كشفت مصادر فلسطينية موثوق بها ل «الحياة»، أن وفداً قيادياً من حركة «حماس» سيغادر غزة بعد غد متوجهاً إلى دمشق عبر معبر رفح. وأوضحت أن الوفد سيبحث مع قيادة «حماس» في الخارج ملفات عدة، أبرزها التحرك السياسي في ضوء الوثائق الفلسطينية التي كشفت عنها أخيراً قناة «الجزيرة» وتتعلق بالمفاوضات مع إسرائيل، إضافة الى الملف الأمني في ضوء التنسيق والتعاون بين السلطة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلية، وكذلك الاقتراحات الجديدة التي نقلها أخيراً الوسيط الألماني في صفقة تبادل الأسرى غيرهارد كونراد، الذي زار غزة منتصف الشهر الجاري. وقالت المصادر: «سيتم بحث ما طرحه الوسيط الألماني، وسيتم التشاور في شأن أفكاره الجديدة»، لافتة إلى أنه «سيزور غزة قريباً لاستلام الرد على اقتراحاته... وهذا لن يتم إلا عقب عودة وفد حماس من زيارته المرتقبة لدمشق ليحمل ردوداً قاطعة». وأضافت أن القرارات في القضايا الجوهرية يتم اتخاذها بالتشاور مع قيادات «حماس» في الداخل والخارج، مشيرة إلى أن وفد الحركة يضم خمسة من قيادات «حماس»، من بينها كل من القياديَّيْن البارزين محمود الزهار وخليل الحية. يذكر أن هذا هو الوفد الرسمي الاول من «حماس» الذي يدخل الأراضي المصرية عبر معبر رفح منذ أكثر من عام، منذ أن رفضت الحركة التوقيع على ورقة المصالحة التي أعدتها مصر بعد أن استضافت حواراً فلسطينياً شاملاً على أراضيها وحوارات ثنائية بين «فتح» و«حماس» على مدار شهور طويلة، ثم تراجع «حماس» ورفضها التوقيع على ورقة المصالحة. وتصاعدت الأزمة أكثر بين مصر و«حماس» ووصلت ذروتها بعد مقتل الجندي المصري أحمد شعبان على الحدود الفلسطينية - المصرية وإصرار مصر على تسلُّم قَتَلَته، معبترة أنه قتل برصاص قناص فلسطيني على الحدود مع غزة قرب بوابة صلاح الدين، في وقت شككت «حماس» في الرواية المصرية، ورأت أن مقتل الجندي المصري وقع نتيجة أحداث فوضى واشتباكات وقعت على الحدود، ودعت السلطات المصرية إلى التعاون معها وتشكيل لجنة تحقيق مشتركة للتوصل إلى الحقيقة ولمنع تكرار هذا الفعل. وكانت مصر دائماً تشترط من أجل احتواء الأزمة مع «حماس» تسليم قتلة المجند المصري والتوقيع على ورقة المصالحة.