اعتبر الصحافي المصري المعارض إبراهيم عيسى الجائزة الدولية التي أعلن فوزه بها للعام 2008،"رسالة"إلى حكومة بلاده مفادها أن الرأي العام الدولي"يقف ضد الانتهاكات التي تمارس في حق حرية الصحافة المصرية". وكان الاتحاد العالمي للصحف أعلن أمس فوز رئيس تحرير صحيفة"الدستور"المستقلة إبراهيم عيسى الذي يعد أكثر الصحافيين المصريين معارضة للنظام، ب"جائزة جبران تويني الدولية"للعام 2008. وأرجع الاتحاد منح عيسى الجائزة لالتزامه بحرية الصحافة وقدراته المهنية. وقال عيسى ل"الحياة"إن هذه الجائزة تأتي في إطار دعم المؤسسات الصحافية الدولية لنظيراتها العربية أمام الهجمات والقيود التي تفرضها عليها الحكومات. وتابع:"هذه الحالة من التضامن والتقدير العالمي للصحافة المصرية تعبر عن أن العالم مهتم بما يحدث في مصر وتستدعي من المنشغلين بقضايا حرية التعبير أن يكونوا أكثر إصراراً واهتماماً بالحصول على حرياتهم". واعتبر عيسى الجائزة"رسالة إلى الحكومة المصرية مفادها أن المؤسسات الصحافية والرأي العام الدولي يقف ضد الانتهاكات التي تمارس في حق حرية الصحافة المصرية". وكان عيسى تعرض لحكم قضائي يقضي بسجنه 6 أشهر خففته محكمة أعلى درجة إلى شهرين بسبب نشره في أيلول سبتمبر من العام الماضي تقارير صحافية تشير إلى إصابة الرئيس حسني مبارك بقصور في الدورة الدموية. وبعد تأكيد الحكم صار واجب التنفيذ، لكن الرئيس مبارك أصدر عفواً رئاسياً عنه. وقال بيان رئاسي في حينه إن قرار مبارك يأتي"تأكيداً لرعايته حرية الرأي والتعبير والصحافة وحرصه على أن ينأى بنفسه، كرئيس للجمهورية، عن أن تكون له أية خصومة مع أي من أبناء مصر". وعيسى في الأربعينات من العمر هو أحد أربعة رؤساء تحرير حكمت عليهم محكمة جنح بالحبس لمدة عام وغرامة 20 ألف جنيه 3800 دولار في أيلول سبتمبر من العام الماضي لإدانتهم بإهانة الرئيس مبارك ونجله جمال، أمين السياسات في الحزب الوطني الحاكم. وتنظر محكمة حالياً في استئناف ضد الحكم بحبس رؤساء التحرير الأربعة. ورحبت نقابة الصحافيين في مصر بمنح الاتحاد العالمي للصحف الجائزة لعيسى هذا العام واعتبرته"شرفاً لكل الصحافيين المصريين". ويمنح الاتحاد العالمي للصحافة في شكل سنوي تلك الجائزة للصحافيين بالتزامن مع ذكرى اغتيال الصحافي اللبناني جبران تويني تكريماً له كأحد المدافعين عن حرية الرأي والتعبير. وقال وكيل نقابة الصحافيين في مصر عبدالمحسن سلامة:"منح أي صحافي مصري جائزة دولية هو شرف لنا ويسعدنا جميعاً لأنه أحد العاملين في الجماعة الصحافية التي ننتمي إليها". وأضاف:"نتمنى منح مزيد من الزملاء لجوائز دولية". وأشار سلامة، ل"الحياة"، إلى أن الجائزة تساعد النقابة في مطالبها بمزيد من الحريات ورفع العقوبات المقيّدة للحريات وعلى رأسها عقوبة السجن للصحافيين والإسراع بالبنية التشريعية المساعدة لذلك. نشر في العدد: 16680 ت.م: 04-12-2008 ص: 13 ط: الرياض