أحرق عناصر من "طالبان باكستان" أمس، نحو مئة شاحنة إمدادات لقوات الحلف الأطلسي ناتو في أفغانستان لدى تجمعها في مركز للحاويات على مشارف مدينة بيشاور القبلية شمال غربي، حيث تنقل الإمدادات الى معبر خيبر الحدودي. جاء ذلك بعد ساعات على إحراق حوالى 250 من مسلحي"طالبان"مستودعين للحاويات يبعدان مسافة كيلومترين من موقع الهجوم الحالي، ما أدى الى احتراق حوالى مئتي شاحنة وآلية، علماً ان"طالبان باكستان"حذرت نهاية تشرين الثاني نوفمبر الماضي من ان الهجمات على إمدادات قوات"الأطلسي"والتحالف الدولي التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان ستتصاعد، من اجل منع وصول المؤن الى هذه القوات. كذلك أطلق مسلحون صواريخ على شاحنتين حملتا إمدادات لقوات"الأطلسي"أثناء مرورهما في الطريق الدائري ببيشاور أول من أمس. وأوضحت الشرطة ان حوالى مئتي مسلح صبوا وقوداً على الآليات قبل إضرام النار فيها، ثم فروا قبل وصول قوات الشرطة،"فيما أنقذ رجال الإطفاء حوالى أربعين آلية بينها سيارات". وأشارت الشرطة الى ان الهجوم"الجريء والمباغت أعد له جيداً"، فيما صرح محمد زمان، وهو حارس أمن في مركز الحاويات:"أبلغونا أنهم لن يؤذونا، لكنهم طلبوا منا ألا نعمل لحساب الأميركيين". ويثير تصاعد أعمال العنف مخاوف في شأن استقرار باكستان التي يعتبر دعمها حيوياً للجهود التي يبذلها الغرب للقضاء على حركة"طالبان"في أفغانستان وتنظيم"القاعدة"في أنحاء العالم. كما تحاول الحكومة أيضاً معالجة التوتر مع الهند بعد هجمات بومباي نهاية الشهر الماضي والتي أسفرت عن سقوط 188 قتيلاً. على صعيد آخر، أفاد تقرير أصدره المجلس الدولي للأمن والتنمية، وهو مؤسسة بحوث مستقلة تتخذ من البرازيل مقراً لها، ان"طالبان"تتواجد في شكل دائم في نسبة 72 في المئة من أراضي أفغانستان بنسبة 54 في المئة العام الماضي. لكن الحلف الأطلسي شكك في هذه الأرقام مؤكداً استحالة سيطرة المتشددين على مناطق كبيرة من البلاد. وعرّف التقرير الوجود الدائم بحدوث هجوم أو اكثر أسبوعياً على مدار السنة، علماً انه صدر في أعقاب سلسلة من التقارير السلبية في شأن الجهود العسكرية والتنموية التي يقودها الغرب للقضاء على تمرد"طالبان"في أفغانستان والمستمر منذ سبع سنوات. وتجري الإدارة الأميركية حالياً مراجعة واسعة لاستراتيجيتها في مواجهة تمرد"طالبان"، وحملة القصف التي يجمع المحللون على انها تصاعدت واتسعت هذه السنة. ورأى محللون أمنيون انه على رغم ان التقرير عكس الاتجاه السائد في أفغانستان،"لكنه تضمن أخطاء واضحة"، وهو ما أيده جيمس اباثوراي الناطق باسم الحلف الأطلسي بقوله:"لا نرى ان الأرقام الواردة في التقرير ذات صدقية، إذ تتواجد طالبان في الولايات الجنوبية والشرقية فقط التي تشكل نسبة اقل من 50 في المئة من مساحة البلاد". كذلك رفضت كابول التقرير،"إذ أن منهجه مشكوك فيه ويفسر بطريقة خاطئة الهجمات الإرهابية المتفرقة التي تشنها طالبان". نشر في العدد: 16685 ت.م: 09-12-2008 ص: 16 ط: الرياض