نيودلهي، إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - اقترحت الهند على باكستان استئناف المحادثات بينهما على مستوى وزيري الخارجية من دون ان تحدد موعداً لانعقادها، وذلك بعد اكثر من سنة على قطعها الحوار، اثر الهجمات التي استهدفت مدينة بومباي الهندية نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 وأسفرت عن مقتل 166 شخصاً، فيما رحب وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي بهذا التحرك «اذا أدت المحادثات الى استئناف الحوار الشامل». ونقلت وكالة انباء «تراست اوف انديا» عن مصادر في وزارة الخارجية الهندية قولها إن «الهند تريد التطرق الى موضوع الارهاب ونقاط اخرى قد تساهم في احلال جو من السلام والامن بين الجارين النوويين». وتابعت: «ستبدأ الهند محادثات بروح منفتحة وايجابية». وكشفت المصادر ان المحادثات قد تتركز على الاجراءات التي اتخذتها إسلام آباد لتفكيك الشبكة الارهابية الموجودة على أراضيها، والتي استخدمت لمهاجمة بومباي، «لذا قد تكون بداية للمساعدة في دفع الامور إلى الامام». جاء ذلك قبل مشاركة وزير الداخلية الهندي بالانيابان تشيدامبارام في اجتماع إقليمي تستضيفه باكستان في 26 و27 الشهر الجاري، علماً ان دعوة الحوار تنتج من ضغوط تمارسها الولاياتالمتحدة التي تعتبر ان تحسن العلاقات بين البلدين امر مهم جداً لتخفيف قلق إسلام آباد على صعيد امن حدودها الشرقية وتعزيز تركيزها على قتال حركة «طالبان» عند حدودها الغربية مع أفغانستان. كما تؤكد الدعوة واقع استنفاد نيودلهي الخيارات الديبلوماسية في قضية ملاحقة مخططي هجمات بومباي. وفي تصريحات أكدت تخفيف موقف نيودلهي، اعلن وزير الخارجية الهندي إس.إم. كريشنا قبل توجهه إلى الكويت ان اتخاذ باكستان «خطوات قليلة» في التحقيق الخاص بهجمات بومباي «قد يساعد على تحسين العلاقات، وسيسهل عمل الهند بشكل طبيعي مع باكستان». وكانت محادثات السلام التي بدأت بين الهند وباكستان مطلع عام 2004 سمحت بالحد الى درجة كبيرة من التوتر السائد بينهما حول اقليم كشمير، ثم جمدتها الهند بعدما اتهمت جماعة «عسكر الطيبة» المتشددة التي تتخذ من باكستان مقراً لها بتدبير هجمات بومباي. وغداة مقتل ثلاثة جنود اميركيين في انفجار قنبلة تبنته «طالبان» امام مدرسة في اقليم دير السفلى القبلي (شمال غرب)، رأى المحلل الباكستاني والخبير في شؤون المتشددين احمد رشيد: «لن يزيد ذلك الا قناعة الباكستانيين وحتى المعتدلين المناهضين لطالبان بأن الحكومة لا تفعل شيئاً الا الكذب عليهم ومعها الجيش في شأن وجود جنود اميركيين في البلاد» وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية بأن «فيلق قوات امن الحدود الباكستانية دعا الجنود الأميركيين لحضور افتتاح مشروع تدشين المدرسة والذي مولته الولاياتالمتحدة». وقال رفعت حسين الأستاذ في جامعة «القائد الأعظم» بباكستان: «سيخلق ذلك مشاكل للحكومة الباكستانية، وربما يؤدي الى نوع من الاستجواب في البرلمان حول وجود قوات أميركية خاصة على الأراضي الباكستانية». كما يدق احتمال معرفة «طالبان» بسفر جنود أميركيين في قافلة نقلتهم الى المدرسة المستهدفة أجراس إنذار جديدة.