يقترب الجيش العراقي، بإسناد من القوات الاميركية، من اعلان "ساعة الصفر" لاطلاق الحملة الأمنية في محافظة الموصل، وفيما وصلت امس الدفعة الثانية من القطعات العسكرية اعلن ضباط كبار في الجيش السابق يقطنون الموصل مشاركتهم في المعركة المرتقبة ضد تنظيم"القاعدة"وحلفائه من الجماعات المسلحة. وعلى مدى الأيام الماضية شهدت الموصل استعدادات عسكرية كبيرة، تحضيراً للحملة عقب الانفجار الذي وقع في منطقة الزنجيلي قبل اسبوعين، وسادت المدينة أجواء ترقب للعملية العسكرية. وقال قائد العمليات في نينوى، اللواء الركن رياض عزيز في اتصال مع"الحياة"إن"الاستعدادات وصلت الى مراحلها النهائية وان التعزيزات العسكرية القادمة من بغداد ومناطق أخرى من البلاد اكتملت"، مشيراً الى ان"الدفعة الثانية من القطعات والآليات العسكرية وصلت امس للمشاركة في الحملة". وكشف عزيز حصوله على صلاحية تجنيد حوالي 4000 عنصر من المدينة لتعزيز القوات في المحافظة وكسب جانب الاهالي، مشيراً الى ان"المسؤولية التي ستناط بهم هي مسك الأرض خلال عمليات التطهير التي ستجري". ولفت الى ان"عدداً كبيراً من قيادات الجيش السابق يحملون رتباً عالية استجابوا دعوة وجهتها اليهم للإلتحاق بالقيادة، تمهيداً للمعركة المرتقبة ليكونوا جزءاً من القوات"، مؤكداً ان"هؤلاء الضباط تم اختيارهم وفق معايير الاخلاص والنزاهة وعدم تورطهم في التعامل مع الجماعات المسلحة". يذكر ان معظم قيادات الجيش السابق من الموصل. وكان لإغلاق العشائر في محافظة الانبار وديالى وعدد من المناطق الأخرى مدنها في وجه مسلحي"القاعدة"اثر في تشكيل"جماعات الصحوة"ودفع التنظيم الى الموصل. وقال الناطق باسم قيادة العمليات في نينوى العميد خالد عبد الستار ان"القيادة تعكف حالياً على انهاء الاستعدادات الاستخبارية قبل تنفيذ العملية"، موضحاً ان"حظر التجول فرض اول من امس في حي سومر وفلسطين جنوب شرقي الموصل لمدة ثلاثة ايام لإجراء عمليات تفتيش وجمع معلومات"، وأشار الى ان"قوات من الجيش العراقي فرضت طوقاً أمنياً حول المحافظة لمنع نزوح عناصر تنظيم"القاعدة"الى المحافظات المجاورة كما جرى في الانبار وديالى"، مضيفاً ان"الطائرات المروحية العراقية ستراقب الحدود مع سورية". الى ذلك كشف شيخ عشائر الجبور في الموصل عبدالرزاق الوكاع، اتساع حجم مشاركة العشائر في"مجلس الصحوة"الذي تم تشكيله لمشاركة القطعات العسكرية في العملية الأمنية المرتقبة، مشيراً الى انه"جرى التنسيق مع قيادة العمليات في نينوى على ان يكون دور العشائر في المعركة تقديم الدعم والاسناد للقطعات العسكرية إضافة الى المشاركة الفعلية في عمليات التطهير على ان تكون تحت امرة قيادة العمليات". ويدخل التصعيد العسكري في الموصل في اطار"عملية الحصاد الحديدي"التي يخوضها الجيش الاميركي في نينوى وديالى وكركوك وصلاح الدين منذ الشهر الماضي، وكان تفجير استهدف منطقة الزنجيلي وسط الموصل قبل اسبوعين وأوقع 200 شخص بين قتيل وجريح، سبباً مباشراً لحشد القوات العراقية لخوض معركة وصفها رئيس الحكومة نوري المالكي ب"الحاسمة والنهائية".