أعلن وزير الخارجية الهندي براناب موخرجي أمس، توقف عملية السلام مع باكستان في اعقاب الهجمات التي شنها مسلحون إسلاميون على بومباي نهاية الشهر الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 188 شخصاً. وقال في سريناغار, المدينة الرئيسية في الشطر الهندي من اقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان:"ابلغنا وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي اننا نتوقع ان تفي بلاده بالتزامها بعدم السماح باستخدام أراضيها لشن هجمات إرهابية على الهند". وأضاف:"نتوقع ان تسود الحكمة، وان تترجم التطمينات التي تردنا من باكستان الى أفعال، لأنها تأتي من قيادتها المؤسساتية". وفي خطاب ألقاه في نيودلهي في مناسبة الذكرى ال37 لانتصار الهند عسكرياً على باكستان في حرب"تحرير بنغلادش"، أكد وزير الدفاع الهندي اي.كي. انتوني ان بلاده لا تخطط لعمل عسكري ضد باكستان التي طالبها ضمناً بالتصدي للجماعات الإسلامية التي تنشط على أراضيها، محذراً من ان تجاهل هذا التحرك سيؤثر سلباً على العلاقات الثنائية المتوترة في الأساس بعد اعتداءات بومباي. وقال انتوني:"يجب ان نفكر دائماً في امن شعبنا. واذا لم تكن باكستان صادقة في ما تقوله, فلن تكون الأمور طبيعية"، علماً ان إسلام آباد نفذت الأسبوع الماضي موجة اعتقالات في الأوساط القريبة من"عسكر طيبة"، وأكدت عزمها محاكمة اي باكستاني يثبت ضلوعه في الاعتداءات على أراضيها. وبدأت عملية السلام بين الهندوباكستان، والتي تعرف باسم"الحوار المركب"، عام 2004، أي بعد سنتين من اقتراب الجارتين النوويتين من حافة الحرب عام 2002، في اعقاب الهجوم الإرهابي الذي استهدف البرلمان الهندي، واتهمت نيودلهي جماعات إسلامية متشددة في مقدمها"عسكر طيبة"و"جيش محمد"اللذان يتخذان من باكستان مقراً لهما بالوقوف خلفه. وحسنت المحادثات الروابط الديبلوماسية والتجارية والرياضية، لكنها لم تحقق تقدماً في النزاعات الرئيسية، وفي مقدمها النزاع في كشمير المقسمة. في غضون ذلك، تعهدت جماعة"عسكر طيبة"مواصلة قتالها الهند في كشمير، نافية تورطها بهجمات بومباي. وقال عبدالله غزنوي، الناطق باسم الجماعة:"سنواصل القتال من اجل حرية كشمير. وهذا مشروعنا الوحيد"، متهماً الحكومة الهندية بربط"نضال كشمير من اجل الحرية بالإرهاب، لإضفاء الشرعية على احتلالها أرضنا". وأضاف:"اطمئن المجتمع الدولي بأننا لم ننفذ هجمات بومباي التي ندينها بشدة، وندعو الأممالمتحدة الى إجراء تحقيق حيادي في الأدلة التي تزعم الهند حيازتها". وفي واشنطن، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود ان واشنطن لم تحذر حتى الآن الهند من مهاجمة باكستان على خلفية هجمات بومباي. وقال:"لا نصدر تحذيرات، وتحدثنا إلى البلدين حول أهمية التعاون في شأن التحقيقات بهجمات بومباي. والأكيد اننا لا نريد أن نرى التوتر يتصاعد في المنطقة، وهو ما لا يحصل حالياً، فيما نعتبر ان الترويج لتعاون بين الحكومتين سيساعد في تخفيف التوتر". نشر في العدد: 16693 ت.م: 17-12-2008 ص: 16 ط: الرياض