وجه رئيس حكومة كوسوفو هاشم تاتشي امس، طلباً رسمياً الى حكومات العالم من أجل الاعتراف باستقلال الإقليم، وقال:"ننتظر بثقة بدء الاعترافات الدولية في الساعات المقبلة". في المقابل، التقى وزير الخارجية الصربي فوك يريميتش السفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية المعتمدين في بلغراد، وأبلغهم ان"استقلال كوسوفو غير شرعي وينتهك قرار مجلس الأمن ال1244 الذي يعتبر كوسوفو إقليماً داخل جمهورية صربيا، اضافة الى ان هذا الاستقلال يتنافى مع سيادة الدول ووحدة اراضيها". ورحبت ألبانيا على لسان رئيس حكومتها صالح بريشا بإعلان استقلال كوسوفو، معتبراً 17 شباط فبراير يوم"الولادة الجديدة"لهذا الإقليم. وتوقع تلفزيون بلغراد ان تكون ألبانيا الى جانب كرواتيا"الدولتين البلقانيتين اللتين تعترفان باستقلال كوسوفو، في حين ان دول المنطقة الأخرى، إما أعلنت رفضها الاعتراف بلغاريا ورومانيا واليونان والبوسنة والجبل الأسود أو التزمت الصمت مقدونيا. ورجحت مصادر إعلامية في بلغراد قطع علاقاتها مع ألبانيا بعد اعترافها بكوسوفو وخفض العلاقات الى ادنى مستوى مع كرواتيا". ومن بين الدول التي امتنعت عن الاعتراف بالدولة الجديدة: اندونيسيا وإسبانيا وتشيخيا وسريلانكا وسلوفاكيا وقبرص"، نظراً الى ان هذه الدول تعاني حركات انفصالية، اضافة الى دول أخرى تملك المشكلة نفسها وتتجنب الاعتراف"على رغم الضغوط الأميركية لها". وتوقع الإعلام الصربي ان يعترف العديد من الدول الغربية والإسلامية باستقلال كوسوفو عاجلاً أم آجلاً، ومن بينها اليابان وتايوان بلغراد لا تعترف بها واستراليا وسلوفينيا والدنمارك وهولندا ولوكسمبورغ وسويسرا وإيرلندا والنمسا، إضافة الى الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا التي يتوقع ان تعترف سريعاً. ودان برلمان صرب البوسنة الكيان الصربي إعلان استقلال كوسوفو الذي"سيؤدي الى تصعيد التوترات في منطقة البلقان، ومناطق أخرى من العالم". واعتبر الزعيم المسلم البوسني حارث سيلايجيتش أن إعلان استقلال كوسوفو"سيضر بالهدوء الذي يسود منطقة البلقان، وخصوصاً العلاقات العرقية داخل البوسنة". وألقى الرئيس الصربي بوريس تاديتش، كلمة في الجلسة التي عقدها مجلس الأمن ليل أول من امس، وهي الثانية خلال يومين للبحث في استقلال كوسوفو. ودعا تاديتش الأممالمتحدة الى الإيعاز الى رئاسة الإدارة الدولية لكوسوفو بإلغاء كل إجراءات الاستقلال وتبعاتها، لأنها تنتهك قرار مجلس الأمن الذي يعتبر المنطقة إقليماً ضمن اراضي صربيا. وكان المجلس اجتمع بناء على طلب روسيا وصربيا، وأخفق في ايجاد اتفاق بين اعضائه الدائمين في شأن مستقبل إقليم كوسوفو. وقال السفير البلجيكي لدى الأممالمتحدة يوهان فيربيكي في بيان باسم بلجيكا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وكرواتيا وألمانيا والولاياتالمتحدة:"نأسف لعدم تمكن مجلس الأمن من الاتفاق على الطريق للمستقبل، ولكن هذا المأزق كان واضحاً منذ اشهر كثيرة، وتمثل في اختتام عملية شرعية استنفدت، سعياً للتوصل الى نتيجة من خلال التفاوض". وحض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الصرب والألبان"على تجنب العنف أو أي بيان يمكن ان يعرّض السلام للخطر بعد إعلان اقليم كوسوفو الاستقلال". وأضاف ان بعثة الأممالمتحدة في كوسوفو يونميك ستبقى وستواصل اداء تفويضها بحسب قرار مجلس الأمن 1244 الذي أعطى الأممالمتحدة سلطة إدارة كوسوفو"في ضوء الظروف المتطورة". وتواصلت التظاهرات المنددة باستقلال كوسوفو في صربيا وتجمعات صرب كوسوفو امس. وقامت آلاف عدة من الطلبة الجامعيين بمسيرات في شوارع بلغراد، كما نظم صرب كوسوفو تظاهرات في الشطر الشمالي من مدينة ميتروفيتسا شمال غربي الإقليم ومدينة غراتشانيتسا جنوب شرقي بريشتينا، معلنة"رفض الاستقلال وبقاء إقليم كوسوفو، ضمن صربيا وعدم الاعتراف بأي حكومة يهيمن الألبان عليها في كوسوفو وتدعم الاستقلال". وكانت بلغراد شهدت ليل أول من امس تظاهرات صاخبة، ضد السفارتين الأميركية والسلوفينية التي ترأس الدولة الحالية للاتحاد الأوروبي وحاول المتظاهرون اقتحام السفارتين، ما ادى الى جرح 29 متظاهراً و17 شرطياً وصحافي واحد.