دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إلى "إبداء إشارات" مشجعة قبل مؤتمر السلام المقرر في الولاياتالمتحدة قبل نهاية العام، وطالبه بتقديم مبادرات"مبتكرة"للتوصل إلى حل للقضية. لكن الناطق باسم الرئاسة الفرنسية دافيد مارتينون رفض توضيح طبيعة"الإشارات"المطلوبة. وقال مارتينون عقب اللقاء في قصر الاليزيه أمس، إن ساركوزي وأولمرت ناقشا وضع القدس وقضية اللاجئين الفلسطينين وقضايا أخرى. ونقل عن الرئيس الفرنسي قوله:"طالما أن أمن إسرائيل مضمون، يتعين عليها أن تظهر ابتكاراً وتبدي بعض الإشارات"المشجعة للسلام. ولم يدل أولمرت الذي يلتقي ساركوزي للمرة الأولى منذ توليه منصبه في الربيع الماضي، بأي تصريح. وقال مصدر فرنسي مطلع ل"الحياة"إن رغبة الجانب الإسرائيلي في إعطاء الأولوية للملف النووي الإيراني خلال المحادثات لم تحل دون مناقشة إعادة إحياء مسيرة السلام والموضوع اللبناني والعلاقات الثنائية. وأشار إلى أن ساركوزي أكد ضرورة استمرار العمل في إطار مجلس الأمن وعلى مستوى الاتحاد الأوروبي، من أجل التوصل إلى عقوبات إضافية على إيران. وأضاف أن أوروبا تنتظر على هذا الصعيد التقريرين اللذين سيقدمهما مدير وكالة الطاقة الذرية الدولية محمد البرادعي ومنسق السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا. وفي ما يتعلق بالتحضيرات لمؤتمر السلام، أشاد الجانب الفرنسي بتكثيف المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي و"مرحلة العمل الملموس"التي بدأت بينهما. ولفت المصدر إلى أن فرنسا"ترغب في أن يؤدي المؤتمر المقبل إلى نقاش حول حل شامل، وأن لا يكتفي بإعلان نيات، ولذا فإنه لا بد من التشجيع على اتخاذ كل ما أمكن من إجراءات لبناء الثقة وتعزيز السلطة الفلسطينية". وكان ساركوزي أكد خلال زيارته لشبونة الجمعة الماضي، أنه سيقول لأولمرت إن الوقت حان لتحقيق السلام والمجازفة من أجل أن يكون دائماً، مؤكداً أن هذا ما كان أبلغه لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال لقائهما على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. والتقى أولمرت رئيس الحكومة الفرنسية فرانسوا فيون، ثم غادر باريس متوجهاً إلى لندن حيث يلتقي رئيس الحكومة غوردون براون. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن الناطقة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي ميري ايسين أن أولمرت سيلتقي نظيره التركي رجب طيب أردوغان اليوم في لندن. ولم ترد أي تفاصيل حول مضمون اللقاء الذي أضيف في اللحظة الأخيرة على جدول أعمال أولمرت.