رأت مصادر فرنسية مهتمة بالملف النووي الإيراني، في قراءة لما يجري بين إيران والأسرة الدولية، أن الجانب الإيراني يضع فرنسا في طليعة المتشددين على صعيد هذا الملف. وقالت إن إيران تربط بين هذا الملف وقضايا المنطقة التي تهم فرنسا وفي طليعتها لبنان، في حين أن فرنسا تفصل بين الموضوعين كلياً. وأوضحت أن إيران تريد مقايضة تسهيلها للأمور في لبنان بتساهل الأسرة الدولية معها حيال ملفها النووي. وذكرت أنه كلما تحاور وزير الخارجية برنارد كوشنير مع نظيره الإيراني منوشهر متقي حول مواضيع مختلفة، يضع الأخير شرطاً على كوشنير زيارة طهران لتناول هذه المواضيع، وهو ما يرفضه كوشنير،"ولذا فإن المحادثات الإيرانية ? الفرنسية حول لبنان لم تستمر ولم تعط نتيجة". وكشفت المصادر نفسها عن أن مدير وكالة الطاقة النووية الدولية محمد البرادعي سيصدر تقريره اليوم أو الإثنين المقبل على أبعد تقدير، وكان أجرى أخيراً محادثات في فرنسا أسفرت عن بعض التباين في وجهات النظر. وأوضحت أن"البرادعي يعتبر أن إيران تعاونت وأعطت أجوبة على أسئلة عن نشاطاتها الماضية في مجال التخصيب، وفرنسا تريد أجوبة عن نشاطاتها الحالية إذ انها أصبحت على وشك تطوير سلاح نووي بعد تطويرها لأكثر من ثلاثة آلاف جهاز للطرد المركزي، ما يؤكد نياتها بالتخصيب لأسباب عسكرية". وقالت إن البرادعي حريص على استمرار تعاون إيران مع الوكالة، لتتمكن الأخيرة من مراقبة نشاطات إيران"لأنها إذا انسحبت من معاهدة حظر انتشار السلاح النووي، قد تقوم بنشاطات غير مضبوطة من دون أي مراقبة". وقالت المصادر ان إيران وسورية تسعيان لدى كل المهتمين بالموضوع اللبناني مثل فرنسا والإدارة الأميركية وأوروبا، لمقايضة تسهيل الأمور في لبنان، بالتساهل حول الملف النووي وإلغاء المحكمة الدولية وتفويض سورية مجدداً بالهيمنة على لبنان وهذا غير مقبول دولياً وعربياً". وذكّر الناطق باسم الرئاسة الفرنسية دافيد مارتينون بأن الرئيس نيكولا ساركوزي أعلن خلال زيارته القاهرة انه استخلص نتائج المبادرة التي قام بها إزاء سورية عندما أرسل الأمين العام للرئاسة كلود غيان ومستشاره الديبلوماسي جان دافيد ليفيت الى دمشق للتباحث مع القيادة السورية، حول انتخاب رئيس توافقي في لبنان. وقال:"اليوم ليس هناك اتصال مباشر مع القيادة السورية وان ساركوزي يعتبر أن كان عليه القيام بمحاولته، ويرى اليوم انه ينبغي تأييد المبادرة العربية كلياً"لأنها أفضل السبل لحلحلة التعطيل في لبنان وهي مستوحاة من أفكار فرنسية كانت فرنسا بنت عليها مبادرتها".