حصلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس امس في إسلام آباد التي انتقلت اليها من نيودلهي، على تعهد رسمي من الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بمعاقبة كل باكستاني يثبت تورطه بهجمات بومباي التي أسفرت عن مقتل 188 شخصاً الأسبوع الماضي، والتعاون"من دون تحفظ"مع الحكومة الهندية في التحقيقات الخاصة بالهجمات. وقالت الوزيرة رايس بعد لقائها زرداري:"هناك ضرورة ملحّة وعاجلة لسوق منفذي الهجمات الى العدالة، واستخدام المعلومات الخاصة بالاعتداءات لإحباط هجمات أخرى ومنعها. لذا يجب ان نواصل تركيزنا على هذه الأولويات في إطار كفاح عالمي"ضد الإرهاب. وأضافت ان العمل العسكري"ليس خياراً للهند أو باكستان"، مؤكدة:"لم أسمع إلا مناقشات حكيمة في الهندوباكستان في شأن هجمات بومباي، والأكيد ان الجميع يريد منع أي هجمات أخرى". راجع ص 8 وأعلنت الهند أمس، حال استنفار في مطاراتها الرئيسية، وأهمها نيودلهي وبنغالور وبومباي وكالكوتا، بعد تلقي تحذيرات أرسلتها عبر البريد الالكتروني جماعة"مجاهدي ديكان"التي نفذت تفجيرات بومباي، من احتمال وقوع هجمات عبر طائرات مخطوفة، الأمر الذي يذكّر بهجمات 11 أيلول سبتمبر في أميركا. وأعلن جهاز أمن الطيران المدني الهندي تخصيص قوات إضافية لمراقبة المطارات الدولية الهندية الرئيسية، فيما وضع الجيش طائرات قتالية في حال تأهب. في غضون ذلك، أشارت مصادر باكستانية الى إن زيارة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مايك مولن لإسلام آباد أول من أمس، هدفت الى ثني باكستان عن تهديداتها بسحب جنودها من مناطق القبائل الباكستانية المحاذية للحدود مع أفغانستان، حيث تشن حملة عسكرية مكثفة ضد متشددي حركة"طالبان"وتنظيم"القاعدة". وكشفت المصادر أن باكستان وافقت على عدم تحريك قواتها من مناطق القبائل، في مقابل ضمانات أميركية بمنع أي مغامرة عسكرية هندية ضدها. الى ذلك، قال زيد حامد، الخبير العسكري القريب الى قيادة الجيش الباكستاني ل"الحياة"أن"حرباً خفية تدور في المنطقة ودوائر صنع القرار في واشنطن وغيرها من عواصم الدول الكبرى، لتقليص نفوذ الاستخبارات العسكرية الباكستانية بعد اعتداءات بومباي، خصوصاً أن الحكومة الباكستانية فشلت سابقاً في إخضاع الجهاز لسلطة وزارة الداخلية بإيحاء من واشنطن، كما لم يستطع رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني إرسال المدير العام للاستخبارات الى الهند بعد الاعتداءات". ورأى حامد ان الاستراتيجية الحالية لمحاولة تحجيم دور الاستخبارات ترتكز على اتهامها بلعب دور خفي في دعم تنفيذ تنظيم"عسكر الطيبة"لاعتداءات بومباي، علماً ان مصادر هندية أعلنت أمس ان نيودلهي تملك أدلة على تورط الاستخبارات الباكستانية بالتخطيط للهجمات وتدريب منفذيها. وأوضحت المصادر ان الحكومة الهندية تعرف أسماء المدربين وأماكن تدريب منفذي الهجمات، مؤكدة ان الولاياتالمتحدة تملك أدلة إضافية على تورط باكستان. وينظم مسلمو بومباي بعد صلاة الجمعة اليوم، مسيرة من اجل السلام ورفض دفن"الإرهابيين"في بلادهم. كما سيدعون الى الحد من الاحتفالات بعيد الأضحى المبارك الأسبوع المقبل، في ظل مخاوف من استغلال الأحزاب الهندوسية الاعتداءات، سواء في الشارع أو في صناديق الاقتراع. وقال الأمين العام لمجلس علماء ولاية مهارشترا عاصمتها بومباي، مستقيم عزمي الذي يؤيد مواقف المنظمات الإسلامية:"كما يحصل في كل مرة ينفذ فيها اعتداء منذ خمس أو ست سنوات، يعاود المسلمون الهنود تأكيد براءتهم، لكنهم يعجزون عن الدفاع عن أنفسهم ضد الاتهامات التي توجه اليهم". ورأى ان اعتداءات بومباي"مؤامرة دبرها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد واليمين المتطرف الهندوسي"، محذراً من توظيف سياسي للاعتداءات قبل الانتخابات العامة في الهند المقررة في أيار مايو 2009. نشر في العدد: 16681 ت.م: 05-12-2008 ص: الأولى ط: الرياض