بدأ "حزب الشعب" الباكستاني بزعامة آصف علي زرداري مشاوراته مع قوى المعارضة الفائزة بالانتخابات الاشتراعية الاثنين الماضي، لتشكيل ائتلاف حكومي والاتفاق على مرشح الحزب لرئاسة الحكومة المقبلة. راجع ص 8 ورشح زرداري قبل الانتخابات نائبه في رئاسة"حزب الشعب"مخدوم فهيم لتشكيل حكومة، لكن قوى داخل الحزب وخارجه، طرحت أسماء قياديين آخرين بينهم محمود قرشي أحد المقربين سابقاً من رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو، وهو شغل حقيبة وزارية في حكومتها الثانية، كما طرح اسم سيد رضا جيلاني الذي رأس البرلمان خلال حقبة هذه الحكومة. واقترح رئيس الوزراء السابق نواز شريف زعيم حزب"الرابطة الإسلامية"الذي حل ثانياً في الانتخابات، تولي عضو"حزب الشعب"اعتزاز أحسن منصب رئيس الوزراء، باعتباره يقود احتجاجات المحامين للمطالبة بتنحي الرئيس برويز مشرف عن السلطة، وإعادة القضاة الذين عزلهم لدى فرضه حال طوارئ نهاية العام الماضي. وقال بابر أعوان عضو اللجنة المركزية في"حزب الشعب"ل"الحياة"إن"فهيم يعتبر الأكثر قبولاً لدى الحزب والاطراف الأخرى في المعارضة، لكنه لم يعتمد بعد مرشحاً رسمياً". وتزعّم فهيم"حزب الشعب"طيلة فترة نفي بوتو بين عامي 1998 و2007، وقاده في انتخابات العام 2002، وتلقى في حينه عرضاً من الرئيس مشرف لرئاسة الحكومة لتجنب انشقاق داخل"حزب الشعب". ويعتبر فهيم أحد السياسيين الذين لم يعادوا سائر الأحزاب ولم يحاول الاصطدام مع مشرف حتى كلامياً، على رغم أنه كان ينوي منافسته في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في تشرين الاول أكتوبر الماضي، قبل أن يسحب ترشيحه احتجاجاً على خوض مشرف المعركة في ظل احتفاظه بمنصبه العسكري. وعلى رغم إعلان"حزب الشعب"و"الرابطة الإسلامية - جناح شريف"اتفاقهما على تشكيل ائتلاف حكومي، كشفت مصادر مقربة من شريف ل"الحياة"ان الرابطة قد لا تشارك بأي وزير في الحكومة المقبلة، بسبب رفضها العمل في ظل رئاسة مشرف، لكن شريف تعهد تقديم دعم برلماني لأي حكومة يشكلها أنصار بوتو. ويتوقع أن يطرح شريف أسماء نواب مستقلين وآخرين ينتمون الى أحزاب حليفة له، على غرار الحزب القومي البشتوني في بيشاور وحركة المهاجرين القومية للمشاركة في الحكومة، كي يجبرها على اتخاذ قرار إعادة القضاة المعزولين والعمل لتنحية مشرف. وفي مقال نشرته صحيفة"واشنطن بوست"أمس، أكد مشرف ان بلاده تحتاج الى مساعدة دائمة من الولاياتالمتحدة للتغلب على الإرهاب والتشدد، وبناء حكومة ديموقراطية فاعلة. وكتب الرئيس الباكستاني:"أطلب من الأميركيين ان يتذكروا ان بناء ديموقراطية مسألة صعبة في بلد مركب مثل باكستان، بعد قرون من الانقسامات الإقليمية والإقطاعية والتشدد الدموي". وأضاف:"بما اننا نشارك الولاياتالمتحدة في اهداف هزيمة الإرهاب والتشدد، وبناء حكومة ديموقراطية وفاعلة، وخلق مؤسسة صلبة لنمو اقتصادي دائم، فالأكيد اننا نستطيع تنفيذ تلك الأهداف". ميدانياً، تجدد العنف في إقليم وادي سوات القبلي شمال غربي، حيث انفجرت قنبلة زرعت على طريق سلكها موكب لحفلة زفاف قرب بلدة ماتا، ما أسفر عن مقتل 13 شخصاً على الأقل.