتاج للمزيد من المناقشات العربية - العربية وبمساعدة من الأمين العام للجامعة العربية لمحاولة بذل الجهد للسيطرة على هذا الوضع وتحقيق الهدف من انتخاب الرئيس وما يتبعه من مشكلة حكومة وبالتالي يمضي لبنان في طريقه مثلما عهدناه". وكان أبو الغيط وكوشنير الذي يقوم بزيارة خاصة لمصر، تلاقيا أول من أمس في أحد فنادق القاهرة. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي إن اللقاء"تناول الوضع الفلسطيني ? الإسرائيلي، وخصوصاً في ضوء استمرار الجانب الإسرائيلي في عدم الالتزام بالتجميد الكامل للنشاط الاستيطاني وأثر ذلك على فرص تحقيق تقدم في الحوار الفلسطيني - الإسرائيلي على النحو الذي يريده ويشجعه المجتمع الدولي". وأوضح أن الوزيرين"تناولا الأوضاع اللبنانية في ضوء التطورات الأخيرة"، مشيراً إلى أن"موسى انضم إلى الاجتماع، حيث تم بحث أساليب تناول الأزمة اللبنانية في إطار من الرغبة في الحفاظ على استقرار لبنان واستقلاله والحيلولة دون انزلاقه إلى وضع قد يتسم بالفوضى أو بالمزيد من التوتر".