يتوجه الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري اليوم الى كابول، حيث يبحث مع نظيره الأفغاني حميد كارزاي في إجراءات مكافحة الإرهاب، في ظل تحول الحدود بين البلدين الى معقل لحركة"طالبان"وتنظيم"القاعدة". وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان ان"زرداري وكارزاي سيبحثان وسائل مكافحة الإرهاب الذي يهدد السلام والأمن في البلدين معاً"، مشيرة الى ان"باكستان تعتبر إقامة علاقات صداقة وتعاون وثيقة، أولوية لها". وتوترت العلاقات بين البلدين في الأعوام الأخيرة، في ظل اتهام كابول إسلام آباد بعدم بذل جهود كافية لمنع"طالبان"من مهاجمة أفغانستان من قواعدها الخلفية في مناطق القبائل الباكستانية، ومساعدة المتمردين، وهو ما تنفيه إسلام آباد التي تتهم بدورها كابول والقوات الدولية التي تحارب المتمردين الأفغان ب"تصدير"النزاع الى مناطق القبائل بسبب عجزها عن القضاء على المتمردين. وبعد الانتخابات الاشتراعية الباكستانية التي أجريت في شباط فبراير الماضي، تحسنت العلاقات جزئياً بين كابول والحكومة الباكستانية الجديدة، لكن عناصر من"طالبان باكستان"هاجمت في الأسابيع الأخيرة مخازن تابعة لقوات الحلف الأطلسي ناتو في بيشاور شمال غربي باكستان، وكمنوا لقوافل لدى نقلها إمدادات لهذه القوات، ما أدى الى تدمير اكثر من 300 شاحنة وآلية مصفحة وسيارة وحاوية. وفي بيشاور كبرى مدن الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، تظاهر حوالى خمسة آلاف شخص لمطالبة إسلام آباد بوقف دعمها اللوجستي لإمدادات قوات الحلف الأطلسي والجيش الأميركي في أفغانستان. وردد المتظاهرون:"لنسحق أميركا"و"لا لإمداد الحلف الأطلسي". وصرح قاضي حسين احمد زعيم"الجماعة الإسلامية"الذي تقدم المتظاهرين بأنه"من المخجل ان يقدم بلد مسلم دعماً لوجستياً الى الولاياتالمتحدة التي تعمل ضد مصالح المسلمين في العالم". وطالب قاضي حسين إسلام آباد بالتخلي عن دورها كحليف للولايات المتحدة في"حربها على الإرهاب"، مهدداً ب"إجبار الحكومة على وقف أي إمداد". وكانت"طالبان باكستان"حذرت نهاية تشرين الثاني نوفمبر الماضي بأنها ستهاجم الإمدادات المرسلة الى القوات الأجنبية في أفغانستان عبر ممر خيبر الحدودي في باكستان. وفي أفغانستان، سقط جندي بريطاني بعدما أصيب برصاص خلال قتال في ولاية هلمند الجنوبية، ما رفع الى 133 عدد القتلى في صفوف القوات البريطانية منذ نهاية عام 2001. وأعلنت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات أن الفساد المستشري في الشرطة الأفغانية التي تقاتل"طالبان"بدلاً من مكافحة الجريمة ينشر إحساساً بغياب القانون، واستياءً شعبياً الذي يزيده"ابتزاز"رجالها الشعب للحصول على رشاوى. وقالت في بيان:"ما زال التركيز الكبير ينصب على استخدام الشرطة لمكافحة التمرد المسلح بدلاً من مكافحة الجريمة، ويعرقل الفساد والتعيينات السياسية محاولات إكساب القوة الاحتراف المطلوب". وخطف مئات من الأفغان في مقابل فدى خلال السنوات الأخيرة، فيما اعتقل مجرمون قليلون أو أحيلوا على القضاء. ويفر مجرمون كثيرون من السجن عبر دفع رشاوى من دون إحالتهم الى المحكمة. وتولت ألمانيا مهمة إعادة تشكيل الشرطة الأفغانية من لا شيء تقريباً بعد إطاحة نظام"طالبان"نهاية عام 2001، حين لم تملك أفغانستان مفهوماً واضحاً عن الشرطة. وأنفقت ألمانيا 80 من اصل 200 مليون دولار على تطوير الشرطة بين عامي 2002 و2007، لكن جنرالاً ألمانياً وصف الشهر الماضي جهود بلاده لتدريب الشرطة الأفغانية بأنه"فشل مخز". ولا تزود الشرطة الأفغانية أسلحة ثقيلة مقارنة بقوات الجيش، وتتمركز غالباً في مواقع ثابتة بمنطقة واحدة، ما يعرضها لهجمات اكثر كثافة، علماً ان الوفيات في صفوفها تزيد ثلاث مرات على الوفيات في صفوف الجيش. وسقط 1200 رجل شرطة العام الماضي، فيما يتوقع أن تكون الأرقام مماثلة هذه السنة. نشر في العدد: 16695 ت.م: 19-12-2008 ص: 13 ط: الرياض