خيم شعور بالحزن والصدمة على اللبنانيين عقب اعلان "حزب الله" عن استشهاد احد ابرز قادة "المقاومة الاسلامية"عماد مغنية في تفجير استهدف سيارته في ساعة متأخرة من ليل اول من امس، في دمشق. وجللت الرايات السود المراكز التابعة للحزب الى جانب راياته وارتفعت فوق اماكن للعبادة في بيروت وضاحيتها الجنوبية وفي الجنوب والبقاع، ورددت مكبرات الصوت الآيات القرآنية، وفتحت ابواب مجمع"سيد الشهداء"في الرويس امام آلاف المعزين حيث التفت عائلة الشهيد حول نعشه الذي لف براية الحزب الصفراء ورفع على جانبيه العلم اللبناني وراية الحزب ايضاً. وكان سجي في المكان وسط إجراءات بقيت بعيدة من الإعلام، ووقفت الى جانب افراد العائلة قيادات"حزب الله". اما بلدة الشهيد مغنية، طيردبا الجنوبية فارتدت بدورها ثوب الحداد تمهيداً لاستقبال نعشه اليوم في جنازة مهيبة، ورفعت رايات"حزب الله"وصور امينه العام السيد حسن نصر الله في كل مكان، وانصرف سكان البلدة الى الاستماع الى قناة"المنار"التلفزيونية الناطقة باسم"حزب الله"التي راحت تبث تكراراً بيان النعي ل"حزب الله"وآيات قرآنية. وقال رئيس بلدية طير دبا حسين سعد لوكالة"فرانس برس"ان مغنية هو"اعلى قائد عسكري في حزب الله"، مشيراً الى ان شقيقين له قتلا في السابق أيضاً في عمليتي تفجير، هما فؤاد وجهاد في 1984. نعي"حزب الله" وكان"حزب الله"نعى شهيده بعد نحو12 ساعة على حصول الانفجار الذي استهدفه في العاصمة السورية، وفي حين لم يذكر الحزب في بيانه المكان الذي استشهد فيه مغنية، اتهم"الاسرائيليين والصهاينة"بجريمة اغتياله. وجاء في البيان:"بكل اعتزاز وفخر نعلن التحاق قائد جهادي كبير من قادة المقاومة الإسلامية في لبنان بركب الشهداء الأبرار. فبعد حياة مليئة بالجهاد والتضحيات والإنجازات، وفي شوق شديد للقاء الأحبة، قضى الأخ القائد الحاج عماد مغنية الحاج رضوان شهيداً على يد الإسرائيليين الصهاينة". وأضاف البيان:"لطالما كان هذا الشهيد القائد رحمه الله هدفاً للصهاينة والمستكبرين، ولطالما سعوا الى النيل منه خلال أكثر من عشرين سنة إلى أن اختاره الله تعالى شهيدا على يد قتلة أنبيائه والمفسدين في أرضه الذين يعرفون أن معركتنا معهم طويلة جداً وأن دماء الشهداء القادة كانت دائماً وأبداً ترتقي بمقاومتنا إلى مرحلة أعلى وأسمى وأقوى كما حصل سابقاً مع الشهيدين القائدين السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب رضوان الله عليهما". وقال الحزب:"عند الله نحتسب شهيدنا الكبير ونعاهد روحه الطاهرة أننا سنواصل طريقه الجهادي حتى تحقيق النصر الكامل ان شاء الله. كما نتقدم من عائلته الشريفة وإخوانه المجاهدين والمقاومين جميعاً بالتبريك لنيله هذا الوسام الإلهي الرفيع وبالعزاء لفقد هذا القائد الحبيب والعزيز". وفي بيان لاحق، حدد الحزب الثانية والنصف بعد ظهر اليوم موعداً لتشييع الشهيد مغنية انطلاقاً من ضاحية بيروتالجنوبية. وجاء في البيان:"يا أهلنا الأوفياء، ويا شعبنا المقاوم الصابر، ويا أمة المجاهدين والشهداء، يدعوكم"حزب الله"إلى المشاركة في تشييع الأخ القائد الشهيد الحاج عماد مغنية الحاج رضوان إلى مثواه الأخير، الخميس الواقع في 14 شباط الثانية والنصف من بعد الظهر من مجمع سيد الشهداء عليه السلام في الرويس في الضاحية الجنوبية. هلموا لنرفع على الأكتاف قائداً نفخر بقيادته وشهيداً نعتز بشهادته لنسمع صوتنا لكل الأعداء والقتلة أننا سنواصل المقاومة ونصنع النصر مهما كبرت التضحيات". وأشار الحزب الى انه يتقبل"التعازي والتبريكات"باستشهاد مغنية من التاسعة صباح غد ولغاية الثانية عشرة ظهراً، ومن الثانية بعد الظهر لغاية الخامسة مساءً في مجمع سيد الشهداء. فضل الله ونعى المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله، في بيان، الشهيد مغنية الذي فقدت"المسيرة الجهادية ضد العدو الإسرائيلي والاستكبار العالمي باستشهاده ركناً أساسياً من أركانها"، وقال:"ان المسيرة الجهادية الكبرى للمقاومة الإسلامية في لبنان، والتي مثلت تحدياً كبيراً للكيان الصهيوني وللاستكبار العالمي ومشاريعه في المنطقة، والتي استطاعت أن تلهم المسلمين والعرب وأحرار العالم، وأن تشكل القاعدة الأساسية في دعم حركة الانتفاضة في فلسطينالمحتلة ورفدها. إن هذه المسيرة بامتداداتها الإسلامية والعربية والإنسانية فقدت باستشهاد المقاوم الكبير الحاج عماد مغنية رحمه الله ركناً أساسياً من أركانها وعلماً بارزاً من أعلامها، إذ مثل الحاج عماد مغنية طليعة الجيل المقاوم الذي هزم العدو الصهيوني وانتصر عليه في عامي 2000 و2006". واضاف فضل الله:"إن مسيرة هذا الجيل الذي عاش العنفوان الإسلامي الذي استلهمه من مسيرة المسلمين الأوائل، في بدر والأحزاب وخيبر وعاشوراء، ويعيش الهم الإسلامي الذي يتحرك في مستوى قضايا الأمة كلها، ستبقى تعيش في قلب العزة حتى في أشد الحالات قساوة وألماً وصعوبة وتحدياً، وهي المسيرة التي احتضنت الكثير من الشهداء، حتى من القادة، كالسيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب اللذين نلتقي بذكراهما في هذه الأيام". وقال فضل الله"اننا أمام هذه الخسارة الكبيرة في خط الجهاد نتطلع إلى كل ساحات المقاومة ضد الاحتلال لتكون أكثر تصميماً على مواجهة العدو، وأشد ثباتاً أمام التحديات، وأقوى التزاماً بالخط الإسلامي الجهادي الساعي إلى نهضة الأمة من كبوات الهزيمة إلى صناعة النصر". الشيخ قبلان : كان بالمرصاد لإسرائيل ونعى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان إلى المسلمين واللبنانيين استشهاد القائد مغنية، وقال في بيان:"نعزي العالم الإسلامي والعربي بالشهيد البطل والمناضل الكبير الذي قضى فترة زمنية في الجهاد والنضال ومقارعة العدو، لم يهدأ ولم يستقر حتى يصل إلى غايته وكان ملاحقا من الاستخبارات الاميركية وغيرها، ولكنه كان ينتصب أمامهم كالمارد وهو الجندي المجهول عاش كبيراً ومات شهيداً، ونحن اذ نعزي أهلنا وإخوتنا وشعبنا وجميع الأحرار والثوار في العالم وذوي الشهيد الكبير ونقول لهم هذا شأن الجهاد والمجاهدين، عماد مغنية لم يمت بل هو حي عند ربه يرزق فهو من الشهداء الذين لا يموتون بل يبقى ذكرهم، والأمة التي تلد عماد مغنية ستلد الكثير من أشباهه، ونحن باستشهاده نفتقد الهمة والشجاعة والقدرة والطموح إذ كان بالمرصاد للعدو الإسرائيلي". وأضاف:"خسرنا باستشهاده مجاهداً كبيراً ولكن سيبقى له إخوة كبار وأبطال وشجعان يتبعون سيره ويسيرون على نهجه في الجهاد والمقاومة ويحاربون الضلال والباطل والنفاق وكل أشكال الظلم والكراهية، عماد فقدناك ونحن في أمس الحاجة إليك، ولكن نبشرك ان إخوانك في النضال وفي الجهاد والحركات النضالية يحملون اسمك وهمتك وشجاعتك وتحدياتك، وسنبقى في خط الحسين نجاهد في سبيل الله ونحارب الباطل والظلم والاعتداء والنفاق، أنهم جبناء الذين اصطادوك لأنهم يخافون من المواجهة لأن عماد بطل المواجهات على الحدود وفي كل مكان، ولكنهم هؤلاء خفافيش الليل الذين يصطادون في الماء العكر اصطادوك في الظلمة. ولكن ستبقى يا عماد الشعلة المضيئة والنار الحارقة لكل أعداء الأمة وأعداء الإنسان وأعداء الحقيقة". حركة "امل" وأعلنت حركة"امل"في بيان،"استنكارها وإدانتها جريمة الغدر الجبانة التي طاولت احد طلائع المجاهدين ضد الاحتلال، والعدوانية الاسرائيلية القائد الشهيد الحاج عماد مغنية". وقالت في بيان:"ان حركة"امل"اذ تتقدم بالعزاء من الامين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصر الله ومن الاخوة المجاهدين في الحزب والمقاومة الاسلامية، فإنها تنعى هذا المجاهد المميز الذي كان احد مؤسسي المقاومة ضد قوات الاحتلال الاسرائيلية في جنوبلبنان، وأحد صناع التحرير والنصر المؤزر الذي حققته مقاومة شعبنا ضد الاحتلال خلال حرب التحرير وخلال التصدي الاسطوري للحروب الاسرائيلية ضد لبنان، وآخرها عدوان تموز 2006". ودعت الحركة"اللبنانيين الى تمتين وحدتهم في مواجهة عدو لبنان الاساسي الذي يتمثل باسرائيل المتهمة بهذه العملية الغادرة، والنهوض بمسؤولياتهم الوطنية خصوصاً في هذه اللحظة السياسية التي يقع فيها بلدنا على منظار التصويب لأعداء وطننا وشعبنا". وقدم وفد من قيادة حركة"امل"التعازي باسم الحركة لقيادة"حزب الله"في مجمع"سيد الشهداء". ونعى المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، النائب علي حسن خليل مغنية، ودان الاغتيال باسم حركة"أمل"التي عرفت الشهيد مغنية أحد أبرز مجاهدي المقاومة وترك بصمات كبيرة في المواجهة مع اسرائيل"، متهماً الأخيرة باغتياله. ورأى خليل في اتصال مع محطة"العربية"ان اغتيال مغنية يشكل"خسارة كبرى للبنان ومنعته وقوته".