بعد ثلاثة أيام على اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو، اختار حزب الشعب الذي كانت تتزعمه، نجلها بلاوال رئيساً جديداً له. ودعا الحزب الى لجنة تحقيق دولية في مقتل زعيمته، كما حض الزعيم المعارض نواز شريف على المشاركة في الانتخابات، مطالباً بأن تجرى في موعدها المقرر في 8 كانون الثاني يناير المقبل. راجع ص 7 واختير بلاوال بوتو زرداري 19 عاما رئيساً للحزب خلافاً لوصية والدته التي كانت رشحت زوجها آصف علي زرداري لخلافتها في هذا المركز. والتف اقطاب الحزب على الوصية، باختيار الاخير"رئيساً مشاركاً"، وذلك"حفاظاً على وحدة الحزب"، بحسب ما قال عدد من قيادييه. وجاءت مطالبة الحزب بإجراء الانتخابات في موعدها، بعد تلميح الحزب الحاكم الموالي للرئيس برويز مشرف الى ان تأجيل الاستحقاق"امر واقعي"، في ظل الظروف السائدة بعد اغتيال زعيمة المعارضة. وتجاوباً مع طلب حزب الشعب، اعلنت"الرابطة الاسلامية"بزعامة شريف استعدادها لإعادة النظر في قرارها السابق مقاطعة الانتخابات. وبعد اختياره رئيساً لحزب الشعب، اقسم بلاوال بوتو على الانتقام لاغتيال والدته ب"النضال من اجل تحقيق الديموقراطية". وقال في مؤتمر صحافي مع والده في منزل الاسرة في نوديرو جنوبباكستان:"كانت والدتي تقول دائماً ان الديموقراطية هي افضل انتقام". في غضون ذلك، أكد زوج بوتو أن الحزب لن يقبل بنتائج التحقيق الذي تجريه حكومة مشرف، وحض الأممالمتحدة والولايات المتحدة على دعم طلب الحزب تشكيل لجنة تحقيق دولية على غرار تلك التي تحقق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري. ويضع هذا الطلب حكومة مشرف في موقف حرج، بعد إعلانها عدم قبول أي لجان تحقيق من خارج البلاد. ورفض زرداري اقتراح الحكومة نبش قبر بوتو لتشريح جثتها، من اجل تحديد اسباب الوفاة. في الوقت ذاته، اكد زرداري ضرورة استعادة الديموقراطية في باكستان"كما كانت تطالب بينظير التي لم تعبأ بتهديدات الإرهابيين إلى أن ضحت بحياتها". وتوعد بمحاسبة الذين وصفهم بأنهم في السلطة و"نهبوا أموال الشعب"الباكستاني، مؤكداً أن حزب الشعب ليس ضد الجيش الباكستاني ولكنه ضد من"يستغلون الجيش لتحقيق مآربهم في البقاء في السلطة وتحقيق أطماعهم في الهيمنة على باكستان". وبتولي زرداري ونجله قيادة الحزب، يتوقع افول نجم مخدوم أمين فهيم نائب رئيس الحزب والذي تولى قيادته خلال فترة غياب بينظير بوتو عن باكستان لثماني سنوات متواصلة، قبل عودتها من المنفى اواسط الشهر الماضي. وفي وقت حرص البيت الابيض على عدم التعليق على امكان تأجيل الانتخابات في باكستان معتبراً ان هذا القرار يعود الى الباكستانيين، اعلن الناطق باسم الرئاسة الفرنسية دافيد مارتينون، ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي"يرى ان الرد المناسب على اغتيال بوتو يكمن في الحفاظ على مبدأ الانتخابات العامة في تاريخ تحدده السلطات الباكستانية المعنية لاحقاً". وأشار مارتينون الذي يرافق ساركوزي في زيارته مصر الى ان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير سيتوجه الى إسلام آباد"في غضون 48 ساعة"، بناء لطلب الرئيس نيكولا ساركوزي الذي اجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الباكستاني. ونقل الناطق باسم ساركوزي عنه تأكيده ان"مسؤولية"الحكومة في اجراء تحقيق معمق حول مقتل بوتو، فيما رأى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان بوتو كانت ضحية"الإرهاب الإسلامي المتطرف".