اعلن الرئيس الباكستاني علي آصف زرداري أمس، ان أي دليل لم يتوافر حتى الآن على ان المسلحين الذين نفذوا الهجمات في مدينة بومباي الهندية قدموا من باكستان، على رغم تأكيد نيودلهي وواشنطن ولندن وجود ادلة واضحة على أن مخطط الهجمات وضع في معسكرات لتدريب إرهابيين داخل باكستان. وأبلغ زرداري"هيئة الإذاعة البريطانية"بي بي سي:"لا أدلة قاطعة حتى الآن تدعم هذه المزاعم"، متعهداً أن تتخذ باكستان إجراءات في حال اثبات صلة اي باكستاني بالهجمات. في الوقت ذاته، أسفت باكستان لإعلان الهند تجميد عملية السلام بينهما بعد هجمات بومباي في نهاية تشرين الثاني نوفمبر الماضي والتي أسفرت عن سقوط 188 قتيلاً، لكنها أبدت ثقتها بقدرة البلدين على تجاوز هذا"التراجع". وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي في اسلام آباد:"يتوقف مستقبل باكستان على اقامة علاقات حسن جوار جيدة مع الهند, من مسؤوليتي تطوير علاقات ثنائية ودية"، علماً ان وزير الخارجية الهندي براناب موخرجي أكد اول من امس ان بلاده لا تنوي مهاجمة باكستان. واتهمت الهند جماعة"عسكر طيبة"الباكستانية باعتداءات بومباي. في غضون ذلك، باشر البرلمان الهندي، بطلب من الحكومة، مناقشة تعزيز القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب وإنشاء شرطة فيديرالية تشبه مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي أف بي آي. كما سيتم إلغاء المركزية في الحرس الوطني للأمن المتمركز في نيودلهي، والذي يشكل إحدى قوات مكافحة الإرهاب الأفضل تجهيزاً في المدن الكبرى، وسيفتح عشرون مركزاً لتأهيل القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب في البلاد. وستسمح القوانين الجديدة ايضاً بتوقيف المشبوهين في قضايا الإرهاب 180 يوماً بدلاً من تسعين، ومنع تبييض الأموال او نقل أموال مشبوهة بسهولة، فيما سيشكل انشاء وكالة وطنية للتحقيقات ثورة على صعيد المؤسسات في هذا البلد الذي تحرص فيه سلطات الولايات على سيادتها في مجال الأمن. وأكد وزير الداخلية الهندي بالانيابان شيدامبارام ان انشاء الوكالة"سيسرع التحقيقات والملاحقات والقضايا المرتبطة بالإرهاب". وفي اقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان، قتلت قوات الأمن الهندية زعيمين في حزب"المجاهدين الإسلامي"الانفصالي الموالي لباكستان، أحدهما ريس احمد الذي فر من السجن في تشرين الثاني الماضي، وواجهت متظاهرين خلال الدورة ما قبل الأخيرة للانتخابات المحلية. وفككت القوات المسلحة قنبلة في قرية انانتناغ الجنوبية, قبل دقائق من فتح مراكز الاقتراع, فيما فرقت فرق رجال الشرطة في انانتناغ بواسطة عصي متظاهرين طالبوا بمقاطعة الانتخابات. لكن ذلك لم يمنع توجه حوالى ستين في المئة من الناخبين الى صناديق الاقتراع في الشطر الهندي من كشمير ذي الغالبية المسلمة، علماً انه يتوقع ان تصدر النتائج في 28 الشهر الجاري. نشر في العدد: 16694 ت.م: 18-12-2008 ص: 14 ط: الرياض