ناقش سفراء الهند في اجتماع عقدوه في نيودلهي أمس، شن"هجوم ديبلوماسي"على باكستان من أجل عزلها دولياً، بحجة عدم استجابتها طلب بلادهم التعاون في التحقيقات الخاصة بهجمات بومباي، والتي أسفرت نهاية الشهر الماضي عن مقتل 188 شخصاً، وتسليم مطلوبين بتنفيذها من جماعة"عسكر طيبة"الباكستانية. وشدد وزير الخارجية الهندي براناب موخرجي على أن بلاده"يجب ألا تعتمد على الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي في تحقيق أهدافها، وعليها أن تأخذ زمام المبادرة بيدها لتحقيق مطالبها بعدما نفد صبرها". ولوّح بأن كل الخيارات مفتوحة لجعل باكستان تلتزم القضاء على الإرهاب في أراضيها"لكن احداً لن يتحدث علناً عن احتمال نشوب نزاع عسكري، لأن الوضع حساس". راجع ص 10 وفيما أعلنت الهند إلغاء كل الإجازات الممنوحة الى افراد قواتها المسلحة حتى نهاية نيسان ابريل المقبل، حلقت مقاتلات باكستانية فوق عدد من المدن الكبرى أمس، تنفيذاً لإجراءات"زيادة اليقظة والحذر في ظل الأجواء السائدة بعد هجمات بومباي". وحلقت المقاتلات على علو منخفض فوق العاصمة اسلام آباد ومدينتي روالبندي المجاورة ولاهور شرق ما اثار قلق السكان، وأسفر عن تعطيل جزئي لحركة الطيران في مطار لاهور. ويأتي ذلك بعد اتهام اسلام آباد سلاح الجو الهندي في 13 الشهر الجاري، بانتهاك اجواء باكستان فوق لاهور والشطر الباكستاني من اقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين، علماً ان نيودلهي نفت هذه الاتهامات. وأكد وزير الدفاع الباكستاني احمد مختار تشودري امس، قدرة القوات الباكستانية على الدفاع عن البلاد"إذا فرضت حرب عليها"، معتبراً ان الهند"لا تريد خوض مواجهة عسكرية، لانها قد تتطور الى حرب نووية، ما يشكل عامل ردع ضدها". تزامن ذلك مع استئناف الولاياتالمتحدة جهودها الديبلوماسية مع الهندوباكستان، لنزع فتيل التوتر بينهما المتصاعد منذ هجمات بومباي. وبحث السفير الأميركي في نيودلهي ديفيد ملفورد مع وزير الداخلية بي شيدامبارام تطورات التحقيقات في الهجمات، وتعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين، في وقت زار رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الاميرال مايكل مولن إسلام آباد للمرة الثانية هذا الشهر. وفي سياق التحقيقات، سلّمت الهندباكستان رسالة من الناجي الوحيد من منفذي هجمات بومباي، أجمل أمير قصاب، يؤكد فيها انه يحمل الجنسية الباكستانية، على غرار المهاجمين التسعة الآخرين. وطلب قصاب في الرسالة التي كتبها الأسبوع الماضي، لقاء مسؤولين في السفارة الباكستانيةبنيودلهي للحصول على مساعدة قانونية. وفي أفغانستان، دعا الرئيس حميد كارزاي، بعد لقائه الاميرال مولن، الولاياتالمتحدة الى التشاور مع حكومته في شأن احتمال نشر 30 الف جندي اميركي اضافي في بلاده بحلول صيف 2009. وقال:"يجب ان نتشاور في شأن مواقع انتشار الجنود الاضافيين وطبيعة عملياتهم ودور القوات الأفغانية فيها"، علماً ان مولن اوضح ان غالبية القوات ستوزع على المناطق التي ينشط فيها مسلحو حركة"طالبان"وتنظيم"القاعدة"، خصوصاً على الحدود الجنوبية والشرقية مع باكستان. وطلب كارزاي من مولن تعزيز التزام القوات الأميركية الحد من الخسائر في صفوف المدنيين، وتجميدها تفتيش المنازل خلال فترات المساء، وعمليات الاحتجاز التعسفي التي تنفذ من دون تنسيق مع قوات الأمن الأفغانية، لأن"تعاون المواطنين ودعمهم حيوي لنجاح مكافحة الإرهاب". نشر في العدد: 16699 ت.م: 23-12-2008 ص: الاولى ط: الرياض عنوان: مناورات جوية فوق المدن الباكستانيةونيودلهي تخطط لعزل إسلام آباد دولياً