سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ألمانيا تعترف بالدولة الجديدة وبريطانيا تعين سفيراً والاتحاد الأوروبي يبدأ "مواكبة الاستقلال" . بلغراد تحشد لپ"تظاهرة المليون" اليوم تتويجاً للاحتجاجات على انفصال كوسوفو
تسعى السلطات في كوسوفو الى ترسيخ الحياة الطبيعية في الدولة الوليدة وتحقيق الاستقرار والحصول على الاعتراف الدولي والتسريع في إصدار القوانين التي تظهر الإنجازات وتوفر ثقة المواطنين بأن دولتهم تسير باتجاه الديموقراطية والرفاه والتزام المعايير التي تؤهلها الانضمام الى الاتحاد الأوروبي. وفي المقابل، يواصل الصرب داخل كوسوفو وخارجها، التأكيد على ان هذه"الدولة المفتعلة لاغية وباطلة ونهايتها قريبة"، لأنها أُعلنت من خلال مصالح خارجية"معادية للصرب"من دون ان تتمتع بأي سند قانوني محلي أو دولي. واعترفت ألمانيا بپ"دولة كوسوفو المستقلة"بعد اجتماع الحكومة في برلين امس، فيما عينت بريطانيا سفيراً لها في بريشتينا هو ديفيد بلانت، لتكون بذلك الدولة الأولى التي تباشر العلاقات الديبلوماسية مع"كوسوفو المستقلة". وبدأ الهولندي بيتر فيت مهمته رئيساً للمكتب المدني الدولي للاتحاد الأوروبي لمواكبة استقلال كوسوفو، على رغم معارضة موسكو المتواصلة لهذه الخطوة"غير الشرعية". وأعلنت حكومة كوسوفو انها"أعدت مجموعة من القوانين الاقتصادية والاجتماعية، وسترفعها الى البرلمان بعد إكمال مصادقته على المشاريع العشرة المقدمة إليه". وأفادت الصحف الصادرة في بريشتينا امس، ان عدد الدول التي اعترف باستقلال كوسوفو بلغ نحو عشرين، بعدما اعترفت ألمانيا وأستراليا وكوستاريكا وألبانيا وتايوان. واستأنف تلفزيون بريشتينا بث برامجه العادية، عوضاً عن الأناشيد والأغاني الوطنية التي كان يقدمها قبل إعلان الاستقلال، ومواصلاً البرامج المنوعة ونشرات الأخبار في أوقاتها الاعتيادية. وبعد المحادثات التي أجراها ممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا مع رئيس كوسوفو فاتيمير سيديو ورئيس حكومته هاشم تاتشي، أعلن فيت انه بدأ مهمته كممثل للاتحاد الأوروبي، وقال:"أقمنا مكتب الممثل المدني الدولي". وأضاف للصحافيين بعد اجتماعه مع سيديو:"سنقدم النصح الى الحكومة في شأن تطبيق بنود خطة المبعث الدولي السابق مارتي اهتيساري، خصوصاً في شؤون الأمن وقضايا الأقليات العرقية لا سيما الصربية، وأنا واثق من اننا بالتعاون مع الحكومة يمكن ان نقدم مؤشرات الى صرب كوسوفو الى ان في إمكانهم البقاء في هذا البلد، والعمل مع المواطنين الآخرين من اجل مستقبل الجميع". وأضاف في تصريحه الذي بثه تلفزيون بريشتينا:"أؤكد ان مهمة الاتحاد الأوروبي ستكون من اجل كل كوسوفو، وآمل ان يغيّر الصرب موقفهم من البعثة الأوروبية، وأن يعلموا بأننا لن نلحق ضرراً بأحد، ولا داع للخوف منا وسنصون حقوقهم ونوفر كل الخير لهم". وقال سيديو ان"البعثة الأوروبية ستقدم مساعدات كبيرة لكوسوفو، في سبيل ان تمر فترة التغيير بسرعة، ومن أجل خطوات عاجلة للتقدم نحو الاتحاد الأوروبي بما يفيد كل مواطني كوسوفو". وسيتولى فيت رئاسة المكتب المدني للاتحاد الأوروبي، منهياً بذلك مهمة بعثة الأممالمتحدة التي كانت تتولى إدارة كوسوفو منذ 1999، وسيكون الجنرال الفرنسي ايف دو كرامبون قائد البعثة الأمنية الشرطة والقضاء التابعة للاتحاد والمؤلفة من حوالى ألفي عنصر، وستكون هناك فترة انتقالية مدتها حوالى اربعة اشهر لاستلام مهمات الإدارة الدولية وحلف شمال الأطلسي. واعتبرت روسيا، المعارضة لاستقلال كوسوفو، امس، ان البعثة الأمنية للاتحاد الأوروبي"ليس لها أي اساس شرعي". في غضون ذلك، اتهم قائد القوات الدولية كفور في كوسوفو كزافييه بوت دو مارناك امس، المسؤولين المحليين الصرب في شمال كوسوفو بپ"تنظيم الهجمات التي حصلت على مركزين حدوديين بين كوسوفو وصربيا". وأبلغ الصحافيين في بريشتينا، بعد اجتماعه مع الرئيس سيديو ورئيس الحكومة تاتشي ان"قسماً من المسؤولين المحليين الصرب يتحملون مسؤولية كبيرة بإشراكهم أطفالاً ونساء في الهجوم على المركزين وتعريض حياتهم للخطر". وأضاف ان"على هؤلاء المسؤولين، التفكير ملياً بمسؤولياتهم عندما يطلقون هذا النوع من التظاهرات". وتابع قائد"كفور"قائلاً:"أريد ان أبلغ الجميع، ان يكونوا مدركين تماماً مدى تصميمي في الحفاظ على الأمن اينما كان في كوسوفو، وينبغي ألا يساور أحداً الشك في تصميمي". وكان أكثر من ألف صربي غاضبين هاجموا أول من أمس، المركزين الحدوديين ودمّروا محتوياتهما، وأغلقت القوات الدولية المركزين ومنعت الحركة عبرهما أمس. احتجاجات مستمرة وتواصلت التظاهرات في تجمعات صرب كوسوفو أمس، وعثرت قوات"كفور"على عبوة ناسفة في الشطر الشمالي من مدينة ميتروفيتسا وأبطلت مفعولها. كما تواصلت التظاهرات وأعمال التخريب في مدن صربيا، على رغم دعوة الرئيس بوريس تاديتش ورئيس الحكومة المواطنين بالهدوء. وذكرت المصادر الصحافية انه اصيب خلال تظاهرات صربيا 51 شرطياً و34 مواطناً بجروح مختلفة ودُمّر اكثر من عشرة مطاعم"مكدونالد". ودعت أحزاب"الديموقراطي"بقيادة الرئيس تاديتش وپ"الديموقراطي الصربي"بزعامة رئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا وپ"الراديكالي"برئاسة توميسلاف نيكوليتش بعد اجتماع مشترك أمس، الى تظاهرة جماهيرية تحت شعار"من أجل صربية اقليم كوسوفو"في بلغراد اليوم. وتوقعت وسائل الإعلام الصربية ان يشترك في التظاهرة اكثر من مليون شخص. وأعلنت اليوم عطلة عامة لإتاحة الفرصة لكل المواطنين في أنحاء صربيا للقدوم الى بلغراد والمشاركة في التظاهرة.