قررت الحكومة الباكستانية إسقاط كل التهم الموجهة الى رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو، لتمكينها من العودة الى البلاد والمشاركة في الانتخابات. وتزامن هذا القرار الذي يمهد لتحالف بين بوتو والرئيس برويز مشرف، مع استقالة 80 من النواب المعارضين في محاولة لعرقلة إعادة انتخابه لولاية ثانية، لكن بوادر انقسامات داخل المعارضة حالت دون استقالات واسعة. وتمهيداً لتنفيذ تعهده التنحّي عن قيادة الجيش لدى إعادة انتخابه رئيساً، عيّن مشرف مدير الاستخبارات الجنرال أشفاق برويز كياني نائبا لقائد الجيش، خلفاً للجنرال أحسن حيات الذي سيتقاعد غداة الانتخابات الرئاسية السبت المقبل، ما يشير الى قرب تولّي كياني القيادة. ويحظى الأخير بثقة الرئيس، ما يضمن التعاون بينهما، كما يحظى بثقة القيادة الأميركية لتعاونه معها في"الحرب على الإرهاب"، ولتوجّهاته العلمانية التي تتوافق مع توجهات مشرف. وأعلن وزير السكك الحديد شيخ رشيد أحمد ان الحكومة وافقت في اجتماع رأسه رئيس الوزراء شوكت عزيز، على إسقاط الاتهامات الموجهة الى بوتو، والمتعلقة بالفساد خلال توليها رئاسة الوزراء في التسعينات من القرن العشرين. وأشار أحمد الى أن الحكومة ما زالت تواجه تحفّظات داخلها عن تعديل بند في الدستور يتيح لبوتو تولي رئاسة الوزراء لفترة ثالثة، وهو الشرط الذي وضعته لإبرام اتفاق مع مشرف لتقاسم السلطة. وانشق حزب"الشعب الباكستاني"بزعامة بوتو عن المعارضة بعدما رفض نوابه الاستقالة، فيما تخطط زعيمته للعودة الى البلاد في 18 الشهر الجاري، لخوض الانتخابات الاشتراعية المقبلة. ورشّح حزب"الشعب"للرئاسة زعيمه الحالي مخدوم فهيم أمين وفريال زرداري شقيقة آصف زرداري زوج بوتو، فيما اعتبره مراقبون"ترشحاً صورياً"لإكساب الانتخابات طابعاً تنافسياً. وانهال قادة المعارضة على بوتو بالانتقادات بعدما أبدت استعدادها، في حال توليها رئاسة الوزراء، للسماح للقوات الأميركية بشن غارات جوية وعمليات مطاردة داخل باكستان في إطار"الحرب على الإرهاب". ورأى قاضي حسين أحمد ان بوتو تحاول إكمال ما بدأه مشرف في اطار"بيع سيادة باكستان"، فيما وصف عمران خان موقفها بأنه محاولة ل"تسويق نفسها"لدى الإدارة الأميركية التي رعت المفاوضات بينها وبين مشرف لتقاسم السلطة بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة. في غضون ذلك، قدم 80 من نواب ائتلاف"الأحزاب الديموقراطية"المعارض، استقالاتهم من البرلمان في محاولة لنسف نصاب جلسة إعادة انتخاب مشرف. ويضم الائتلاف تحالف الأحزاب الدينية وحزب"الرابطة الاسلامية"بزعامة نواز شريف وحركة"الإنصاف"بزعامة نجم الكريكيت السابق عمران خان، وعدداً من الأحزاب الصغيرة. وأرجأ تحالف الجماعات الدينية استقالة نوابه، بعدما نجح الحزب الحاكم في إعاقة حل برلمان بيشاور الذي تسيطر عليه الجماعات الدينية. ويتطلب النصاب الدستوري لانتخاب الرئيس حضور غالبية أعضاء البرلمان الفيديرالي وبرلمانات الأقاليم الأربعة في باكستان.