دعا الزعيمان السودانيان الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني الى مصالحة وطنية في البلاد لتجنيبها التدويل والتمزيق، وحذّرا من خطورة الأوضاع الحالية التي يعيشها السودان. واتهم المهدي"عناصر جامدة في نظام الحكم"بالسعي قولا وفعلا الى اجهاض جهود تحقيق وفاق وطني وبأنها"تغامر"بالسودان. وطالب المهدي، رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب الأمة، أمام آلاف من انصاره الذين أمّهم في صلاة عيد الاضحى أمس في ام درمان، بكفالة الحريات العامة وحقوق الإنسان كما في المواثيق الدولية، وحل أزمة دارفور عبر الاستجابة الى مطالب مواطني الاقليم المشروعة، وعقد ملتقى وطني جامع لا يستثنى منه أحد ولا تستبعد منه قضية، وإجراء انتخابات عامة حرة بمراقبة داخلية وخارجية، وعقد مؤتمر قومي اقتصادي لمعالجة التأزم الاقتصادي فى البلاد. واكد المهدي ان حزبه مع مبدأ المساءلة عن جرائم دارفور لكنه يرى أن اتهام البشير من المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب وابادة في دارفور سيفتح جبهة مواجهات جديدة تطيح بالاستقرار في السودان وتؤدي الى مزيدٍ من الحرب والجرائم الناجمة عنها. ودعا الى إيجاد معادلة للتعامل مع المحكمة الجنائية الدولية والتوفيق بين العدالة والاستقرار. ورأى انه في حال قرر قضاة المحكمة الجنائية الدولية اصدار مذكرة توقيف بحق البشير فإن ذلك سيدفع حملة السلاح في دارفور الى الاحجام عن التفاوض لاقرار سلام في الاقليم، كما انه سيؤدي الى قطيعة بين البشير وحكمه والمجتمع الدولي بكل أجهزته، ما سيدفع السودان الى حال الصومال او الكونغو. وقال:"الوحدة الوطنية القائمة على مشروع إصلاح سياسي هي السبيل الوحيد للتعامل مع المحكمة الجنائية الدولية ولإقناع مجلس الأمن بجدوى تجميد مساءلة رأس الدولة". وذكر المهدي ان حزبه يعد لقد مؤتمره السابع في 26 كانون الثاني يناير المقبل استعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة العام المقبل. واقر بأن بعض عناصر حزبه ابتعدت عنه واختارت طريقاً آخراً ودعاهم الى العودة الى حزبهم، مشيرا الى انه يمثل الشرعية التاريخية والشعبية. وفي الخرطوم بحري، رأى زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي محمد عثمان الميرغنى ان البلاد في حال خطر، وان المخرج هو بمصالحة وطنية عبر مؤتمر يجمع"أهل الحل والعقد". ورأى ان السودانيين قادرون على حل قضاياهم من دون وصاية أو تدخل أجنبي. وجدد حرصه واستعداده للعمل مع القوى الوطنية لمجابهة التحديات الماثلة من اجل"سودان قوي آمن ومستقر". وقال الميرغني، الذي كان يخاطب حشدا من اتباعه عقب صلاة عيد الاضحى في مسجد والده، إنه وحزبه لا يريدان مالا ولا سلطة وانما يسعيان من اجل معالجة قضايا البلاد، وقلل من المجموعات التي انشقت عنه واعتبرها"فروعا"بينما هو"الاصل"ودعاهم الى الالتحاق بحزبهم استعدادا للمرحلة المقبلة. الى ذلك اكد حزب المؤتمر الوطني الحاكم علمه بتحركات"الحركة الشعبية لتحرير السودان"التي تحكم اقليم جنوب البلاد لاقناع متمردي دارفور بالانضمام الى عملية السلام والمشاركة في محادثات السلام المرتقبة المقرر ان تستضيفها الدوحة. وقال المسؤول السياسي في الحزب مندور المهدي إن حزبه يؤيد مساعي"الحركة الشعبية"اذا كانت تخدم السلام في دارفور موضحا ان الحركة شاورت حزبه في جهودها لتوحيم مواقف المتمردين. وقال نائب رئيس البرلمان، القيادي في"الحركة الشعبية"، اتيم قرنق إن زعيم الحركة سلفاكير ميارديت دعا رئيسي"حركة العدل والمساواة"خليل ابراهيم و"حركة تحرير السودان"عبدالواحد نور إلى جوبا عاصمة الاقليم الجنوبي، للتشاور في تسريع سلام دارفور. من جهة أخرى، أكدت الحكومة السودانية اول من أمس انها نقلت قوات الى ولاية جنوب كردفان، وقالت إنها تريد وقف محاولات محمومة من متمردي دارفور لمهاجمة المنطقة. وأثار نشر قوات في ولاية جنوب كردفان توترات في الولاية التي توجد بها حقول نفط رئيسية وهي متاخمة لبعض من أكثر المناطق حساسية في السودان بما في ذلك منطقة غرب دارفور وجنوب السودان وبلدة ابيي المتنازع عليها. وجاء الاعلان عن نشر قوات بعد أيام من اتهام مسؤولين في جنوب السودان المتمتع بحكم شبه ذاتي الشمال بحشد قوة كبيرة في ولاية جنوب كردفان على مدى الاسابيع الثلاثة المنصرمة. نشر في العدد: 16685 ت.م: 09-12-2008 ص: 12 ط: الرياض