رفض الصرب من حيث المبدأ قرارات القمة الأوروبية الأخيرة في شأن كوسوفو على أن تُحال الى البرلمان الصربي بعد مناقشة موضوع الإقليم في جلسة مجلس الأمن الأربعاء المقبل، التي سيحضرها رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا ورئيس كوسوفو فايتمير سيديو. ورحب المكلف تشكيل حكومة كوسوفو الجديدة هاشم تاتشي بإرسال البعثة الأوروبية الى الإقليم، وقال في تصريح نُشر في العاصمة بريشتينا أمس"إنه قرار سليم وجاء في الوقت المناسب، لأنه يمهّد الطريق لإعلان الاستقلال". ودعا المجتمع الدولي الى عدم معارضة هذه الخطوة. وأعرب رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا عن غضبه من اقتراحات الاتحاد الأوروبي في شأن مستقبل إقليم كوسوفو، واتهم الأوروبيين"بمحاولة إنشاء دولة تابعة للغرب على الأراضي الصربية، ستشكل سابقة خطرة في السلوك الدولي". ووصف، في تصريح نقله تلفزيون بلغراد أمس، اقتراح الاتحاد الأوروبي تسريع انضمام صربيا إليه إذا تخلت عن كوسوفو، بأنه"غير مقبول ويشكّل إهانة للصرب، لأنه يريد عرض مكافأة على صربيا في مقابل بتر جزء منها". ورفض كوشتونيتسا قرار الاتحاد الأوروبي إرسال بعثة كبيرة الى الإقليم"لأنها ستساهم في إقامة دولة ألعوبة على أرض صربيا بحسب خطة المبعوث الدولي السابق مارتي أهتيساري"، واعتبر ان"من غير المقبول التحدث عن إقليم كوسوفو كدولة مستقبلية، لأن الاعتراف باستقلال الإقليم سيكون أخطر سابقة دولية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية"، مشيراً الى أن البرلمان الصربي سيجتمع بعد مناقشة موضوع كوسوفو في مجلس الأمن الأربعاء المقبل"لاتخاذ القرارات الإلزامية للحكومة في ضوء نتائج ما يحدث في المجلس، وما يعلنه الألبان عن الاستقلال من جانب واحد". واتفقت الأحزاب الصربية الرئيسة:"الديموقراطي"بزعامة رئيس الجمهورية بوريس تاديتش، وپ"الديموقراطي الصربي"بقيادة رئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا، وپ"الراديكالي"وهو أكبر الأحزاب في البرلمان الصربي، وحليفه"الاشتراكي الصربي"التي تحتل 208 مقاعد في البرلمان المؤلف من 250 نائباً، على المعارضة المطلقة للتخلي عن كوسوفو في مقابل انضمام صربيا الى الاتحاد الأوروبي، أو أي إغراءات دولية أخرى. ورداً على تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بروكسيل، بأن"صربيا لديها مستقبل في الاتحاد الأوروبي، إذا احترمت حقوق الإنسان واستقلال كوسوفو"نقل تلفزيون بلغراد أمس عدداً من تصريحات القادة الأوروبيين، إذ قال رئيس الحكومة اليونانية كونستانتين كارامانليس في بروكسيل للصحافيين:"ينبغي تجنب الحل المناسب لطرف واحد فقط". وقال الرئيس القبرصي تاسوس بابادوبولوس:"قبرص لن تعترف أبداً باستقلال كوسوفو، وأن أحاديث القمة الأوروبية لم تتطرق الى هذا الاستقلال". وأكد الرئيس الروماني ترايان باسيسكو ان"رومانيا ضد استقلال كوسوفو وضد كل تغيير للحدود الدولية بوسائل غير شرعية، ولهذا لن نعترف بهذا الاستقلال، لأننا مقتنعون بعدم جواز الحديث عن أي استقلال لا ينال موافقة مجلس الأمن". وفي غضون ذلك، توصلت الدول الكبرى في مجلس الأمن الى تسوية، للسماح للرئيس الكوسوفي بالتحدث في اجتماع المجلس الأربعاء المقبل أثناء مناقشة قضية الإقليم. وقال المندوب الروسي في المجلس فيتالي تشوركين"إن الدعوة ستوجه الى رئيس الحكومة الصربية كوشتونيتسا وسيديو بحسب لوائح مختلفة". وذكر تلفزيون بلغراد، أنه"تم الاتفاق على هذا الحضور، بعدما اقترح تشوركين دعوة كوشتونيتسا كرئيس حكومة صربيا، بينما يتحدث سيديو بموجب لائحة تسمح بدعوة أفراد للمشاركة في نقاشات مجلس الأمن، وذلك بسبب الخلاف على هذا الحضور بين أعضاء الدول الكبرى في المجلس".